منعت مصالح الشرطة بعنابة، أمس، الباعة غير الشرعيين من العودة إلى السوق الفوضوي الذي يتوسط ساحة المدينة القديمة المحاذية لمسجد أبو مروان الشريف، بعد أن ازالته السلطات المحلية في شهر أوت الماضي،إلى جانب القضاء على كامل أشكال النشاطات التجارية الفوضوية على مستوى الأرصفة و جميع النقاط السوداء المتمثلة في المساحات التجارية الفوضوية، في «بلاص دارم» وعرفت العملية حينها إزالة قرابة 30 خانة فوضوية.
تدخل مصالح الشرطة لقي مقاومة كبيرة من قبل الباعة الفوضويين الذين دخلوا في مناوشات مع عناصر الأمن، وسط كر وفر بين أزقة المدينة القديمة، و قد حاول الباعة أمس العودة لمزاولة نشاطهم متحججين بتأخر المصالح المعنية في إيجاد مكان بديل لعرض سلعهم، تنفيذا للإجراءات التي اتخذتها الحكومة للقضاء على الأسواق الفوضوية، بإنجاز فضاءات نظامية تستوعب الباعة الفوضويين والمتجولين، وكان مبرمجا تحويل كل هؤلاء التجار إلى سوق «لاكوفال» سابقا بالمدينة القديمة.
نشاط السوق الفوضوي بالمدينة القديمة الذي يعود تاريخ نشأته لنحو 30 سنة، كان يشكل مصدر ازعاج لمصالح الأمن وللسلطات المحلية، لكثرة تردد العصابات الاجرامية عليه لبيع الأغراض المسروقة، واقتناص أفرادها الفرصة لسرقة المواطنين الذين يقصدون المدينة العتيقة، بالإضافة الى تسببه في عرقلة حركة المرور وتشويه المنظر الجمالي للحي، وقد استحسن السكان وزوار «بلاص دارم» إزالة هذا السوق، حيث أصبحت تستغل الساحة وهذا الفضاء في الجلوس والراحة، خاصة بالنسبة للمتقاعدين أو المصلين الذين يقصدون مسجد أبو مروان الشريف. و أوضحت مصادرنا بأن عملية إزالة سوق المدينة القديمة تأتي تنفيذا لمخطط إعادة تغيير وجه الحي العتيق، والقضاء على كامل الأشكال السلبية التي تشوه المنظر الجمالي لمنطقة «بلاص دارم» قبل افتتاح فندق شيراطون عنابة المطل على المدينة القديمة، بالإضافة إلى المنطقة المحيطة به التي ستتم إعادة تهيئتها بشكل تدريجي، حسب الاتفاق الموقع بين الشريك الأجنبي والسلطات المحلية بولاية عنابة.
حسين دريدح