تعطلت أنظمة قذف المياه بعدة أحواض وسط مدينة قالمة و اختفت مناظر جميلة كانت تصنعها أعمدة المياه المتصاعدة منها، بأشكال مختلفة عند مداخل المدينة و في ساحاتها و حدائقها الشهيرة، و أصيبت الأحواض بالجفاف و غزتها النفايات و تحولت إلى مواقع مهجورة بعد أن ظلت قبلة لزوار المدينة و هواة الصور التذكارية.
و قد تعطل نظام ضخ مياه الحوض المتواجد بالنصب الأحمر بضاحية باب عنابة، التي تعد واحدة من أكبر و أجمل أبواب قالمة القديمة، و بالساحة الحمراء تحول حوض الألعاب المائية إلى مكان لرمي النفايات بعد أن أصابه الجفاف منذ مدة طويلة، كما هو حال النظام المتواجد في نهاية شارع أول نوفمبر قرب الثكنة القديمة.
و تشتغل أنظمة قذف مياه الأحواض بمدينة قالمة لفترات قصيرة ثم تنقطع بسبب ما يعتقد أنها مشاكل تقنية تصيب نظام الضخ، و ربما بسبب نقص المياه و عدم صيانة المواقع التي توجد بها تلك النافورات المنتشرة عبر المدينة.
و تعمل بلدية قالمة على إعادة تشغيل الأنظمة المعطلة مع اقتراب فصل الصيف و شهر رمضان من كل سنة، في محاولة لتحسين وجه المدينة و بعث الحيوية و النشاط بمداخلها و ساحاتها الشهيرة التي تستقطب أعدادا كبيرة من السكان و الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن.
و لم نتمكن من الاتصال ببلدية قالمة لمزيد من المعلومات حول أسباب تعطل قاذفات المياه و جفاف الأحواض و الإجراءات المزمع اتخاذها لإعادة تشغيل الأنظمة المعطلة.
و لكن الملاحظ أن قالمة بدأت تفقد مكانتها كأجمل و أنظف مدينة و هو التصنيف الوطني الذي حصلت عليه قبل 30 عاما تقريبا، و هذا بسبب تدهور الوجه الجمالي الذي كانت تتمتع به، و نقص الإنارة و أضواء الزينة و تضرر الحدائق التاريخية الشهيرة و تذبذب أنظمة الألعاب المائية و تعطلها بين فترة و أخرى.
و قد أنجزت بلدية قالمة و مديرية التعمير و البناء مشاريع عديدة بالمدينة القديمة، من بينها حدائق و ساحات و مواقع للألعاب المائية و طرقات جديدة و شبكات إنارة و مواقع للألعاب المائية، لكن التحدي الأكبر الذي يظهر في كل مرة هو التكفل بصيانة هذه المنجزات و المحافظة عليها.
فريد.غ