أزمة سقي تهدد إنتاج التمور الموسم القادم
يتخوف منتجو التمور بعدد من مناطق ولاية بسكرة من أزمة مياه السقي التي أصبحت تهدد إنتاج التمور الموسم القادم، حيث تتعرض آلاف الأشجار المثمرة بمختلف المناطق الغابية إلى الموت خاصة بمناطق أولاد جلال سيدي عقبة وزريبة الوادي.
الأمر الذي دفع بالمتضررين إلى دق ناقوس الخطر خوفا من تعرض نخيلهم التي تعد مصدر رزق آلاف العائلات بالمناطق المذكورة، للاندثار و ذكر بعض أصحاب واحات النخيل أنه رغم الارتفاع المسجل في منسوب مياه سد فم الخرزة بسيدي عقبة من 06 ملايين متر مكعب إلى أكثر من 10 مليون متر مكعب جراء التساقطات المطرية الأخيرة من إجمالي طاقة استيعابه المقدرة بحوالي47 مليون متر مكعب، فإن القائمين عليه والمشرفين على عملية إزالة الطمي رفضوا استغلاله في عملية السقي، ما جعل الأزمة تتفاقم بشكل أثار قلق ومخاوف مالكي النخيل على مستوى المناطق التي يعتمد في سقيها على مياهه خوفا من استمرار مرحلة الجفاف، التي تشهدها المنطقة عموما والتي تسببت في تعطل عملية السقي إلى قرابة 30 شهرا، ما جعل عملية الإنتاج هذا الموسم تعرف تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الفارطة.
و رغم وجود بدائل مائية أخرى تتمثل في 14 منقبا إلا أنها غير كافية مقارنة بحجم المشكلة، سيما أنه تم تسجيل تأخر تجهيز 07 مناقب جديدة لأسباب مختلفة، ما حال دون المساهمة في حل المشكلة التي زادها تعقيدا التوسع العشوائي الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل دون الاعتماد على دراسة تقنية واقتصادية في ظل ندرة المياه خلال السنوات الأخيرة وتقليص عملية السقي من معدل 06 مرات طيلة الموسم الفلاحي إلى مرة واحدة خلال30 شهرا.
وتحصي الولاية ما يقارب 400 ألف نخلة، و تسجل بها غراسة سنوية تقدر بحوالي 7000 نخلة صغيرة جديدة، خاصة بمحيطات الاستصلاح ومنطقتي علب شرماط والتجديد. و مع استمرار الأزمة فان ثروة النخيل مهددة بالموت خاصة بالواحات القديمة التي تسجل يوميا موت ما يزيد عن 100 نخلة، حسب تأكيدات بعض الفلاحين، والعدد مرشح للارتفاع في الأيام القادمة بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة مقابل الحاجة الملحة لمياه السقي.
ع.بوسنة