تسويق 400 قطعة سنويا بوحدة "سيكما" بقسنطينة
• دراجات بأسعار تبدأ من 6000 دينار
يعرف مركَّب صناعة الدراجات النارية والهوائية "سيكما"، تحديثا في صناعته الميكانيكية لمنتوجات محلِّية بنسبة 80 بالمئة، بعد تفعيل شراكة مع مؤسسة "سكوتر" الصينية، و عقد اتفاقيات مع 3 وزارات، حسب مدير الوحدة التجارية بقسنطينة، الذي ذكر أنه تم الوصول إلى تسويق 400 قطعة سنويا، مؤكدا أن سوق موريتانيا سيكون الوجهة القادمة.
لا تزالُ شركة "سيكما"، تصارع للبقاء في السوق، رغم الرُّكود، حيث تحاول رفع سقف الإنتاج وتطويره، بنفس الوقت، وهو ذات المسعى الذي تتقاسمه الوحدات التجارية الموزّعة عبر قالمة، الجزائر العاصمة ووهران، وقسنطينة، حيث وقفنا بوحدة هذه الأخيرة على منتجات ذات جودة و تصاميم جميلة، مع صلابة في الهيكل المنتج بحديد الجزائر الجيّد، على غرار الدراجات النارية والمعدّلة منها الموجهة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصَّة، إضافة إلى الدراجات الهوائية، وعتاد عمَّال النظافة. ويقف الزَّبون بالوحدة التجارية الواقعة بحي فضيلة سعدان، على صناعة جزائرية بنسبة 80 بالمئة للدراجات النارية الحديثة المزوَّدة بمحرك "سكوتر"، بعد عقد الإدماج المبرم مع الصين، والقاضي بتزويد الشركة بالمحرِّكات والتصاميم الخارجية، فيما يتمُّ إنتاج الهيكل وبقية الإكسسوارات ببلادنا، حسب مدير وحدة قسنطينة، السعيد جنيبة، الذي تطرق إلى توجه الحكومة ووزارة الصناعة، ومسؤولي "سيكما"، إلى التحوُّل لصناعة كل الأجزاء وحتى المحرّك محليًّا، و ذلك على المدى البعيد.
دراجات حديثة لذوي الاحتياجات الخاصة
مصنع قالمة الذي يزوِّد الوحدات التجارية الأربعة المذكورة، ينتج سنويَّا ما قوامه 200 دراجة نارية كلاسيكية، موجَّهة لذوي الاحتياجات الخاصَّة، وحوالي 100 بالنسبة للدرَّاجات الحديثة والمعدّلة جزئيا، بنظام السير للخلف، وسرعتين، إضافة إلى مئات الدراجات الهوائية والنارية لكل الأصناف، و التي تستقبل ولاية قسنطينة 400 وحدة منها في العام، و كذلك آلاف المعدَّات الإضافية على غرار صندوق الدراجات النارية لحمل البضائع القابل للجرِّ، وحمالات الجرِّ البسيطة، وأدوات عمال النظافة.
و تتراوح أسعار الدرَّاجات الهوائية الصغيرة لفئة الأطفال بين 6000 و12000 دج، حسب ما رأينا بالوحدة التجارية بقسنطينة، وصولا إلى الدراجات الكبيرة التي حدّد سعرها بـ 19000 دج، في انتظار دخول النوع الجديد الموجه للكبار، حيث سيكون بثلاث عجلات بدل اثنتين، فيما تسوّق الدراجات النارية بأثمان بين 18 و23 مليون سنتيم، و بأشكال وألوان وأحجام مختلفة، كلٌّ حسب ذوقه والميزة التي يحبّذها. وقال مدير الوحدة التجاريّة، إنَّ الدراجات النارية والهوائية، إلى جانب بقية المُنتجات، تحترم المقاييس الدولية في السلامة، وكذا الجودة، حيث طُوِّرت التصاميم القديمة بالشراكة مع الصين، وباستعمال الموادّ الأولية الخام، خاصة الحديد، من المنتوج المحلي المعروف بجودته وصلابته، خلافا لما يستورد اليوم بنوعية رديئة، وموادّ مغشوشة ومسرطنة، حسب تعبيره.
ذات المتحدّث أكد صناعة الهيكل وبقية الأكسسوارات في الجزائر، مع استيراد المحرّك وبعض الأجزاء البلاستيكية الخارجية من الصين، مشيرا إلى إمكانية التحوُّل إلى منتوج محلي بنسبة 100 بالمئة، قريبا، عقب رفع الإنتاج العام بمصنع قالمة، وتحديث الوحدات التجارية، وفتح الأبواب أمام المواطنين لمعرفة جديد "سيكما"، ما سيسمح باستعادة الزبائن تدريجيا، ودفع الاقتصاد الوطني عبر تشجيع اقتناء واستهلاك المنتوج المحلي.
إقبال من طرف أصحاب المطاعم
و بغية إعادة الاعتبار للمنتوج الجزائري خاصة في الصناعة الميكانيكية، وإحياء مصنع الدراجات والدراجات النارية، بقالمة، عقدت إدارة المؤسسة الوطنية اتفاقيات شراكة مع كلٍّ من وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال الحديثة، وكذا وزارة التضامن الوطني، للتزود بدراجات نارية لصالح عمال البريد، وتوصيل الطرود والرسائل، وتحديدا بإنتاج 600 وحدة من نوع "سكوتر ج 610"، و500 دراجة هوائية من صنف "ماونة"، ضمن عقد يمتدُّ على مدار ثلاث سنوات.
وسوَّقت ذات الجِهة المنتجة، لصالح وزارة التضامن الوطني والأسرة، حوالي 300 دراَّجة بنوعيها الحديث والكلاسيكي، والموجَّهة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصَّة، ضمن عقد مماثل، وبالرغم من طلب النوع الكلاسيكي، بكثرة، لثمنها المنخفض، إلا انَّ جودة وصلابة وراحة الدراجة النارية المعدّلة لذات الفئة، تلاقي طلبا كبيرا، لتزويدها بنظام الرجوع إلى الخلف، وتبديل السرعة بمستويين بدل واحد، لدى الأولى.
كما يقبل الخواصّ، في شاكلة أصحاب المطاعم و محلات البيتزا والمأكولات الجاهزة، على شراء الدراجات النارية من وحدة "سيكما"، لتوصيل طلبيات الزبائن، حيث انبهروا، مثلما يؤكد السيد جنيبة، من الأسعار المقبولة وصلابة المنتوج، مع ضمان مدَّته عام كامل، زيادة على الاهتمام المتزايد لصانعي العتاد الطبِّي للحصول على المنتج المحلي، وتحديدا الدراجة النارية الحديثة لذوي الاحتياجات الخاصة، لتسويقها بكل الولايات، وحتى خارج الوطن، يضيف المسؤول.
الموريتانيون أبدوا اهتماما للاستيراد
و شاركت المؤسسة الوطنية لصناعة الدراجات النارية والهوائية "سيكما"، نهاية العام الفارط، في معرض بموريتانيا، وقد شدَّت المنتجات المحلية لبلادنا انظار مسؤولي هذا البلد، خصوصا بعد فتح مركز حدودي معه، ما قد يعني إمكانية تصدير الدراجات الهوائية والنارية ومختلف المعدَّات الأخرى للعاصمة نواقشوط، مستقبلا، لرفع مداخيل العملة الصعبة، وامتصاص البطالة أكثر، وهو ما يعوِّل عليه مسيرو "سيكما" ووحداتها التجارية الأربع، ورفع عدد العمال الذي لا يتجاوز حاليا 200 موظف، مثلما يوضح المصدر ذاته. من جهة أخرى، صرَّح مدير الوحدة التجارية بقسنطينة، ببرمجة تحديث وعصرنة لمقرات الوحدات الأربع، بقالمة وقسنطينة ووهران والعاصمة، تحضيرا لعودة "سيكما" إلى واجهة الاقتصاد الوطني، وإعطاء دفع للمركب الواقع بقالمة و الذي يوظِّف حوالي 200 عامل، لرفع سقف الإنتاج، وتحسين وتحديث المنتوج، خاصَّة، حسبه، وأن كلَّ المؤهلات البشرية والمادية متوفرة في الوقت الراهن، في ظل وجود إرادة لنفض الغبار عن المؤسسات والشركات الوطنية. فاتح خرفوشي