قائمــة 1500 سكـــن اجتماعـــي بالخروب تعيــد أمل الحيـــاة للعائــــلات
أدَّى الإعلان عن قائمة السكن ببلدية الخروب بقسنطينة أمس، إلى إطلاق العنان للأفراح، خاصة وأنَّ الحصة كبيرة وتضمُّ 1500 مسكن ، وانتظرها المعنيون بفارغ الصبر، فيما يخصُّ الحالات الاجتماعية الصعبة، وأصحاب ملفات تعود إلى سنوات التسعينات.
واضطر الكثير من ساكني الخروب وضواحيها للمبيت في الشارع بعدما تناهى إلى مسامعهم خبر الإعلان عن القائمة، من خلال والي الولاية عبد السميع سعيدون، الذي نقل بشرى قائمة السكن بنفسه، فيما توجَّه آخرون لم يستطيعوا تحمُّل الضغط إلى مقرّ جريدة «النصر» لتحصيل نسخة من عددها ليوم أمس على الطائر، كون القائمة ستنشر على صفحاتها، وهو ما جعل مصالح الأمن والسلطات المحلية تتجند لتقاسم الفرحة مع المستفيدين، وتأطير العملية وتنظيمها بدءا من ليلة يوم الأربعاء.
وبحسب الأجواء بالخروب، فقد أدخل نشر القائمة الفرحة على قلوب الباحثين عن السكن منذ سنوات طويلة، وأرهق كاهلهم الكراء، أو الصَّبر على ضيق منازل العائلة الكبيرة، وكثرة الأبناء، وهو ما سجَّلناه على مستوى حي طنجة، أقدم أحياء الخروب وأكثرها عراقة، وكذا حي 20 أوت المعروف محليًّا بالكومينال، والـ»بوسيجور»، حيث تقطن العائلات الخروبية القديمة، وهي ذات الحال بالنسبة لـ»سليمان بلعيد»، الذي أودع ملفّ الاستفادة من سكن اجتماعي عام 1995، بعدما اضطر للعيش في شاحنته وزوجته الأولى المرحومة، بل وبات عنوانه «السجن» هروبا من واقعه المرير، خاصَّة أزمة السكن.
وبدا سليمان الخمسيني في قمَّة السعادة بعد ورود اسمه ضمن قائمة 1500 مستفيد من سكن اجتماعي، مؤكّدا عدم نومه براحة تامّة منذ سنوات طويلة، خاصة بعدما بشّره أخوه عبر زوجته صباحا باستفادته، وهو ما لم يصدّقه، بحسب ما ذكره للنصر، وعاود الاطلاع على الجريدة مرارا وتكرارا للتأكيد على الاسم والعنوان وتاريخ الميلاد، فيما تأسف لحال شقيقه «عبد الحكيم» الذي لا يزال بانتظار الفرج منذ 10 سنوات، ويقطن غرفة واحدة بالبيت العائلي بالـ»بوسيجور»، متوجّها بشكره إلى والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي البلدي والدائرة.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لـ»العمري»، ربُّ عائلة تضمُّ ثلاثة أطفال والزّوجة التي تعاني أمراضا مزمنة، لكنَّه لم ييأس منذ 14 عاما من رحمة الله، كما قال، لتحصيل سكن يلمُّ شتات عائلته الصغيرة، حيث استذكر معنا معاناته طوال هذه السنوات، قبل أن يسمع أحسن خبر في حياته، على حدّ وصفه، حوالي الساعة الخامسة صباحا، من طرف أحد المستفيدين أيضا، ليقوم بإيقاظ زوجته وأولاده وبشَّرهم بالخبر السعيد الذي طال انتظاره، رغم عدم تجاوز الوقت للساعات الأولى من الفجر.
وقال العمري «الشكر الجزيل لله على هذه النعمة والفرج، والمسؤولين المحليين، رغم أنِّي شبه عاطل عن العمل وأمارس أعمال حرّة بسيطة، غير أنني دفعت طوال المدة التي ذكرتها لكم ما مقدراه 14,5 مليون سنتيم سنويا، كتكاليف كراء، واليوم سيكون لي سكن خاص وسقف أملكه وعائلتي».
وأجمع الكثيرون من الذين التقت بهم «النصر» بالخروب، على استهداف الحالات الاجتماعية الصعبة من القاطنين مع العائلة الكبيرة والمعوزِّين في القائمة الحالية، وهو ما يعني أنَّ عملا كبيرا للجان السكن والمجلس الشعبي ورئيس الدائرة قد تم في سبيل غربلة القائمة، في انتظار ما ستسفر عنه الطّعون.
ف/ خ