قام يوم أمس سكان قرى بلدية بن داود، الواقعة في أقصى الجهة الجنوبية الغربية لولاية برج بوعريريج، احتجاجا على ما يسمونه انعدام أدني ضروريات الحياة بالبلدية. و رفع المشتكون في رسالة موجهة إلى والي الولاية، جملة من الانشغالات، تمحورت في مجملها حول تسريع وتيرة أشغال شبكة الغاز و تعبيد الطرقات المهترئة جراء الأشغال، و تسجيل مشروع لتحديث شبكات توزيع المياه المهترئة، و ضرورة الالتفات للمنطقة و تحسين ظروف معيشة سكانها، انطلاقا من تسجيل برامج و مشاريع تنموية من شأنها توفير الاستقرار للسكان و تحسين إطار معيشتهم. و وضع سكان قرى بلدية بن داود مشروع ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي على رأس الاهتمامات و الأولويات الملحة، حيث وصفوا المشروع بالحلم الذي طال انتظاره، في ظل «تباطؤ» وتيرة الأشغال وتأخرها، فضلا عن عدم تعميم الاستفادة على جميع السكان بالمنطقة، مشيرين إلى أن هذا المشروع كان مبرمجا للاستلام شهر جوان من العام الجاري، غير أن توقف الأشغال و عزوف المقاولات عن اتمامها أطال من عمر المشروع، و فوت على السكان فرصة تطليق معاناة جلب قارورات الغاز و مادة المازوت و الاحتطاب .
كما تطرق المشتكون إلى تأثر أجزاء كبيرة من الطرقات و تدهور وضعيتها، جراء أشغال الحفر لتمرير شبكات الغاز الطبيعي، مشيرين إلى أن حالة الطرقات كانت سيئة و زادت تعقيدا لعدم إعادة تصليح الأجزاء المتضررة جراء الأشغال.
و نبه السكان سلطات الولاية إلى اهتراء شبكة توزيع المياه، و تضررها في الكثير من الأجزاء، و طالبوا بتسجيل مشروع لإعادة تهيئتها و تحديثها موازاة مع أشغال ربط المنطقة بمياه سد تيلسديت.
و شملت الانشغالات أيضا المطالبة بمرافق خدماتية و اجتماعية، منها فتح مقر وكالة الضمان الاجتماعي، لإعفاء المنخرطين الذين يزيد عددهم عن الألفي مسجل، من التنقل إلى بلدية المهير و قطع مسافة تقدر بعشرات الكيلومترات لأجل استلام وتفعيل بطاقة الشفاء أو لتسوية الوضعية.
كما أشاروا إلى تواجد مقرات عديد المصالح الجوارية المنتشرة بقرى و مداشر البلدية، على غرار الفروع الإدارية وقاعات العلاج إلا أنها تبقى، حسبهم، مغلقة في وجه المواطنين ولا تقدم أدنى الخدمات، في ظل نقص أو انعدام التأطير بالعمال. و رفض المشتكون محاورة سلطات الدائرة و البلدية، مطالبين بحضور والي الولاية للاستماع إلى انشغالاتهم، في حين أكد رئيس البلدية، أن ميزانية التنمية المحلية التي لا تتجاوز مبلغ الأربعة ملايير سنتيم غير كافية للاستجابة لمطالب لسكان البلدية عبر قراها الأربعة عشر، معترفا بوجود نقائص تنموية بالمنطقة، خاصة في الجانب المتعلق بالمرافق الخدماتية، رغم المشاريع المسجلة التي لازالت في طور الانجاز على غرار مشروع تزويد المنطقة بمياه سد تيلسديت، و كذا مشروع ربط سكنات البلدية بالغاز الطبيعي، حيث أقر بالتأخر المسجل في وتيرة الأشغال و أرجعه إلى نقص و عزوف المقاولات عن العمل بالمنطقة المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة. و طمأن ذات المتحدث سكان البلدية بخصوص مشروع تجديد و اعادة تهيئة شبكة توزيع المياه، مؤكدا على تسجيله في مشروع قطاعي و الشروع في تسوية الإجراءات الإدارية و القانونية اللازمة قبل بداية الأشغال.
ع/بوعبدالله