نجح الفريق الطبي بمصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54بوهران، في إجراء عملية جراحية دقيقة لمريض يبلغ 58 سنة من جنوب الوطن، وهي حالة نادرة جدا تتمثل في استئصال ورم حميد بحجم وطول 8/12سم كان متمركزا على مستوى مخ و عين المريض وصولا إلى نهاية الفك السفلي وبداية الجهة العلوية للرقبة.
وقد أشرف على هذه العملية البروفيسور قربوز رابح رئيس مصلحة جراحة الأعصاب، حيث تم التكفل بالمريض في ظرف قياسي خاصة بعد معرفة أن عمر الورم أكثر من 8سنوات، وجرت العملية بالتنسيق مع مصلحة التخدير والإنعاش برئاسة البروفسور مازور جميلة، لأن الورم كان قد أخذ 50 بالمائة من الجهة العميقة للمخ ونهاية الفك وبداية الرقبة و 50 بالمائة من جهة العين، وأوضح البروفيسور قربوز، أنه بعد القيام بكافة الفحوصات الطبية اللازمة تم الانطلاق في مراحل العملية الجراحية الدقيقة ففي المرحلة الأولى تم استئصال الجهة الخارجية للورم المتواجدة على مستوى العين و جيوب الوجه من منطقة أسفل الفك وبداية الرقبة، وبعد مرور حوالي أسبوع كامل تم القيام بالمرحلة الثانية التي كانت أكثر دقة و خطورة وهي استئصال الجزء المتبقي من الورم المتواجد بالجهة العميقة بالدماغ والقريبة من المخ والأعصاب، وقد استغرقت العمليتان الجراحيتان معا ما مجموعه 15 ساعة، أما المرحلة الثالثة فكانت عبارة عن جراحة تجميلية والتي دامت ساعة واحدة فقط، مردفا أنه وبعد نجاح العمليات الثلاث، تم إبقاء المريض تحت المراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته والتعامل مع أي طارئ محتمل، خاصة وأنه ينحدر من ولاية عين قزام بأقصى جنوب الوطن، مما يجعل تنقله صعبًا، وهو يتلقى الرعاية الصحية اللازمة له داخل المصلحة بفضل جهود الطاقم الطبي والإمكانات المتاحة.
و أكد البروفيسور قربوز في تصريح إعلامي رافق بيان المؤسسة الاستشفائية، أن هذا النوع من الحالات يعتبر نادرا جدا في الوطن وحتى العالم أيضا، لأن هذا النوع من الورم « ورم السحايا الغزوي في المناطق الجبهية والعينية والوجهية» أي أنه يجمع بين نوعين من الأورام التي تنشأ من السحايا، وهي الأغشية التي تغلف الدماغ والحبل الشوكي، و يتوسع أو يغزو الأنسجة المحيطة به، مضيفا أن هذا الورم من الأورام الحميدة وليس الخبيثة إلا أنه يؤثر على حياة المريض بضغطه على مختلف الأعضاء المحيطة به وحتى الأعصاب المتواجدة على مستوى المخ والوجه، وبالنسبة للحالة التي خضعت للعملية الجراحية، أوضح أن الورم عندها تمركز بالجهة اليسرى بين المخ والوجه وصولا إلى نهاية الفك السفلي، وكان المريض يعاني منذ 2017 من كتلة لحمية وكان يعتقد أنه مصاب بورم سرطاني خبيث، ورغم أنه توجه لعدة مستشفيات داخل وحتى خارج الوطن، ولكن عجز الأطباء عن تشخيص حالته أو علاجها.
بن ودان خيرة
