مركز التعذيب بعين عبيد يتحول إلى شاهد على جرائم الاستعمار
تحول مركز التعذيب المعروف بمقر «الجدارمية» بمدينة عين عبيد بقسنطينة، إلى شاهد على جرائم الاستعمار، حيث شهد إعادة هيكلة واعتبار من طرف مديرية المجاهدين، و كان محل زيارة الوفد الولائي الذي أحيا الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام الموافق ليوم 20 أوت، و الذي احتضنت فعالياته الولائية البلدية.
مركز التعذيب يعتبر المكان الوحيد الذي تمت تهيئته لاستقبال الزوار، فقد كان مسرحا لجرائم فظيعة اقترفها الاستعمار في حق الشعب الجزائري، كما كان رمزا للقهر ونواة المستوطنة الجديدة عين عبيد ومقر البلدية والكنيسة، و قد شهد تعذيب ضحايا ردة فعل من المعمرين إثر هجمات الشمال القسنطيني على القرية، حيث تعرضوا للتنكيل والقتل بواسطة ضربات المطارق التي تفتت الرؤوس.
وحسب بعض الذين نجوا من القتل، فإن قبو مقر «الجدارمية» الضيّق يعد أبشع مكان في مركز التعذيب على اعتبار أن القلة فقط من كتبت لهم الحياة بعد دخوله، و هو ما كان، الاثنين الماضي، موضوع شروحات وتوضيحات قدمت للوفد الولائي الذي قاده الأمين العام للولاية، خلال فعاليات إحياء ذات الذكرى التي دفعت فيها عين عبيد ثمنا غاليا وصل إلى 742 شهيدا خلال بضعة أيام، بمباركة الحاكم العام للجزائر “جاك سوستال"، الذي زار القرية الصغيرة وأطلق العنان للمعمرين في عملية قتل واسعة هدفها السكان المحليين.
فعاليات الاحتفال شهدت إضافة إلى ذلك، تنظيم معرض للصور بعضها محلية وأخرى من متحف مديرية المجاهدين، حيث كانت موضوع اهتمام زوار مركز التعذيب، كما تم تكريم بعض أعضاء الأسرة الثورية وكذا الطلبة الأوائل في امتحانات نهاية أطوار التعليم الثلاثة، إلى جانب القيام بنشاطات وعروض مسرحية وشعرية و إلقاء كلمة بالمناسبة من طرف الأستاذ الجامعي العربي حمدوش. ص/ رضوان