تعرف مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، حالة من الارتباك والضغط، بعد انتشار بكتيريا خطيرة في قاعة العمليات أصابت العشرات من النساء، زادها إضراب ممرضات عن العمل حدة.
وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى قسم الولادة بالطابق الأول، بعد تحويله من الطابق السفلي الذي يخضع حاليا لعملية ترميم، لاحظنا انتشارا كبيرا للأوساخ والروائح الكريهة في كل ركن من أركانه، كما لاحظنا اكتظاظا كبيرا أدى إلى وجود العديد من الحوامل ملقيات على الأرض ، كما أن السرير الواحد تتداول عليه امرأتان وأحيانا ثلاثة، وسط حالة كبرى من الإستياء واحتجاج أهاليهن الذين غالبا ما يدخلون في مناوشات كلامية مع أول من يصادفونه من الطاقم الطبي، في وقت لا تزال فيه أشغال ترميم الطابق السفلي تسير بوتيرة بطيئة ،حيث لاحظنا أن الورشة خالية ولا يوجد فيها عامل واحد. وذكر مصدر طبي من داخل المصلحة، بأن بكتيريا خطيرة انتشرت في قاعة العمليات للولادة تسمى “سال مونال” تسبب أمراضا خطيرة، على غرار «التفوييد»، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى، حيث أكد ذات المصدر أن أعراضها لا تزال منتشرة وسط الحوامل، خصوصا اللواتي أجرين عمليات جراحية، مشيرا إلى أنه من غير الممكن القضاء على البكتيريا ، إلا في حالة غلق قاعة العمليات وإخضاعها لعملية تعقيم معمقة، مضيفا بأن الأمر مستحيل في ظل الضغط والعدد الكبير من حالات الولادة اليومية المستعجلة. وأضاف مصدرنا، بأن أغلب العتاد المستعمل في عملية الولادة غير معقم بدء بقاعة الولادة، وصولا إلى الصناديق التي ينقل فيها الرضع من قاعة العمليات، وهو ما وقفنا عليه، حيث لاحظنا بأن أغلبيتها قد أصابها الصدأ، وقال من تحدثنا إليهم من العاملين داخل المصلحة أن هناك نقصا في بعض الوسائل الضرورية، وأن بعض الأطباء والممرضات لا يلتزمون بنظام المداومة نتيجة الضغط الشديد المفروض عليه.
وأكدت مصادر متطابقة ، بأن بعض الممرضات ومنذ أول أمس، قمن بإضراب عن العمل نتيجة الضغط الكبير المفروض عليهن والعدد الكبير للحوامل القادمين من أكثر من 15 ولاية، بالإضافة إلى نقص الوسائل المادية والضغوطات الممارسة من طرف مسؤولي المصلحة، حيث أن بعضهن لا يقدمن إلا الحد الأدنى من الخدمة، في حين أن أخريات امتنعن تماما عن التكفل بالحوامل ووضع الضمادات حتى للواتي أجرين عمليات قيصرية، مضيفا بأن هناك مساع من بعض الأطراف من أجل تنحية رئيس المصلحة من منصبه على حد ذكر المصادر. وقالت بعض النساء الحوامل اللواتي التقت النصر بهن في المصلحة، بأنهن عانين الأمرين طيلة فترة مكوثهن في قسم الولادة، حيث أنهن تعرضن لمضاعفات مرضية يجهلن سببها من تقيئ وإسهال، ناهيك عن ضعف التكفل والخدمات الطبية المقدمة، كما ذكرن بأن وضع امرأتين في سرير واحد أدى إلى تعرضهن لمضاعفات في مكان العملية، نتيجة الاحتكاك المستمر وهو ما أخر من شفائهن، مضيفات بأن أحد الأطباء طالب مريضات من ولايات مجاورة بمغادرة المصلحة وإتمام العلاج في ولايات إقامتهن.
واعترف المكلف بالاتصال على مستوى المستشفى الجامعي، بوجود ضغط واكتظاظ كبيرين بالمصلحة بسبب استقبالها للحوامل من 15 ولاية مجاورة ، مشيرا إلى أن المصلحة مجبرة على استقبالهم وحمايتهم من الخطر الذي سيتعرضن إليه في حال عدم التكفل بهن، مؤكدا بأن إجراءات احتواء و القضاء على البكتيريا المنتشرة جارية وتكاد أن تنتهي. أما فيما يخص تحسين الخدمات، فقد ذكر المتحدث بأن مصلحة الولادة وتحت إشراف مديرية الصحة برمجت لقاء مع مسؤولي مستشفيات الولاية والمدن المجاورة، من أجل تحمل مسؤولياتهم وتقليص عدد الحوامل اللواتي يتم توجيههن إلى المستشفى الجامعي من أجل تخفيف الضغط عليه، كما أنها وضعت مخططا لفصل الصيف لوضع نظام مداومة وعطل لضمان تكفل جيد بالحوامل على حد قوله. وبالنسبة لإضراب الممرضات قال مسؤول الاتصال أكد أن يوم أول أمس عرف امتناع ثلاث ممرضات فقط عن خدمة المريضات، وأن الأمور عادت إلى وضعها العادي بداية من نهار أمس.
لقمان ق