تفكيك شبكتين لنهب الرمال وحجز شاحنتين و 3 جرارات فلاحية
أوقفت مصالح الأمن بالطارف نهاية الأسبوع 9 أشخاص في العقدين الثاني و الثالث من العمر يشكلون شبكتين مختصتين في نهب رمال الشواطئ و الوديان، في حين تم حجز شاحنتين محملتين و 3 جرارات على متنها كميات معتبرة من الرمال موجهة للسوق السوداء، إضافة إلى حجز معدات تستخدم في استخراج و سرقة الرمال، التي تباع لصحاب ورشات البناء في ظل تزايد الطلب على هذه المادة الأساسية بعد غلق المرامل المحلية.
و جاءت عمليات التوقيف مع بروز مطالب بفتح المرامل المحلية للتقليل من حدة عمليات النهب العشوائي لثروة الرمال التي تهدد المناطق الرطبة و المحمية حسب جمعيات مهتمة بالحفاظ على البيئة.
مصالح الشرطة أفادت أن الإطاحة بالشبكة الأولى كان في بلدية ابن مهيدي، إثر كمين قام عناصرها بنصبه ليلة أمس الأول في حدود منتصف الليل تقريبا، بعد تلقيهم لمعلومات مفادها قيام الشبكة بسرقة الرمال من إحدى المناطق الرملية لبلدية إبن مهيدي و تحويلها نحو مستودعات سرية قبل تسويقها.حيث تم ترصد تحركات عناصر الشبكة قبل أن يتم الإيقاع بخمسة أشخاص في حالة تلبس و هم بصدد سرقة و نهب الرمال على متن شاحنتين.
العملية الثانية قامت بها مصالح الأمن الحضري الأول التي أوقفت 4 أشخاص بتهمة سرقة الرمال في كمين نصب على طريق عين أخيار، و قد مكنت العملية من حجز 3 جرارات و معدات تستعمل في نهب الرمال، حسب ما أفادت مصادر من مديرية الأمن.
و تأتي هذه العملية في سياق الحملة التي تشنها مصالح الشرطة للتصدي لعصابات نهب الرمال، حيث دعت اللجنة الأمنية لولاية الطارف في اجتماعها الأخير إلى تسخير و تجنيد كل الوسائل والإمكانيات لملاحقة بارونات نهب الرمال وردع المخالفين باستعمال كل الأدوات القانونية للتصدي للظاهرة.
من جهتها طالبت بعض البلديات و منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي من السلطات المحلية بإعادة فتح المرامل في ولاية الطارف للحد من النزيف الذي طال تلك الثروة، و تقنين عملية استغلال الرمال لتوفير مداخيل للبلديات و تلبية احتياجات الورشات المفتوحة، عوض تركها عرضة للنهب والسرقة، بينما يتم جلب حاجيات الورشات من الرمال بأثمان باهظة من خارج الولاية.
من جهتها جمعيات حماية البيئة حذرت من استفحال ظاهرة نهب الرمال، التي تهدد بوقوع كارثة بيئية و إيكولوجية، مع تدفق ملوحة المياه على اليابسة في بعض المناطق الشمالية و ظهور حقر بعمق عدة أمتار خصوصا بشريط الكثبان الرملية الساحلية الغني بالثروة الرملية و الثروة المائية و الكائنات الحية في المناطق المحمية والرطبة المصنفة خصوصا على شريط الكثبان الساحلي الرابط بين بلديات أم الطبول، القالة، الطارف، بالريحان و الشط على طول أكثر من 70 كيلومترا.
نوري.ح