توفي نهاية الأسبوع، المجاهد ومربي الأجيال الحاج سليمان بللو، والد وزير الثقافة والفنون زهير بللو، عن عمر ناهز 88 سنة، بعد أن قضى حياته في خدمة العلم وتعليم الأجيال .
ووُلد المرحوم يوم 17 مارس 1936 بمدينة غرداية لعائلة أصيلة وشريفة، ثم انتقل رفقة عائلته إلى مدينة تبسة عام 1941 وهو في الخامسة من عمره، حيث نشأ وترعرع وسط بيئة تمزج بين القيم العريقة والتربية الصالحة، بدأ مشواره التعليمي الرسمي في عام 1942، وبرز بتفوقه في المدرسة الإضافية الفرنسية بتبسة، واجتاز بعد ذلك امتحان مرحلة التعليم المتوسط في مدينة قسنطينة عام 1951، حيث واصل تألقه العلمي، وفي عام 1952، التحق بمدرسة ابن شنب بمدينة المدية وهناك، بدأ يبرز بشخصيته الفذة من خلال إتقانه اللغة الفرنسية بتميز وطلاقة، إلى جانب مشاركته الفعالة في فوج الكشافة الإسلامية الجزائرية ونادي كرة القدم.
ومع اندلاع الثورة التحريرية، تشبّع الحاج سليمان بروح الوطنية، وعمل جاهدا لدعم المجاهدين والمساهمة في الثورة، أين تحولت عائلته إلى معقل لدعم الثوار من خلال توفير المؤونة واللباس وجمع التبرعات، كما واصل دوره التربوي كمدرس في مدينة الونزة بتبسة، رغم ظروف الاحتلال، وفي عام 1968، عُيّن مديرا عاما لمدرسة الهداية القرآنية المزابية في تبسة، حيث قادها بحكمة واقتدار لتصبح منارة علمية بارزة، و ساهم على مدار 60 عاما في تربية أجيال متعاقبة على القيم النبيلة، وغرس فيهم حب العلم والأخلاق الحميدة.
وكان للفقيد دور ريادي في قطاع كرة القدم بتبسة، حيث تولى رئاسة الرابطة لمدة 46 عاما من سنة 1972 إلى غاية 2018، كما تميز الحاج سليمان بعدة صفات نادرة، منها الالتزام بالأصالة والوطنية، وحب العلم واحترام العلماء، دوره الفعال في إصلاح ذات البين، حيث كان عضوا بارزا في لجنة الأعيان والعقلاء بتبسة.
ع.نصيب