أصدرت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء سطيف، حكما يقضي بالسجن المؤبد، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، في حق المدعو (ش.ر.ن) البالغ من العمر 42 سنة، من سطيف كان يعيش متشردا و هو بدون مهنة، بعد قيامه بقتل صديقه المدعو (ع.غ) البالغ من العمر 32 سنة، من البليدة الذي يمتهن النجارة، بعد أن طالبت النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام عليه. حيثيات القضية حسب ما دار خلال جلسة المحاكمة، تعود إلى تاريخ 16/02/2015، عندما عثر مواطنون على جثة مرمية بالقرب من وادي بوسلام، الواقع بالجهة الغربية لبلدية سطيف، رأسها مهشم بضربة حجر، و عند تنقل المحققين إلى عين المكان، عثروا في جيب الضحية على رسالة تهديد ووعيد كتبها المتهم، وبعد تكثيف التحريات تم العثور على الأخير، الذي أقرّ بالتهم المنسوبة إليه أمام الضبطية القضائية للدرك الوطني وكذا أمام قاضي التحقيق، حيث قال بأنه ارتكب الجريمة دون وعي منه، بعد أن تناول ست قارورات من المشروبات الكحولية، من أجل نسيان ظروفه الاجتماعية، لكونه بدون عائلة أو سند وبأنه ابن مجهول النسب. خلفيات الحادثة التي تمثلت في قيام المتهم بتهشيم رأس الضحية بحجر كبير، حسب قرار الإحالة كانت بسبب خلافات بسيطة بينهما، وقد حاول المتهم ممارسة الفعل المخل بالحياء على الضحية، لكن الأخير منعه ووصفه بابن المستشفى، ما جعله يلجأ إلى تهشيم رأسه بدون وعي منه بتصرفاته حسبه.
وأنكر المتهم (ش.ر.ن) التهمة أمام محكمة الجنايات جملة وتفصيلا، قائلا بأن اعترافاته أمام الضبطية القضائية كانت تحت التهديد والضرب والتعذيب، و قال أن اعترافه مجددا بارتكابه الجرم أمام قاضي التحقيق بداعي الخوف، مشيرا بأن ضميره لا يسمح له بارتكاب جريمة قتل وأنكر بأنه على سابق معرفة بالضحية، كما حاول استمالة واستعطاف هيئة المحكمة بظروفه الاجتماعية، لكونه عاش حياته دون عائلة وعانى كثيرا من التشرد، وقد حضر شاهدان هما أشقاء المتهم من والدته المتوفية التي قامت بتبنيه، وقدم أحدهما شكوى للقاضي يتهمه فيها بتصرفاته العنيفة وتهديداته الكثيرة لهما.أما الدفاع فركز على الظروف الاجتماعية القاهرة التي يمر بها المتهم، والتمس أقسى ظروف التخفيف. المتهم تعرض لنوبة قلق وسقط أرضا مباشرة مع بداية المحاكمة، لكن القاضي أصرّ على مواصلة الجلسة و النظر في القضية، بعد تقديم الإسعافات الضرورية له، والتأكد من استقرار حالته الصحية، مبررا بأنه لن يؤجلها مرة أخرى بعد أن تم تأجيلها خلال الدورة الجنائية السابقة.
رمزي تيوري