السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

أمراض عصبية و حالات سرطان تفشت بين السكان: الزئبــق يقتــل في صمـــت بعزابـــة

انقضت 10 سنوات منذ أن تم غلق مركب الزئبق بمنطقة عزابة بولاية سكيكدة، غير أن بقايا المركب لا تزال موجودة لليوم و صارت تشكل تهديدا حقيقيا على صحة السكان المحيطين به، فقد ظهرت عليهم أعراض أمراض عصبية غريبة امتدت للأطفال، و فارق العشرات منهم الحياة نتيجة سرطانات يؤكد سكان المنطقة أن سببها مادة الزئبق السامة، التي أثبت مختصون أنها موجودة في التربة بنسب «مرتفعة جدا»، و حذروا من انتقالها للإنسان عبر ما تنتجه هذه المنطقة الفلاحية.
«النصر» حققت في الموضوع، حيث اقتربت من ضحايا الزئبق و تحدثت إلى الفلاحين المتضررين، كما عاينت بقايا المناجم التي لا تزال مرمية دون حماية و نقلت رأي المختصين و السلطات فيما يحصل.
  تحقيق: ياسمين بوالجدري
قبل أزيد من 30 سنة شُرع في استغلال مركب الزئبق القريب من منطقة الإخوة سويسي المعروفة بين العزابيين باسم «الزاوية»، حيث كان هذا المركب يزود بأتربة يتم جلبها من مناجم تقع بجبال مناطق الزاوية و غنيشة و مراسمة، ثم يتم معالجتها و استخراج تركيبات الزئبق، بعد مرورها على الفرن، لتصدر بعد ذلك نحو بلدان أوروبية و آسيوية بمعدل إنتاج قارب 8 آلاف قنينة زئبق سنويا، و جعل الجزائر خامس منتج لهذا المعدن النادر في العالم.
سكان عزابة يتذكرون اليوم كيف كانوا يتنفسون الرذاذ السام المنبعث من فرن المركب لعدة سنوات، حيث تسبب طيلة ثلاثين سنة في إصابة العديد من الأشخاص المقيمين في محيطه، بأمراض سرطانية أدت لوفاة العشرات، بعد أن امتد خطر المركب إلى منطقة بوزرع و لبلدية السبت و حتى إلى منطقة وادي زناتي بولاية قالمة، و هي معاناة ظن السكان أنها انتهت مع غلق المركب سنة 2005 بسبب آثاره البيئية على المنطقة، لكنها لا زالت مستمرة و لو بدرجة خطورة أقل، لأن المرض كانت قد مسهم و لحق أبناءهم أيضا، كما أن تراب المحاجر و بقايا المركب تركت دون حراسة و تشكلت حولها برك مائية و آبار صارت تستعمل في سقي الخضر و الفواكه و حتى في الشرب.
بقايا الزئبق مرمية في الطبيعة
بعد المرور على منطقة منزل بن ديش عمار كانت الأراضي الفلاحية المزروعة بمختلف أنواع الخضر و الفواكه و الأشجار المثمرة، على مد البصر، لكن وسط هذا الاخضرار كان الفرن المنجز على شكل بناية طويلة بمركب الزئبق، لا يزال ظاهرا للعيان رغم قدمه الشديد و تهالك هيكله المعدني بعد 10 سنوات من توقفه عن العمل، اقتربنا من محيط المركب أين وجدنا حراسا منعونا من الدخول و التصوير «تنفيذا لتعليمات» من شركة الحراسة التي يتبعونها.
بهذا المكان التقينا بالفلاح عزيّز و هو شيخ طاعن في السن قال لنا بأنه يمتلك أرضا فلاحية متاخمة للمركب.. الفلاح دلنا على بقايا منجم الزئبق التي كانت في شكل هضبات اكتسبت لون التربة و خضرة الطبيعة بعد سنوات من رميها بمحيط المركب، حيث لاحظنا بأنها غير محمية بأي حاجز يمنع وصول الإنسان و الحيوانات إليها، كما شاهدنا شخصا يملأ باستعمال أنبوب طويل مياها من بئر يفصله أقل من كيلومتر عن بقايا المركب، و قد علمنا من بعض السكان بأن هذه المياه تباع للشرب فيما اكتفى هذا الشخص لدى استفسارنا منه عن الأمر، بالتأكيد على أنه يستعمل المياه لكي تشربها الحيوانات و الدواجن، قبل أن يتحجج بالإجابة عن مكالمة هاتفية ثم يغادر المكان بسرعة.
مرافقنا ذكر بأن الأبقار و الأغنام كانت وقت استغلال المركب، تموت بعد دقائق من ولادتها و من عاش منها يولد بأطراف قصيرة، إلى درجة أن 50 رأس غنم كان يملكها نفقت في ظرف عامين في فترة الثمانينات، لكن هذه الحالات توقفت، حسبه، منذ غلق المركب، رغم أن حليب أبقاره يفسد أحيانا و لا يمكن غليه، و أضاف السيد عزيز بأن عائلات المنطقة عاشت سنوات من الجحيم بعد أن تسبب الزئبق في عشرات الوفيات، ففي عائلته فقط توفيت شقيقته و شقيقه و والده بسبب السرطان، فيما ذكر فلاح وجدناه يسرح أغنامه غير بعيد عن المركب، أن 12 شخصا بالمنطقة توفوا للسبب ذاته، في وقت تابع بعض السكان المسؤولين عن المركب في أروقة العدالة و حصل عدد منهم على تعويضات بعد وفاة ذويهم بسبب الزئبق.
أطفال تساقطت أسنانهم و حالات إنفعالية تقلق العائلات
 زيادة على الأعراض التي ظهرت بين السكان و امتدت إلى أبنائهم و حتى للأطفال، يشتكي القاطنون بمحيط المركب من النسيان و يقولون بأن حالات من القلق و العصبية غير المبرر تنتابهم فجأة، و تجعلهم يكسرون أي شيئ يجدونه في طريقهم، و قد يرتكبون بسببها «جرائم قتل» بسبب حالة الهيجان الشديدة التي تصيبهم، و هي ظاهرة يعاني منها حتى الأطفال، حيث قال لنا أحد الفلاحين بأن ابنه ذي الثلاثة عشر عاما تنتابه في بعض الأحيان حالة من القلق و البكاء دون سبب، كما أصبح الكثير من رجال المنطقة يعانون من الضعف الجنسي و منهم من يشتكون من التبول اللاإرادي، و الغريب أن الكثير من سكان المنطقة تساقطت أسنانهم في سن مبكرة إلى درجة أن أطفالا لا يتعدى عمرهم 14 سنة يضعون أطقم أسنان.
و قد أكد فلاحون يمتلكون أراض بالقرب من مركب الزئبق، بأنه لم يحصلوا بعد على التعويضات، بعد أن «ابتلع» المركب مساحات من أراضيهم و تسبب في تحول هكتارات منها إلى أراض بور، كما تلفت عشرات الأشجار المثمرة بسبب الزئبق، رغم أن أشجار الزيتون عادت لتثمر منذ حوالي سنة فقط، خاصة بعد أن بدأت الحياة تدب في المنطقة تدريجيا، بينما استبعد بعضهم أن يكون ما تنتجه أراضيهم ملوثا بالزئبق، خصوصا و أن مصالح وزارة البيئة تجري، حسبهم، تحاليلا دورية للتأكد من سلامة التربة.
أحد الفلاحين استذكر حادثة آلمته قال لنا أنها وقعت خلال استغلال المركب، و ذلم عندما جاءته في تلك الفترة خبيرة مع مختصين أوفدتهم السلطات لمعرفة مدى تأثير المركب على السكان، حيث بدت تلك السيدة «مشمئزة» منه و من عائلته و كانت تتحدث إليه بحذر شديد، لكن مرت السنوات و عادت تلك المرأة لمعاينة المنطقة، و أجابته لدى استفساره منها عن سبب ذلك السلوك، بأن الوضع كان خطيرا جدا و بأنها تستغرب كيف لم يقض الزئبق على كامل سكان المنطقة لأن نسب تلوث الهواء كانت مرتفعة جدا في ذلك الوقت.
دراسات أثبتت ارتفاع نسب الزئبق في التربة
و قد أعد فريق من الأطباء من مصلحة علم السموم بالمستشفى الجامعي ابن سينا بعنابة و من المركز الوطني لعلم السموم بالجزائر العاصمة، دراسة على التربة المحيطة بمركب معالجة كبريتيد الزئبق بعزابةـ الذي أغلق بعد استنفاد حقول الزئبق المتسببة، بحسب الدراسة، في «تلوث بيئي» بمنطقة عزابة.
و قد كان الهدف من هذه الدراسة التي تحصلت عليها النصر خلال أيام دراسية حول علم السموم نظمت مؤخرا بقسنطينة، هو تقييم درجة تلوث التربة بمادة الزئبق بمنجم مراسمة 2 بمنطقة عزابة، حيث تم أخذ 54 عينة، اثنتان من المنجم، 29 من تربة الحدائق على مسافة 200 متر من المركب و على مساحة 6 هكتارات، كما تم أخذ 20 عينة حتى مسافة 10 كيلومترات في شمال و شرق و غرب المنجم و بجنوبه الغربي، أما العينة الأخيرة فكانت من وسط مدينة عزابة فيما تك اقتطاع عينتين من التربة من ولايتي قسنطينة و الجزائر.
و استعمل الأطباء جهاز قياس الضوء الطيفي ذو امتصاص ذري مرتبط بمولد خاص، حيث بينت التحاليل التي أجريت على العينات المقتطعة أن معدل تركيز عنصر الزئبق المحسوب تراوحت بين 4.64 ملغ/ كلغ و 8.98 ملغ/ كلغ بما يفوق المعدل المقدر بـ 1 ملغ/ كلغ، كما بينت الدراسة بأن تركيز الزئبق كانت بمستويات عالية في الشمال بنسبة 2.12 ملغ/ كلغ و بنسبة 1.41 ملغ/ كلغ جنوب غرب المركب، لكن بجهتيه الشرقية و الغربية لم تتعد نسبة التلوث 0.78 ميليغرام في الكيلوغرام.
و أظهرت الدراسة التي أعدها فريق يضم 4 أطباء مختصين، بأنه و داخل دائرة نصف قطرها 4 كيلومترات مركزها بالمركب، وصل معدل الزئبق في التربة إلى 2.91 ميليغرام في الكيلوغرام الواحد، و هي نسبة «مرتفعة جدا» عن المعدل، ما يثبت تلوث هذه المساحة، بالمقابل لوحظ أن نسب الزئبق في التربة تقل تدريجيا و تكون ضمن المعدلات الطبيعية كلما ابتعدنا عن المنجم.
بالمقابل تبين من خلال التحاليل على العينة المأخوذة من مدينة الجزائر بأن نسبة الزئبق في التربة تقدر بـ 0.06 ملغ/ كلغ و بقسنطينةقدرت بـ 0.07 ملغ/ كلغ، في وقت وصل معدل التلوث بهذه المادة في مدينة عزابة إلى 5.49 ميليغرام في الكيلوغرام، و خلُصت الدراسة إلى أنه لا يمكن التغاضي عن التلوث بمادة الزئبق المسجل بمنطقة عزابة، خاصة و أن المنطقة ذات طابع فلاحي بما يؤدي «بلا شك» إلى انتقال التلوث إلى النباتات و الحيوانات الأليفة و منه لسكان المنطقة الذي يعاني العديد منهم من اضطرابات عقلية.
عمال مركب «الزاوية» يطالبون بالتعويضات
تنقلت «النصر» إلى منزل السيد زرابحي عبد الرحمان الذي يعيش بالقرب من مركب المنجم بحي «الزاوية»، و هو واحد من بين عشرات العمال الذين خرجوا من المعمل مصابين بأمراض خطيرة أدت إلى شل البعض منهم و وفاة حوالي 25 عاملا.. السيد زرابحي كان نحيفا جدا و يضطر للتوقف عن الكلام كل 5 دقائق لكي يتنشق الهواء، لأنه يعاني من إضرابات في التنفس جعلته يلازم آلة لضخ الأوكسجين كانت بالقرب منه.
السيد زرابحي روى بحرقة كيف دخل سنة 1986 للعمل في المركب و عمره 21 سنة و قد كان حينها بصحة جيدة، لكنه سُرّح سنة 2005 بغلق المركب و هو عليل و غير قادر على التحرك و التنفس بشكل طبيعي، و يقول محدثتنا بأن أعراض المرض بدأت تظهر عليه بعد سنتين من التحاقه بالعمل في فرن المركب، حيث صار يحس بثقل في أحد جانبي جسمه، ليتعقد وضعه الصحي في التسعينات إذ أصبح يصاب بالدوار و يتكلم بصعوبة و لا يتنفس بسهولة، و هو اليوم مصاب بانزلاق غضروفي لم يستطع إجراء عملية جراحية لعلاجه خوفا من تعرضه للشلل.

و يرى السيد زرابحي بأن السبب الرئيسي فيما أصابه، هو عدم التزام الإدارة بتغيير واقيات الأقنعة التي كانت تستعمل لدى تشغيل الفرن و وضع الأتربة فيه، حيث كانت هذه الواقيات تستورد من إيطاليا و يتم تغييرها كل 15 يوما، لكن لدى توقف معمل إيطاليا عن العمل، أصبحت هذه الواقيات تجلب من ألمانيا لكنها لم تكن خاصة بالزئبق بل بالنفايات كما كان العمال يغيرونها كل 15 يوما رغم أنها تصلح لـ 48 ساعة فقط، و بالموازاة مع ذلك ازدادت تسربات في قنوات المعمل و كان يتوجب سدها باستعمال مادة الأميونت القاتلة، و هو ما جعل العمال في قلب خطر مضاعف و دون وقاية رغم تحذيرات طب العمل آنذاك.
«أبي دخل المركب بصحة جيدة  و خرج منه مُقعدا»
يقول السيد عبد الرحمان بأن من بين 300 عامل اشتغلوا بالمركب، تعرض قرابة 200 لأمراض عديدة و توفي 25 منهم بسبب ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الاضطرابات العصبية و نتيجة سرطانات العديد منها أصاب الرئة.. ضحية الزئبق متخوف اليوم من أن تسوء حالته بشكل أكبر و هو أب لأربعة أبناء اضطر أكبرهم للتوقف عن الدراسة و العمل في ورشات البناء، لإعالة عائلته لأن والده أصبح شبه عاجز و لا يتلقى أي معاش أو منحة مرض.
و طالب السيد زرابحي مسؤولي الشركة الوطنية للمنتوجات المنجمية و غير المنجمية بالحراش و مصالح الضمان الاجتماعي بولاية سكيكدة بالالتفات إليه من أجل ضمان معاش شهري يضمن كرامته، بعد أصبح يحصل على الدواء من الجمعيات الخيرية و المحسنين، ليختم كلامه و هو يذرف دموعا اختلط فيها الألم بالأسى و الحسرة «لا أريد التكريم و لا سيارة و لا أملاك.. أريد فقط مساعدة معنوية و على الأقل سؤالا من مسؤولي المركب الذي أفنيت شبابي فيه و أخذ من صحتي».
حاولنا بعد ذلك الوصول إلى السيد بوقاعة مصطفى و هو من بين العمال ضحايا مركب الزئبق الذين تعرضوا لشلل و إعاقة بنسبة 100 بالمائة.. لم نتمكن من التحدث إلى السيد مصطفى لأنه أصبح غير قادر حتى على التكلم، لكننا اتصلنا بأحد أبنائه.. الابن ياسر قال لنا بأن والده دخل المصنع بصحة جيدة و قوي البنية في سنوات الثمانينات، لكنه خرج منه مصابا بعدة أمراض عام 2005، فقد تسلل المرض إلى جسده شيئا فشيئا إلى أن أصبح مشلولا سنة 2009 و لا يتنقل إلا بكرسي متحرك.. السيد بوقاعة و بحسب ابنه ياسر لم يتلق أي تعويض عما لحقه من أضرار نتيجة عمله بمركب الزئبق بعزابة.
السلطات تعد بإعادة فتح «ملف الزئبق»
يؤكد رئيس بلدية عزابة السيد شرايطي عبد الرزاق بأنه سيفتح ملف التلوث بالزئبق بعزابة بالتنسيق مع مصالح مديرية البيئة التي يقول بأنها تكفلت في السنوات الماضية بالقضية بإشراف مباشر من وزارتها الوصية، و ذلك بوضع سياج في محيط المركب لمنع وصول نفايات و البقايا إلى المواطنين، و نفى رئيس البلدية بأن تكون مياه المنطقة قد تلوثت بالزئبق و الدليل، حسبه، أن التحاليل أثبتت سلامة مياه نقب وادي خندق غير البعيد عن المنطقة، مضيفا بأنه لا يوجد خطر على صحة الإنسان و الحيوانات كون الخضر و الفواكه المزروعة بالمنطقة غير ملوثة.
و يرى رئيس البلدية المعين في منصبه مؤخرا بعد أن كان عضوا بالمجلس الشعبي البلدي، بأن الحياة قد عادت للمناطق المحيطة بالمركب بعد غلقه سنة 2006، بعد أن فهمت السلطات حينها بأنه يشكل خطورة على سكان المنطقة، بعد أن استنشقت عائلات عزابة و حتى بلدية السبت و منطقة وادي زناتي بقالمة الرذاذ المنبعث منه لعدة سنوات، مؤكدا في هذا الخصوص بأن وزارة البيئة كانت قد أطلقت مناقصات من أجل دفن بقايا المنجم لكنها كانت جميعها غير مجدية، كما أضاف بأن مكتب دراسات فرنسي أعد دراسة بينت أن نسب الزئبق المتبقية في التربة «ضئيلة و لا تثير أية مخاوف».

ما هو الزئبق و كيف يؤثر على صحة الإنسان؟
صنفت منظمة الصحة العالمية الزئبق كمادة سامة على صحة البشر، إذ تشكل تهديدا على نمو الجنين داخل الرحم و في السنوات الأولى من حياته، و يوجد الزئبق في الطبيعة ضمن تركيبات كيميائية مختلفة، فقد يكون في شكل معدن أو لا عضويا مثل كلوريد الزئبق أو عضويا على شكل ميثيل و إيثيل الزئبق، و لجميع هذه الأنواع آثار سامة مختلفة، على الأجهزة العصبية، الهضمي و المناعية، و كذا آثار جانبية خطيرة على الرئتين، الكلى، الجلد و العينين.
و تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن تأثيرات معرفية ناجمة عن استهلاك الأسماك التي تحتوي على الزئبق، تظهر على 1.5 إلى 17 طفلا من بين ألف طفل يعيش أهاليهم في مناطق يكون صيد الأسماك مصدر رزقهم فيها.
و تنجم إطلاقات الزئبق في البيئة بشكل أساسي عن النشاط البشري، خصوصاً من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم و أنظمة التدفئة السكنية و محارق النفايات، و كذلك نتيجة لتعدين الزئبق و الذهب و معادن أخرى، حيث يتحول عنصر الزئبق، بمجرد وجوده في البيئة، إلى ميثيل الزئبق بشكل طبيعي ثم يتراكم بيولوجياً في الأسماك والمحار و يحدث التعرض البشري بالأساس عن طريق استنشاق أبخرة عنصر الزئبق أثناء العمليات الصناعية، و عن طريق استهلاك الأسماك و المحار الملوثة.
و توصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ تدابير وقائية لمنع رمي عنصر الزئبق في البيئة و تعرض البشر له، و ذلك بالتخلص من إنتاج الزئبق واستخدامه في التعدين والصناعة، التشجيع على استخدام مصادر طاقة نظيفة لا تعتمد على حرق الفحم، التحول إلى استخدام مقاييس الحرارة ومقاييس ضغط الدم غير الزئبقية في الرعاية الصحية، و تنفيذ طرق مأمونة في التعامل مع المنتجات والنفايات المحتوية على الزئبق، وفي استخدامها والتخلص منها.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com