قضت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة بمعاقبة ثلاثة أشخاص بخمس سنوات حبسا بعد إدانتهم بجناية تكوين جمعية أشرار والاختطاف باستعمال العنف، بدافع تسديد فدية والسرقة الموصوفة بظروف الليل و التعدد و العنف،باستعمال مركبة، ويتعلق الأمر بكل من (ب.س)36 سنة صاحب محل لبيع المجوهرات، و رفيقيه (ش.س) 30 سنة، (ح.ن) 27 سنة.المتهمون قاموا باختطاف شاب يدعى (ع.ب) على أساس أنهم جماعة إسلامية سلفية جهادية وطلبوا من والده فدية بمليار ونصف، مقابل عدم اختطاف ابنته. و قد التمس النائب العام معاقبتهم بالسجن المؤبد، وأكد في مرافعته بأن التهمة ثابتة في حقهم وتشكل خطورة كبيرة على المجتمع. حيثيات القضية التي أعيد النظر فيها بقرار من المحكمة العليا بعد بطلان الحكم الأول، تعود حسب ما جاء في جلسة المحاكمة أمس إلى سنة 2009، عندما تقدم زبون لشراء مجوهرات بقيمة 80 مليون سنتيم من محل ملك للمتهم الأول يقع بمدينة عزابة، و طلب منه الزبون أن ينتظره فترة من الوقت من أجل دفع قيمة المجوهرات، لكن الصائغي رفض بحكم عدم معرفته له، قبل أن يتدخل المسمى (ع.ا) من مدينة سكيكدة ويتوسط له من أجل الموافقه على منحه المجوهرات بضمانته الشخصية، و بعد قترة طلب الصائغي أمواله من الزبون، لكن هذا الأخير ظل يتماطل، ولما يئس من استرجاع قيمة المجوهرات فكر في اختطاف ابن المسمى (ع.ح) و ذلك بمساعدة كل من المتهمين الثاني والثالث.
و قام الثلاثة بتنفيذ خطتهم ليلة 27 سبتمبر 2009 باستعمال سيارة سياحية، قاموا بكرائهما من وكالة تأجير السيارات ببلدية الحدائق، حيث اتصل المتهم الرئيسي (ب.س) بالضحية وأخبره بأن سيارته تعطلت بالقرب من منزله بمنطقة الزفزاف، و أنه بحاجة لرافع عجلات، كحيلة استعملها من أجل استدراج الضحية حيث بمجرد وصول هذا الأخير إلى المكان، قام الثلاثة بتقييده بحزام سروال وأركبوه عنوة في السيارة، قبل أن يقوموا باختطافه بعدما وضعوا شريطا لاصقا على فمه، وغطوا رأسه بلباس رياضي.
و في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا على مستوى الحاجز الثابت للشرطة بمدخل مدينة سكيكدة بالطريق الوطني رقم 44 قام الضحية (ع.ب) برمي نفسه من الصندوق الخلفي للسيارة، التي كانت تسير باتجاه مدينة عنابة، و كان الجناة قد أخذوا منه مبلغ 12 ألف دج وهاتفا نقالا، كما اتصلوا بوالد الضحية هاتفيا، وأخبروه بأنهم جماعة اسلامية سلفية للجهاد وأعلموه بحادثة اختطاف ابنه وبأنهم أطلقوا سراحه، واعتبروا ذلك بمثابة تهديد.المتهمون وفي اتصالهم بوالد المخطوف زعموا أن الجماعة الإسلامية قررت أن يمنحها مبلغ مليار ونصف سنتيم كمساهمة في الجهاد، و في حالة امتناعه سيتم اختطاف ابنته، ولما أجابهم بأن المبلغ المتوفر لديه هو 100 مليون سنتيم فقط، أخبروه بأنهم سيبلغون القائد، الذي رفض الاقتراح وأصر على تسليم مبلغ مليار سنتيم.
أثناء المحاكمة اعترف المتهمون بالجرم المنسوب إليهم، و أنكروا نيتهم في الاختطاف، قائلين أنهم كانوا يريدون استرجاع مبلغ المجوهرات. دفاع الضحية في غياب الشاب الذي تم إختطافه تقدم بطلب للعفو عن المتهمين. أما دفاع المتهمين فقد ركز في مرافعته على غياب نية الاختطاف.
كمال واسطة