سكان و فلاحون يعيشون في عزلة بقرية دار الواد بقسنطينة
تفاجأ سكّان قرية دار الواد الواقعة بأقصى شمال بلدية مسعُود بوجريو بولاية قسنطينة، بقيام الشركة المكلَّفة بإنجاز جسر يمرّ فوق الوادي القريب، بنزع المعبر الوحيد الذي كان يربطهم بالضفة الأخرى، وهو ما عزل فَلاحين وأسرا وعطَّل مشاغلهم، حيث طالبوا السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حلول عاجلة.
وتفاجأ قاطنو دار الواد بنزع المعبر الوحيد المشيّد بسواعد الفلاحين، خاصَّة، الساكنين بالمكان منذ عقود، وذلك يوم الاثنين الفارط، من طرف شركة عمومية مكلّفة بإنجاز جسر تقني فوق الوادي المار بها، ولدى الاستفسار عن الأمر مع القائمين على الورشة، أجابوهم بأنَّ التعليمة جاءت من الإدارة وتحديدا مسؤولي الجهاز التنفيذي، وكذا البلدية والدائرة، تبعا لما أدلى به المواطنون للنصر، وهو ما جعل مرور حوالي 15 عائلة تقطن بضفتي القرية و كذا المزارعين، مستحيلا، بعدما عزلوا عن أراضيهم وسكناتهم بالجهة المقابلة.
ولا يزال سكان مشتة درسون ومسيدة ودار الواد يتنقَّلون إلى الضفَّة الأخرى بطريقة بدائية، عبر قوارب مصنوعة من قارورات البلاستيك، وحتى الجلود، باستعمال حبل يربط الجهتين، ليقرِّروا بعدها تشييد جسر بسيط مكوَّن أساسا من أنابيب معدنية وإسمنتية ضخمة لتصريف المياه القذرة، وتهيئتها للمرور عليها نحو الأراضي الزراعية، كما تقطن بعض العائلات المتصاهرة على ضِفَّتي الوادي، وتستخدم المعبر للتواصل يوميا.
وقال فاروق وعادل اللَّذان يشتغلان بالفلاحة وتربية المواشي والأبقار بالمنطقة، أنهما عزلا عن أراضيهما وعملهما، إلى جانب عشرات ممتهني ذات النشاط، وكذا الأسر القاطنة على ضفتي الوادي، بعد هذا القرار الذي يصفانه بغير المدروس، حيث اضطرا لوقف عملية الزرع، مؤقتا، للنظر في حلِّ الإشكال القائم، في انتظار تسليم الجسر الجديد.
و يعلق أحد المتحدثين بالقول «بتنا اليوم معزولين عن العالم بعدما كنَّا نسلك هذا المعبر للوصول إلى أراضينا بسهولة، و ذلك في غضون 15 دقيقة من وسط بلدية مسعود بوجريو وما جاورها، فدار الواد معروفة بالنشاط الفلاحي والرعوي، بامتياز، والذهاب إلى سوق القرارم القريب، اليوم صار هذا مستحيلا»، ليضيف «علينا الالتفاف لـ 40 كيلومترا عبر الطريق الوطني رقم 27، لبلوغ أراضينا وقضاء حاجياتنا اليوميّة، فيما انقطعت العائلات عن بعضها لذات السبب.. نريد إعادة المعبر وإرجاع الأنابيب المعدنية إلى أماكنها، إلى غاية الافتتاح الفعلي للجسر».
من جهة أخرى، تعاني العائلات القاطنة بدار الواد من عدم ربط منازلها بالكهرباء، بعد انقطاع هذه الخدمة عنها خلال العشرية السوداء، و رغم إعادة الاعتبار للمناطق الريفية، بقيت الجهة دون إمدادات التيار، حيث يلزمها عمودان فقط للوصول إلى مصدر التموين بالكهرباء، غير بعيد عنها، وهو الطلب الذي ألحَّ عليه الساكنة مرارا مع رئيس المجلس الشعبي البلدي، وسابقيه، وكذا الوالي، في زيارته الأخيرة للمكان.
وتعيش عديد الأسر بشكل بدائي، رغم استقرارها مجدَّدا بأراضيها الفلاحية والرعوية، في غياب الكهرباء، وهو ما يجعل العيش صعبًا في ظروف مماثلة، رغم وجود أكثر من 200 رأس بقرة وآلاف المواشي بدار الواد، زيادة على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعيّة، وهو ما يقدِّم خدمة اقتصادية لبلدية مسعود بوجريو وحتى ولاية قسنطينة، بتوفير منتجات فلاحية عالية الجودة. وقد حاولت النصر الاتصال برئيس المجلس الشعبي البلدي ونائبه المكلف بالبناء و التعمير، للاطلاع على موقف بلدية مسعود بوجريو بخصوص المعبر وتوفير الكهرباء لسكان دار الواد، لكن لم يتم الردّ على مكالماتنا. فاتح خرفوشي