ذكر وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية عمار غول أول أمس خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية المسيلة، أن الخبرة المنتظر إنجازها حول وضعية فندقي الصحراء و الواحات بمدينة بوسعادة ستحدد مصير البنايتين اللتين تبلغان من العمر 116 سنة.
و طالب الوزير بالإسراع في إجراء الخبرة التقنية على الفندقين قبل أن يتخذ القرار المناسب بشأنهما سواء بهدمهما أو إعادة تأهيلهما، كما قرر عدم غلق فندق القلعة بمدينة المسيلة من أجل القيام بأشغال الترميم وإعادة الاعتبار له، مشددا على ضرورة أن يتم القيام بالأشغال بشكل جزئي وعلى مراحل بدلا من الغلق النهائي للمرفق.
وقال الوزير أن ولاية المسيلة تعاني من نقص كبير في هياكل الاستقبال ولهذا فان غلق الفندق لفترة تقدر بحوالي 15 شهرا سيتسبب في مشاكل كثيرة وضغط على هذه الولاية، خاصة وأن فندق القلعة يتوفر على 141 غرفة بما يعادل 284 سريرا، ملحا على ضرورة أن يتم التنسيق مع سلطات الولاية في هذا الشأن خصوصا من حيث اختيار مؤسسات الإنجاز، خاصة بعد الصعوبات التي واجهتها مؤسسة التسيير السياحي ببسكرة في إيجاد مقاولات مختصة.
الوزير أوضح أن الأشغال لابد وأن تأخذ في الحسبان الجوانب التاريخية والإسلامية والهوية وطابع المنطقة المعماري أثناء عمليات الترميم والتجهيزات، التي ألح على أن تتماشى وخصوصيات الولاية، وهذا لن يكون إلا باختيار الشركات والمؤسسات الناجحة التي خدمت الجودة والنوعية، على أن يتم خلق فضاءات جديدة بهذه الفنادق تكون قبلة للعائلات والأسر الجزائرية متوسطة الدخل.
ولدى وقوفه على فندق الواحات ببوسعادة المغلق منذ أزيد من 40 سنة والذي أنجز سنة 1908 ، و يمثل تاريخ مدينة بوسعادة السياحي دعم الوزير طرح والي المسيلة الذي يتمثل في إجراء عملية خبرة مستعجلة من قبل مركز الرقابة التقنية للبناء و من خلال وضع دفتر شروط يسمح بمنح الفندق للمستثمرين الخواص في إطار الامتياز، و هو نفس القرار الذي اتخذه بخصوص فندق الصحراء الذي أنجز عام 1910 وبقي مغلقا لأكثر من 30 سنة وصار في حالة يرثى لها.كما أصر ذات المسؤول على ضرورة المحافظة على البعد الثقافي والديني لمدينة بوسعادة التي تحسر على حالها بعدما كانت في زمن مضى قبلة للسواح الأجانب برفقة مدينة غرداية، وقال أنه نظرا لعدة ظروف فقدت هذه المناطق قطبيتها وجاذبيتها، و ترتكز نوايا الوزارة بخصوص بعث النشاط السياحي في ولاية المسيلة على خلق 03 أقطاب سياحية بكل من بوسعادة ،المسيلة و الجهة الشرقية للولاية، و أشار الوالي إلى اعتماد 70 مشروعا سياحيا خلال الفترة الأخيرة منحت رخص البناء لستة منهم، بينما ينتظر البقية استكمال بعض الإجراءات الإدارية وهي المشاريع التي توفر حوالي 4700 منصب عمل.
من جهة أخرى أعطى وزير الصناعات التقليدية توجيهات صارمة لمسئولي القطاع بأن يجعلوا من دور الصناعات التقليدية -التي قال أنها تحولت إلى إدارات- فضاءات اقتصادية تحقق أرباحا و مداخيل يستفيد منها الجميع، و مراكز تجارية تجمع الحرفيين من جهة والعائلات والأسر الجزائرية من جهة أخرى، تشجيعا للسياحة الداخلية التي أكد أنها تعد أولوية في الوقت الراهن في برنامج عمل الوزارة.
تجدر الإشارة أن الوزير عمار غول زار بالمناسبة زاوية الهامل على اعتبار أنها تندرج ضمن السياحة الدينية التي يتم الترويج لها، إلى جانب فندق القلعة بعاصمة الولاية وفندق نسيم طيبة ذو 03 نجوم الذي تجري الأشغال به، وكذا فندق القائد ببوسعادة والمعهد الوطني للسياحة و الفندقة.
فارس قريشي