اهتزت يوم أمس ولاية برج بوعريريج، على وقع جريمة قتل شنعاء راح ضحيتها الشاب (ب.ع-ح) البالغ من العمر 39 سنة، عضو بجمعية (أزال) الثقافية و هو فنان قبائلي معروف بتسمية «بيحي»، بعدما تعرض لاعتداء عنيف بسكين على مستوى الرقبة من قبل أحد معارفه، داخل مقر الجمعية الكائن بمحلات المجلس التنفيذي سابقا المعروف بتسمية «ليكزيكيتيف» بشارع عبد القادر الباريكي بمدينة البرج.
و أكدت مصادرنا أن المتهم (د.م) من مواليد 1984، قصد مقر الجمعية التي قضى بها الضحية رفقة صديقه ليلته، خلال ساعة مبكرة، و طلب من صديق الضحية الانصراف من المقر تحت طائل التهديد بسلاح أبيض تمثل في سكين كبير الحجم، ليقوم بعدها بارتكاب جريمة القتل البشعة، حيث قام بتوجيه عديد الطعنات في مناطق متفرقة من جسم الضحية، و ذبحه من الوريد إلى الوريد، ثم تركه يسبح وسط بركة من الدماء بمقر الجمعية، و خرج من المكان حيث بقي جالسا بالقرب من البناية .
صديق الضحية بعد انصرافه من مقر الجمعية، قام بتبليغ مصالح الأمن التي تنقل عناصرها على جناح السرعة أين تمكنوا من توقيف الجاني و تحويله إلى مركز الشرطة، كما قام عناصر الشرطة الجنائية و مصالح الحماية المدنية بإجلاء جثمان الضحية نحو مصلحة التشريح بمستشفى بوزيدي.
و مواصلة للتحقيقات قامت مصالح الأمن بتشميع مقر الجمعية و محلات المجلس التنفيذي سابقا، الذي تحول إلى مجمع لمقرات عدد من الجمعيات بمدينة البرج.
و تحفظت مصادرنا عن الإدلاء بجميع المعلومات و تفاصيل الجريمة، كون القضية لا تزال قيد التحقيق و يشوبها الكثير من الغموض، في ظل تداول روايات مختلفة عن أسباب ارتكاب الجريمة، و الخلاف الذي وقع بين المتهم و الضحية، مع التأكيد على وجود علاقة صداقة و جوار بينهما، و أشارت مصادرنا أن المتهم كان مقيما بفرنسا و عاد مؤخرا إلى أرض الوطن و هو يعاني من اضطرابات نفسية .
و تلقت عائلة الضحية الخبر بصدمة كبيرة، خصوصا و أن إبنها معروف بسلوكه و علاقته الجيدة مع أصدقائه، و بنشاطه الجمعوي و دفاعه المستميت عن الثقافة الأمازيغية، و رئاسته لجمعية «أزال» الثقافية منذ تأسيسها سنة 2005 إلى غاية سنة 2011، و بقائه عضوا نشيطا بها إلى أن قتل بمقرها. و يعد الضحية من بين الفنانين المعروفين بأداء الأغنية القبائلية منذ سنوات، واشتهر في الوسط الفني القبائلي و البرايجي باسم (بيحي أوشلي)، كما سبق له و أن اصدر ألبوما غنائيا.
ع/ب