أثارت عشية أمس جمعية أصدقاء ميلة القديمة تساؤلات حول الإحصاء الذي سيتم اعتماده في حال لجوء السلطات العمومية إلى ضبط قائمة سكان المدينة القديمة المعنيين بالترحيل تمهيدا لأشغال الترميم، وسجلت توافدا كبيرا على المدينة منذ إعلان الوالي عن قرار الإخلاء طمعا في الحصول على سكن.
الجمعية العامة السنوية لـ أصدقاء طرحت الانشغال كون إعلان والي الولاية قرار الإخلاء جعل العديد من الأّشخاص يسارعون لأخذ مكان لهم داخل محيط المدينة القديمة طمعا في الاستفادة من سكن جديد على حساب برنامج الترحيل المقرر.
و اقترح رئيس الجمعية اعتماد إحصاء سنة 2013 لكونه تم في ظروف هادئة طبقا لحقيقة الميدان، و قال أن الجمعية تدعم قرار الترحيل كون الأشغال لا يمكنها أن تتم في ظل تواجد السكان بالمدينة، التي يمكن القول عنها أنها في منعرج بين من يريد لها أن تبقى ، وبين من يريد أن يجعلها مطية للحصول على استفادة على حساب بناياتها التاريخية.
ميلة القديمة كمعلم تاريخي و إرث حضاري -يقول رئيس الجمعية- تم تصنيفه عام 2007.و دخلت الاخيرة مرحلة البحث عن الطريقة المناسبة لترميمها علما وأن دراسة الحفظ الدائم الخاصة بها تتم على ثلاث مراحل، حيث قدمت السنة المنقضية الدراسة المتعلقة بالمرحلة الثانية في انتظار تقديم واعتماد المرحلة الثالثة هذه السنة، و التي باكتمالها ستستفيد ميلة القديمة من الاعتمادات المالية التي تمكنها من بدء عمليات الترميم.
وقبل الوصول لهذه المرحلة يوضح البروفسور السقني رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة أنه ينبغي الاستعجال في القيام ببعض العمليات المساعدة على الحفاظ على ما تبقى من البنايات والحيلولة دون سقوطها، والبداية تكون بإزالة ركامل البنايات المنهارة والتي سدت بعض مسالك المدينة وأصبحت تشكل خطرا بالنظر لثقلها على البنايات التي هي في طريق الانهيار، والتي لا زالت سليمة ، بالإضافة للوقف الفوري على مشاريع البنايات الجديدة الإسمنتية أو أشغال الترقيع والتوسيع الفوضوية التي تتم في بعض السكنات داخل القطاع المحفوظ.و قال رئيس الجمعية بأنه لا ينبغي التركيز على المخلفات المنزلية لسكان المدينة فقط عند الاهتمام بالمحيط وإنما النظافة العامة وكل ما يشوه منظر المدينة، متسائلا حول المسؤولية عن الوضع القائم.
إبراهيم شليغم