محيطـات فلاحيـة جديـدة للحـد مـن النزاعـات حـول النفـايـض
وضعت السلطات المحلية بخنشلة استراتيجية جديدة للحد من النزاعات التي تشهدها المنطقة الجنوبية للولاية مع بداية كل موسم فلاحي حول ما يعرف بأراضي النفايض، تعتمد على إنجاز محيطات فلاحية جديدة بالمنطقة تلبي حاجة مختلف الأطراف.
كما تهدف العملية من جانب آخر لإنجاح برنامج الدعم الفلاحي الذي خصصه رئيس الجمهورية لفائدة المنطقة الصحراوية التي تعرف نشاطا مميزا من قبل الفلاحين والمستثمرين الشباب الذين يتطلعون إلى تحقيق الأهداف المسطرة والنتائج المرجوة من الدعم المالي الكبير، حيث بلغت الكلفة الإجمالية لإنجاح البرنامج بمختلف أنواعه بهذه المنطقة 3500 مليار سنتيم. المنطقة الصحراوية ظلت إلى وقت قريب بؤرة للصراعات والاقتتال بين الأعراش حول استغلال في ما يسمى بالنفايض الأمر الذي جعل السلطات الولائية وبعد دراسات واستشارات معمقة تلجأ إلى إنشاء 10 محيطات فلاحية جديدة، على مساحة 57 ألف هكتار للحد من الصراعات وتوسيع الاستثمار لفائدة الشبان، حيث تم التوقيع على أكثر من 1400 عقد اداري و1800 عقد امتياز فلاحي لفائدة شباب البلديات الثلاثة المستغلة للمنطقة الصحراوية وهي بابارو المحمل وأولاد رشاش، وهو دليل حسب المسؤول الأول بولاية خنشلة على نية الدولة في مسايرة الفلاحين الشباب. المسؤول ذاته على هامش إشرافه مؤخرا على افتتاح أكبر سوق للخضر والفواكه التي تنتجها المنطقة في عقلة لبعارة والتي ينتظر أن تستقطب تجارا من مختلف ولايات الوطن، في لقاء مع الفلاحين قدم كل الضمانات لتوفير الشروط المطلوبة لحمايتهم ولإنجاح المشاريع الفلاحية الواعدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، و الخضر والفواكه وخلق جو التنافس في المنطقة على أن تبقى مناطق النفيظة المتنازع عليها خطا أحمر بالنسبة للجميع على حد قول الوالي. في نفس السياق كشف مسؤول الجهاز التنفيذي أن أكثر من 30 مشروعا تنمويا في مختلف القطاعات استفادت بها المنطقة الجنوبية بغلاف مالي قدره 3380 مليار سنتيم، وتشمل السكن الري، الطاقة، الأشغال العمومية الصحة، الحماية المدنية ومرافق أخرى ضرورية و خدماتية سيتم توفيرها بمنطقة لبعارة أين يتواجد السوق. كما استفادت المنطقة من دراسة التربة على مساحة 200 ألف هكتار وتم تحديد معالم أراضي «النفايض» والمحيطات على مساحة 250 ألف هكتار إلى جانب إنشاء ثلاث وحدات لتخزين الحبوب بسعة 180ألف قنطار، وتم القيام بدراسة جيوفيزيائية للمياه بكل من محيطات وازارن، تقميط والميتة من أجل توفير أكبر كمية من المياه و ضمان السقي الفلاحي من خلال حفر 300 بئر ارتوازي من طرف وزارة الموارد المائية إضافة إلى غرف التبريد المخصصة للمنتجات الفلاحية . وشق مسالك محسنة وتعبيد الطرقات لتسهيل حركة التنقل للفلاحين والتجار في إتجاه المدن المجاورة بسكرة والوادي و تبسة. و برمج قطاع الطاقة إنجاز 1000 كلم من خطوط توزيع الكهرباء من شانها أن توفر ما يزيد عن ألف منصب شغل لفائدة البطالين، و كذا إنجاز 2000 وحدة سكنية ريفية و 3 مجمعات سكن ريفي بكل من منطقتي عقلة لبعارة والميتة ولبرق. ولتقريب الإدارة من الفلاحين بالمنطقة الصحراوية لولاية خنشلة تقرر فتح عدة مرافق كقسمة للفلاحة، وقسم لإدارة الأشغال العمومية و مقر فرقة الدرك الوطني والشرطة القضائية ومركز للتدخل الخاص بوحدة الحماية المدنية و مركز بريدي صنف 3 وعيادة متعددة الخدمات إضافة إلى تغطية المنطقة الجنوبية بشبكة الاتصالات.
ع.بوهلاله