تواصل غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية قالمة، العمل على برنامج طموح لتكوين المزيد من الحرفيين في مختلف المجالات، وتدريب العمالة المحلية على التحكم في التقنيات الجديدة التي يعرفها قطاع الحرف، الذي يشغل أعدادا معتبرة من السكان المحليين، الذين ورثوا مهنا وحرفا كثيرة عن الأجداد القدامى، لكنهم أصبحوا في حاجة إلى كسب مهارات جديدة لمواكبة التحولات المتسارعة، التي تعرفها مختلف الصناعات التقليدية، التي تأثرت بتكنولوجيا جديدة، اكتسحت كل شيء، بما في ذلك الصناعات اليدوية العريقة.
وفي هذا الإطار، تشرف غرفة الصناعة التقليدية والحرف بقالمة على تدريب أفواج من النساء على تقنيات الخياطة المتطورة، لمساعدتهن على تطوير المهارات والوصول إلى إنتاج جيد له مكانته في السوق المحلية والوطنية، مما يوفر مداخيل مالية، خاصة للجمعيات التي تعنى بشؤون الأيتام والأسر، التي تواجه صعوبات في الحصول على مصادر الرزق. وحسب مصادر من الغرفة، فإن الدورة التكوينية في مجال الخياطة وتفصيل الملابس، والتي تشرف عليها الأستاذة المتميزة بلغربي صبرينة، تحرز نتائج جيدة ومشجعة، حيث بدأت الحرفيات تكتسبن مهارات متطورة في هذا المجال.
ويعمل المدربون بقالمة على تكوين حرفيين في الصناعات التقليدية الفنية، كالفخار والمجوهرات والحلي، إلى جانب صناعة الحلويات والأطباق التقليدية والحدادة والنجارة، وغيرها من الحرف الداعمة للاقتصاد المحلي والوطني، والمساعدة على تطويق البطالة وإنشاء المزيد من فرص الشغل بحوض سكاني كبير، يتوجه بخطى ثابتة نحو الأعمال الحرة والحرف التي تدر مكاسب مالية هامة تغني الكثيرة من الأسر، عن متاعب البحث عن مناصب العمل التقليدية.
وتتوفر غرفة الصناعة التقليدية والحرف بولاية قالمة، على مدرسة للتكوين وتحسين المستوى، بها كفاءات في مختلف التخصصات الحرفية، تجيد التحكم في التكنولوجيا الجديدة التي أصبحت داعما قويا لهذا القطاع الحيوي، الذي تعول عليه الجزائر كثيرا لتحقيق مسعى الاقتصاد المستديم، المنتج للثروة ومناصب العمل.
وقال أمس، بوجمعة قرنين، أحد كوادر غرفة الصناعة التقليدية والحرف بقالمة، للنصر، بأن ما لا يقل عن 8500 حرفي منخرطون حاليا في الغرفة، وينشطون على أرض الواقع في مختلف المهن والحرف، التي تنتج قيمة إضافية هامة للاقتصاد المحلي وحتى الوطني، مضيفا بأن قطاع الصناعات التقليدية والحرفية، يعد من بين ركائز الاقتصاد في دول عديدة، بينها البرازيل التي يوجد بها نحو 8 ملايين منخرط في قطاع الحرف والصناعات التقليدية، الذي يحقق مداخيل تقارب 16 مليار دولار للاقتصاد البرازيلي. وتعد صناعة الفخار والحلي والملابس والأفرشة والمأكولات والحدادة والنجارة والحلاقة، والتحف والهدايا والميكانيك والكهرباء، من أبرز الحرف التي تشغل العمالة المحلية بقالمة، وتوفر مصادر عيش لعدد كبير من الأسر، حيث تعمل هيئة القرض المصغر «أنجام» على تمويل الحرفيين الجدد، وكذلك الراغبين في توسيع النشاط وتطويره، تماشيا مع التحولات المتسارعة التي يعرفها قطاع الصناعات التقليدية، في السنوات الأخيرة.
فريد.غ