تسجل أسعار المستلزمات المدرسية بقسنطينة، ارتفاعا محسوسا مقارنة بما كانت عليه السنة الماضية، حيث وصلت نسبة الزيادات إلى 20 بالمئة، كما شهدت العديد من المحلات إقبالا معتبرا، فيما أكد أولياء بأن مصاريف تلميذين في الابتدائي تكلفهم ما لا يقل عن مليوني سنتيم.
وبحسب ما وقفنا عليه في جولة استطلاعية، بمختلف محلات علي منجلي ووسط مدينة قسنطينة، فإن أسعار الأدوات المدرسية، قد ارتفعت بنسبة تتراوح بين 15 و 20 بالمئة، مقارنة بما كانت عليه في السنة الماضية، حيث أكد لنا صاحب مكتبة بأن ثمن الكراريس زاد بسبب غلاء أسعار الورق وندرتها، فضلا عن تراجع قيمة الدينار، باعتبار أن 90 بالمئة من هذه الأدوات، مستوردة، مشيرا إلى أن هامش الربح في الكراريس ضئيل جدا و بأنه لا يدري، مثلما قال، كيفية إقناع ومواجهة الزبائن بهذا الأمر.
وتراوحت أسعار الكراس من حجم 288 صفحة، فيما بين 130 و 140 دينارا، فيما كان ثمنها العام الماضي بين 120 و 125 دينارا، وهو نفس الوضع بالنسبة لبقية الأحجام، حيث سجلت جلها زيادات فيما بين 10 و 20 دينارا، أما المقلمات فقد وصل ثمنها إلى 400 دينار، وأكد لنا الباعة بأن الكراريس العادية لا تجد إقبالا من طرف التلاميذ.
وعرفت أسعار المحافظ، هي الأخرى، زيادات بحسب ما أكده لنا التجار أنفسهم، حيث أن محفظة صغيرة لتلميذ في السنة الأولى ابتدائي، يتراوح ثمنها بين 1500 و ألفي دينار، وتوجد العديد من العلامات الأخرى مرتفعة الأثمان، التي وصلت ببعضها إلى أربعة آلاف دينار، لاسيما تلك المخصصة لتلاميذ الطورين الثانوي والمتوسط.
و أوضح الباعة، بأن سعر الحقائب المدرسية قد ارتفع على مستوى أسواق الجملة بأزيد من 20 بالمئة، لاسيما في العلامات ذات النوعية الجيدة التي تعرف إقبالا كبيرا نظرا لجودتها، كما ذكر آخر بأنه اضطر إلى السفر إلى العاصمة، من أجل جلبها من مستورد، حتى يتمكن من بيعها بسعر ملائم في السوق.
أما فيما يخص المآزر، فقد تراوحت فيما بين 1200 و 1600 دينار، بحسب العلامة والجودة، حيث أشار تاجر إلى أن دخول المنتوجات الوطنية على الخط وعودة نشاط بعض ورشات الخياطة، قد أدى إلى استقرار أسعارها، خلافا لما كان عليه الوضع العام الفارط.
ومن خلال القيام بعملية حسابية، يتضح سعر تكلفة مستلزمات مدرسية لطفل في الابتدائي، قد تتجاوز ستة آلاف دينار باحتساب ثمن الكتب، حيث أشار ولي تلميذ بأن هذه المستلزمات فضلا عن كسوة الدخول المدرسي، ستكلفه على الأقل مليون سنتيم، أما آخر فقد قال بأنه خصص ما يفوق 3 ملايين سنتيم لكسوة وأغراض أبنائه الثلاثة، فيما أبدى العديد منهم استياء كبيرا لهذه الارتفاعات المسجلة.
وذكر لنا العديد من الأولياء، بأنهم يعانون خلال السنوات الأخيرة، بسبب الأعباء المالية المرتفعة للمناسبات التي أصبحت تأتي تباعا، حيث أكد رب عائلة وأب لثلاثة أطفال يتقاضى 45 ألف دينار شهريا، بأنه ألغى عطلة الصيف بسبب عيد الأضحى الذي سيتزامن مع الدخول المدرسي، واللذين سيكلفانه ما لا يقل عن 9 ملايين سنتيم، ناهيك عن المصاريف اليومية الأخرى، مشيرا إلى أنه ومنذ دخول شهر رمضان، قد أنفق قرابة 20 مليون سنتيم.
لقمان/ق