الخميس 6 فبراير 2025 الموافق لـ 7 شعبان 1446
Accueil Top Pub

بهدف تحويل الولاية إلى قطب في إنتاج أسماك «البلطي الأحمر»: دعم أول دفعة لأصحاب المشاريع في تربية المائيات بقسنطينة


تلقت أول دفعة خاصة بأصحاب مشروع تربية المائيات وتحديدا سمك البلطي الأحمر، تكوينا ودعما من الوكالة الولائية لتسيير القرض المصغر، بهدف دعم إنتاج الولاية من الأسماك وتحويلها مستقبلا إلى قطب مميز على المستوى الوطني، يساهم في ضمان الأمن الغذائي، وتجسيد إستراتيجية الدولة في رفع نسبة إنتاج الأسماك.

حاتم بن كحول

ونظمت الوكالة الولائية لتسيير القرض المصغر بولاية قسنطينة، لقاء تحسيسيا تكوينيا، في فائدة أول دفعة خاصة بمشروع تربية المائيات بقسنطينة، والمتكونة من 15 شابا، حول كيفية تلقي الدعم المادي من طرف وكالة «أنجام» من أجل تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع، إضافة إلى التعرف على الامتيازات التي تضمنها الدولة التي تشجع المستثمرين في هذا المجال وخاصة تربية «البلاطي الأحمر».
تمويل أصحاب المشاريع بمبلغ 100 مليون سنتيم
وأكد المدير الولائي للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بقسنطينة، سامي هبّاش، أن مصالحه بادرت لاستقبال أول دفعة في مجال تربية المائيات، بعد أن تلقت مؤخرا تكوينا على مستوى غرفة الصيد البحري بولاية قسنطينة، موضحا أن هذه المبادرة تأتي ضمن نشاطات الوكالة لا سيما عملية المرافقة القبلية والتي تهدف إلى استقطاب حاملي المشاريع لا سيما المشاريع ذات النوعية والجودة على غرار تربية المائيات ونشاطات أخرى يجهلها الشباب.
وأضاف أن الوكالة تهدف إلى تقديم جميع الشروحات والتفاصيل الخاصة بتمويل مثل هذه المشاريع، من خلال الاجتماع بهم في مقر الوكالة، لأجل تزويدهم بكل ما يخص تفاصيل حول كيفية الاستفادة من القرض المصغر والامتيازات التي تمنحها الوكالة، مثل الخدمات المالية وتمويل للمشاريع، والتي تصل إلى تمويل كل مشروع بقيمة 100 مليون سنتيم مخصصة لاقتناء العتاد، فيما حدد مبلغ 10 ملايين سنتيم من أجل اقتناء المواد الأولية، وأفاد أيضا أن الوكالة تقدم خدمات غير مالية على غرار الدورات التكوينية، من أجل صقل وتدريب حاملي المشاريع لتوجيههم حول كيفية تسيير مؤسساتهم المصغرة، إضافة إلى توفيرها خدمات للتسويق والتعريف بالمنتجات بالنسبة للمشاريع المنتهية، على أن تشمل العملية مجموعات ودفعات أخرى، بهدف المساهمة في تطوير مجال المؤسسات المصغرة بولاية قسنطينة، وتحويلها لقاطرة في عملية التنمية المحلية.
تكوين ومرافقة 17 مستثمرا شابا في تربية المائيات
من جهتها صرحت رئيسة محطة الصيد البحري وتربية المائيات بقسنطينة، خزري مريم، أنها قامت في مقر «أنجام»، بتأطير ووضع مشاريع حيز الخدمة خاصة بشباب ساهمت في تكوينهم بمجال الصيد البحري وتربية المائيات في قسنطينة، موضحة أن الدفعة تكوّنت في نهاية شهر ديسمبر من السنة المنصرمة، واستفاد 17 شابا من هذا التكوين، مضيفة أنها ركزت خلال هذا التكوين على كل ما يخص تربية سمكة «البلطي الأحمر»، خاصة وأن توجه الدولة يقضي بتربية مثل هذا النوع من الأسماك، وذلك من خلال تخصيص منحة كدعم تقدر ب50 دج لكل كيلوغرام منتج، مؤكدة أنها تسعى لمرافقة أصحاب المشاريع في هذا المجال، مستغلة استضافتهم من طرف مدير «أنجام»، الذي رغب في استقطاب هؤلاء الشباب لتعريفهم بمعلومات تخص القرض المصغر، لاستغلالها في قطع أول خطوة نحو تجسيد مشاريعهم بمجال تربية المائيات.
تطوير إنتاج الأسماك بقسنطينة وفتح مناصب شغل
وأكدت الدكتورة بوقبري مفيدة، أستاذة متخصصة في التكوين المهني وأستاذة مؤقتة بالجامعة، أن فكرة مشروع تربية المائيات، جاءتها من صديق حدثها عن هذا المشروع الجديد، وتزامن ذلك حسبها، مع انخفاض كميات إنتاج الأسماك على المستوى الوطني، جراء التغيرات المناخية، موضحة أن الفضول أخذها لولوج هذا المجال، بعد اطلاعها على بعض المعلومات عبر الأنترنت، لتجد أن هذه المشاريع مجسدة بقوة في بلدان أجنبية، إضافة إلى بعض الولايات الوطنية الجنوبية، أين يوجد عدد معتبر من المستثمرين في هذا المجال.وذكرت المتحدثة أن تربية المائيات يتناسق مع قطاع الفلاحة، بحيث يمكن استغلال مياه الأسماك كأسمدة، كما يمكن استغلال فضلات الدجاج كغذاء للأسماك، أي إمكانية تدوير تلك الفضلات في تربية المائيات، مضيفة أن ما جعلها تدخل هذا النوع من النشاطات، هو شغور السوق بولاية قسنطينة من المستثمرين باستثناء مستثمر واحد توقف عن ممارسة نشاطه، كما أوضحت أنها لاحظت أن الدولة تهتم بمثل هذه المشاريع وتدعمها، ناهيك عن مرافقة غرفة الفلاحة ومديرية الصيد البحري، وبالتالي يمكن لصاحب المشروع أن يحدد أهدافه بسهولة بفضل هذا الدعم.
وعن هدفها المستقبلي من ممارسة هذا النشاط، ردت أن تطوير حالتها المادية يعد من أبرز أهدافها، إضافة إلى تقديم إضافة إلى ولاية قسنطينة تتمثل في فتح مناصب شغل للشباب، بما أن هذا النشاط يتطلب فريق من الأفراد، متحدثة عن أبرز عائق تواجهه عند بداية مشروعها والمتمثل في إنعدام القطع الأرضية، مختتمة حديثها أن نشاط تربية المائيات تطور كثيرا، ممثلة باستغلال الطاقة الشمسية في الإنتاج، خاصة وأن المشروع يتطلب استهلاك طاقة معتبرة من الكهرباء، إضافة إلى التمكن من تجسيد التدوير الإيكولوجي، معتبرة هذا المشروع حاليا «مشروع الساعة».
لهذه الأسباب اختارت الدولة دعم مربي سمكة البلطي الأحمر
وشكر صاحب مشروع في الخمسينات من عمره، مدير وكالة «أنجام» واصفا هذه المبادرة «بالجيدة»، بعد أن لمس خلالها مرافقة للدولة، بالنسبة لحاملي الشهادات أو أصحاب المشاريع وخاصة المشاريع الإستراتيجية التي تدعمها حاليا الدولة الجزائرية، على غرار تربية المائيات، موضحا أن الفرصة كانت مواتية للاستماع لعروض «أنجام» من أجل تجسيد المشاريع، خاصة وأن الدولة وضعت إستراتيجية تتمثل في تربية السمك البلطي الأحمر في المياه العذبة، ووضعت أهدافا مستقبلية تمتد لسنة 2035، تتمثل في رفع نسبة إنتاج الأسماك لرقم قياسي، وهذا لتلبية احتياجات المواطنين من لحوم الأسماك.
كما أفاد أن مثل هذه المشاريع أن تساهم في خفض أسعار السمك المرتفعة حاليا، وهذا راجع لعدة أسباب أبرزها الصيد الجائر، أي صيد أسماك صغيرة لم يصل حجمها بعد لمرحلة الصيد حسب ما ينص عليه القانون الجزائري، وأدى ذلك لانخفاض كميات سمك «السردين» في السوق، إضافة إلى تلوث المياه بسبب الرمي العشوائي لبعض المواد التي تتسبب في نفوق الأسماك، وهذا ما جعل الدولة تضع إستراتيجية لتعويض هذا النقص في توفير الأسماك، في إطار ضمان الأمن الغذائي. وأضاف أن الدولة، ركزت على سمكة البلطي الأحمر لأن تربيته سهلة مقارنة مع بقية الأسماك، خاصة وأنه مقاوم جيد للأمراض ويتكاثر بقوة، ومقاوم للبرودة التي تشهدها ولاية قسنطينة وضواحيها في فصل الشتاء، إضافة إلى أنها مستعدة لتشجيع ودعم كل مستثمر في هذا المجال، كما تعمل على حماية المستثمرين المحليين من خلال فرض غرامات تقدر ب30 دج على كل كيلوغرام بالنسبة للراغبين في استيراد هذا النوع من الأسماك، كما قامت بإلغاء ضريبة الجمركة على بذور الأسماك المستوردة، وخفض الضريبة من 19 إلى 9 بالمئة.
مشروع جديد يغذي شغف العديد من الشباب
وأكد اسكندر، شاب صاحب مشروع تربية المائيات، أنه يملك خبرة في تربية الحيوانات بحكم أنه سبق وأن عمل في مجال الفلاحة وأشرف على تربية الأغنام والدواجن، موضحا أنه رغم حبه وولعه بمجال الفلاحة، إلا أنه ابتعد عنها لظروف مهنية، لتعود فرصة تلقيه تكوينا في هذا القطاع من خلال اقتراح أحد أصدقائه حول ولوجه عالم تربية الأسماك، واصفا هذا المشروع «بالجديد والمناسب»، و«غير المتداول في السوق»، موضحا بشأنه أنه يشهد تطورا كبيرا في الجزائر، بعد أن تحول هذا النوع من الأسماك إلى قبلة مفضلة للمستهلكين، مرجعا سبب خوضه هذه التجربة إلى رغبته في اكتشاف مجال جديد.
وتحدث الأربعيني، عن التكوين الذي تلقاه من طرف مختصين في مجال الفلاحة، دام لثلاثة أيام، مكنه من اكتشاف الميدان والتعرف على طرق وكيفيات تربية الأسماك والأجهزة المستعملة وغيرها من المعطيات، واعدا أنه وزملاءه في هذا المجال سيعملون على تجسيد هذه المشاريع في ولاية قسنطينة، لما يمثله من إضافة حقيقية وخاصة على مستوى خلق ثروة سمكية، مع ضمان توفير مناصب عمل، خاصة وأن مراكز التكوين المهني تكون عدة شباب في هذا المجال، مبديا تفاؤله بنجاحه في هذه التجربة الجديدة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com