تتنافس عدة فرق تضم مختصين في العمران من الجزائر و دول أجنبية، على مدار الأسبوع الجاري، من أجل تقديم مقترحات لتحسين الوسط الحضري و العمراني بوسط مدينة قسنطينة، ليتم في الختام، اختيار أحسن الأفكار من قبل لجنة مختصة تضم خبراء عالميين، لتكون بمثابة نظرة استشرافية، تستغلها السلطات المحلية كبرامج مستقبلية، بغرض إعادة تهيئة المدينة.
و ينظم المجلس الشعبي الولائي ممثلا بلجنة التعمير و تهيئة الإقليم، و المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة، و بمشاركة جامعة قسنطينة 1، و المنظمة العالمية لترقية العمران و التهيئة، تظاهرة علمية، تتمثل في « تحدي أفكار»، تحت عنوان «المستقبل الحضري لوسط مدينة قسنطينة»، و هي عبارة عن مسابقة فكرية في مجال العمران، تشارك فيها حوالي سبع دول، هي لبنان، تونس، المغرب، التوغو، السنغال و البنين، بالإضافة إلى الجزائر.
و سيكون الهدف من هذه التظاهرة، هو الحصول على أفكار من قبل الفرق المشاركة و التي تنتمي إلى معاهد و جامعات تقع بالدول المذكورة، حيث ستنظم خرجات ميدانية لمدة 7 أيام، فيما سيكون العمل ميدانيا، انطلاقا من خرائط و صور للمواقع المعنية بالمعاينة، على غرار مداخل و مخارج وسط المدينة، و عدة شوارع، من أهمها شارعا بلوزداد و قيطوني، و كذلك أنفاق وسط المدينة.
و سيقدم المشاركون اقتراحات و أفكار، لتكون بمثابة حلول و نماذج للتهيئة، و في اختتام التظاهرة، سيتم عرض جميع المقترحات على لجنة خبراء من جامعات عالمية، هم الباحث في العمران البروفيسور صلاح الدين شراد و المعماري الفرنسي الشهير «بيار ميرلين» و كذا الباحثة الكندية «سيلفي باري»، مع العلم أن التظاهرة يشارك فيها مختصون من عدة دول على غرار فرنسا و بلجيكا و كندا، إذ سيتم اختيار أحسن المقترحات التي ستستغل لاحقا، من قبل السلطات المحلية، حتى تكون عبارة عن برامج استشرافية، يتم الاعتماد عليها في إعادة تهيئة، أو تحسين الوسط العمراني لوسط مدينة قسنطينة.
و تعتبر هذه التظاهرة الأولى من نوعها على مستوى ولاية قسنطينة، حسب ما أوضحته رئيسة لجنة التعمير و تهيئة الإقليم بالمجلس الشعبي الولائي لامية جرادي، التي أكدت بأن اختيار وسط مدينة قسنطينة، جاء بالنظر إلى التغييرات الكثيرة التي شهدها هذا الوسط الحضري، خاصة نتيجة التوسع العمراني، الذي تسبب بدوره في ظاهرة الانزلاقات وانتشار السكنات العشوائية، فضلا عن تدهور حالة المباني المحيطة به، حسب ما أكدته محدثتنا، مضيفة أنه و بالرغم من أن قسنطينة حظيت باهتمام كبير في إطار تظاهرة «عاصمة الثقافة العربية»، حيث تم تهيئة العديد من المرافق، إلا أن وضعية المدينة كقطب حضري تستدعي إعادة تهيئة ، من خلال مقترحات ومخططات تهيئة ورسم خطة طريق على المدى القصير، و المتوسط وكذا الطويل، وهو ما يعتبر في حد ذاته، حسبها، أكبر مطلب للمنتخبين المحليين المهتمين بالتنمية المحلية، و كذا السلطات التنفيذية التي تقوم بتسطير برنامج وتسخير الموارد المالية اللازمة. و كمقدمة لهذه التظاهرة التي افتتحت صباح أمس على مستوى جامعة قسنطينة 1، قدم أساتذة من جامعات قسنطينة و معاهدها، مداخلات تمهيدية حول موضوع المسابقة، حيث قدمت الأستاذة كيتوني دحو كلثوم، مداخلة حول التاريخ الحضري لقسنطينة، فيما عرضت الأستاذة بن عباس كغوش سامية، بحثا مختصرا حول التطور الحضري للمدينة، و ركزت الأستاذة مغنوس دريس زهية في تدخلها، على إشكالية وسط مدينة قسنطينة، فيما تمحورت مداخلة الأستاذ بن عيسى عبد القادر، حول الأخطار الحضرية التي تحدق بها.
عبد الرزاق.م