إعادة بعث أشغال جسر وادي القصب ببلدية العش جنوب البرج
عادت المقاولة المكلفة بإنجاز مشروع الجسر العابر لوادي القصب، الرابط بين الطريق الوطني رقم 45 و منطقة سد بلعباس ببلدية العش جنوب ولاية برج بوعريريج، للعمل بعد توقفها لعدة أشهر بسبب اعتراض ملاك الأراضي على اقتطاع مساحات من ممتلكاتهم، لإنجاز المشروع الذي شكل أهم انشغال لسكان المنطقة.
و أكدت مصادرنا أنه تم اتخاذ إجراءات نزع الملكية من ملاك الأراضي بقوة القانون، بعد صدور حكم قضائي يقضي بمواصلة الأشغال و منح تعويضات لملاك الأراضي، و ذلك بعد سلسلة من المساعي السلمية لسلطات البلدية و مديرية الأشغال العمومية في محاولة للوصول إلى حل للمشكل مع المعترضين.
غير أن تلك المساعي لم تكلل بالنجاح، فتم تحويل القضية إلى أروقة المحاكم و الفصل فيها بحكم قضائي، ما سمح بإعادة بعث الأشغال و بلوغها نسبة تفوق العشرين بالمائة، في مشروع الجسر الذي خصص له غلاف مالي قدره 20 مليار سنتيم، لفك العزلة عن المنطقة و ربط الطريق الوطني رقم 45 بين ولايتي البرج و المسيلة بقرية سد بلعباس و منها نحو الطريق المؤدي إلى منطقة توبو و بلدية القصور وصولا إلى حمام الضلعة بولاية المسيلة .
و يعد وادي القصب الذي يعبر عدة مناطق ببلدية العش من أخطر الأودية بالمنطقة، لما يشكله من تهديدات على السكان المجاورين و على حقول الفلاحين التي عادة ما تغمرها مياه الوادي خلال فترات التساقط، ناهيك عن تسببه في تضرر الطرقات و عزلة المناطق المتواجدة بجواره على غرار منطقة سد بلعباس و التجمعات السكانية المجاورة لها.
و لعل ما زاد من خطورة وادي القصب، تجمع مصبات عدد من الأودية الأخرى في مجرى الوادي على مستوى بلدية العش، التي تحصي أزيد من أربعة أودية، و يعد واد لقرور من أخطرها أيضا لمروره بجوار عدة قرى و تجمعات سكانية، حيث ينبع هذا الوادي من جبال المعاضيد و يعبر مناطق الدالية و تيوفين وصولا إلى قرية لمجاز و منها يصب في واد القصب، بالإضافة إلى أودية أخرى أقل خطورة تصب من المناطق المجاورة، على غرار واد الرابطة و واد لمخازن و واد غفستان التي تصب كلها في واد القصب و تتجمع بقرية لمجاز.
و قد شكلت تهديدات الأودية للسكان في العديد من الفترات عائقا في وجه حركة السير على الطريق الوطني رقم 45 الرابط بين ولايتي البرج و المسيلة بسبب تجمع مخلفات سيول المياه التي تجرف الأتربة و الحجارة و سط الطريق، إلى جانب توقف حركة نقل البضائع و المسافرين على خط السكة الحديدية كإجراءات احترازية خوفا من انعكاسات ظاهرة انزلاق التربة، ناهيك عن عرقلة تنقل المواطنين القاطنين بالقرب من وادي القصب خاصة خلال فترات التساقط و ارتفاع منسوب المياه لنقص الممرات و الجسور.
و زيادة على مشروع الجسر، أكدت مصادر من بلدية العش على الأخذ بانشغالات السكان القاطنين بجوار الوادي لفك العزلة عنهم من جهة و كذا لحماية بساتين و حقول الفلاحين من مخاطر الفيضانات، من خلال إنجاز دراسة من الميزانية المحلية للبلدية، و تسجيل مشاريع قطاعية من طرف مديرية الموارد المائية بغلاف مالي يزيد عن السبعة ملايير سنتيم، لحماية المنطقة من مخاطر الفيضانات و تهيئة جميع الأودية الخطيرة و وضع حواجز مائية للحد من مخاطر السيول الجارفة و تصريفها بعيدا عن السكنات.
ع/بوعبدالله