أفاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، بأن مشروع إنجاز مستشفى جديد متخصص في طب العيون بولاية عنابة، نظرا للحالة المتدهورة للمستشفى القديم الذي يعود للحقبة الاستعمارية بحي حقل مارس وسط المدينة، أصبح مرتبطا بالمشروع الضخم لإنجاز مستشفى جامعي ثاني بالقطب الصحي البوني، الذي يتربع على مساحة 30 هكتار.
وأضاف سايحي في الرد على السؤال الكتابي الذي وجهه النائب البرلماني علي مويلحي، تلقت النصر نسخة منه، بأن ولاية عنابة ستشهد تدعيمها بجناح كامل خاص بطب وجراحة العيون، وذلك في إطار تجسيد مشروع إنجاز مركز استشفائي جامعي ثان بسعة 500 سرير، والذي خصص له وعاء عقاري بالقطب الصحي، الكائن ببلدية البوني .
وحسب نص الرسالة التي وجهه النائب مويلحي، فإن وحدة طب العيون بحي «شون دو مارس» ببلدية عنابة، لم تعد تقوى على مواجهة الضغط المفروض والتكفل بالعدد المعتبر من الوافدين عليها من المرضى للعلاج والاستشفاء، سواء من داخل الولاية أو من الولايات المجاورة لها، ونظرا لقدم البناية التي تحوي هذه الوحدة وضيق مصلحة الاستعجالات الطبية ما يحول دون التكفل بالوافدين بالصورة المطلوبة، فإن فكرة برمجة إنجاز مستشفى جديد لطب العيون، جدير بالدراسة والتجسيد خدمة المرضى الولاية وما جاورها.
وتقدم وحدة طب العيون بعنابة بمتابعة من البروفيسور بولعنب فوزية، خدمات هامة في مجال العلاج والجراحة والاستشفاء، تغطي عدة ولايات شرقية، رغم الظروف الصعبة التي يعملون بها منذ سنوات، في مقابل البحث عن حلول مؤقتة لتحسين وضعية العمل، غير أن الضغط الكبير الذي تعرفه، يستدعي إيجاد حل جدري، بنقلها إلى مقر جديد.
وعملت وحدة طب العيون بعنابة خلال السنوات الأخيرة، على إجراء عشرات العمليات الجراحية، لزرع قرنيات العين لفائدة مرضى الولايات الشرقية، الذين يعانون من مشكل في القرنية والإبصار بشكل طبيعي، وذلك في إطار سياسة الوزارة، للاستفادة من عمليات جراحية في هذا الاختصاص مجانا.
وحسب المصالح الطبية بوحدة العيون، فعمليات الزرع تتعلق بالأنسجة، حيث أصبح لها استقلالية تامة للطاقم الطبي لإجراء الجراحة لفائدة مرضى الولايات الشرقية، بهدف تخفيف الضغط على باقي المستشفيات كمصطفى باشا وباب الواد بالعاصمة.
وتكلف عملية استبدال قرنية مريضة بأخرى سليمة، حسب ذات المصدر نحو 50 مليون سنتيم، حيث يتم التكفل التام بالمريض من قبل مستشفى ابن رشد الجامعي، أين يخضع لمتابعة من قبل الطاقم الطبي لمدة 7 أيام قبل وبعد إجراء العملية الجراحية . وأضحى هذا النوع من العمليات الجراحية متاحا، بفضل القرنيات المستوردة والتي يوفرها معهد باستور مجانا، بالإضافة إلى الجهود المبذولة على مختلف المستويات، لتطوير برنامج زرع الأعضاء والأنسجة، التي ترمي الدولة من خلاله بالدرجة الأول إلى منح المرضى آفاقا جديدة للعلاج، والتحول إلى تقنيات علاج أكثر تقدما.
ووفقا لمديرية الصحة والسكان لولاية عنابة، ينتظر الإفراج عن مشروع المستشفى الجامعي الجديد قريبا، حيث يجري استكمال الإجراءات للإعلان عن هذا المشروع الضخم، من قبل السلطات المركزية.
وقد شرعت مديرية الصحة، في استقبال الآراء والاقتراحات المتعلقة بمشروع إنجاز المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بسعة 500 سرير، كخطوة استباقية قبل الشروع في إطلاق الدراسة التقنية، وأشركت مديرية الصحة، الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين رؤساء المصالح وأعضاء المجلس العلمي في النقاش والتشاور، حتى تكون مصالح المستشفى الجامعي الجديد، مطابقة للمعايير العلمية الدولية، معززة بالخبرة الواسعة للأساتذة، في إطار إدارة الأعمال التشاركية.
وفي ذات السياق، أشرف مدير الصحة والسكان، على تنصيب لجنة إشراف ومتابعة لهذا المشروع، متكونة من 60 أستاذا استشفائيا جامعيا من مختلف المؤسسات، توظف خبراتهم الميدانية الهامة في متابعة هذا المشروع ومراقبة مكتب الدراسات، ليكون هذا الصرح الطبي مواكبا للتطورات العلمية والتقنية في هذا المجال، ويؤدي مهمته على أكمل وجه، وفقا لمدير الصحة. وسيخصص هذا المستشفى، حسب والي عنابة، عبد القادر جلاوي، لتحويل المصالح الاستشفائية الجامعية المتواجدة ببنايات قديمة، على غرار الموجودة بكل من «ابن سينا» و»الجسر الأبيض»، بهدف تحسين ظروف التكفل والاستقبال، وكذا إعطاء محيط جيد لعمل الطواقم الطبية.
حسين دريدح