سكان يغلقون مقر بلدية بني حميدان بقسنطينة
قام صبيحة أمس، سكان ببلدية بني حميدان بولاية قسنطينة، بغلق مقر البلدية من أجل المطالبة برحيل رئيسها، ليتوقف الاحتجاج حوالي منتصف النهار، بعد أن وعدهم رئيس دائرة حامة بوزيان بترتيب لقاء قريب يجمع ممثلين عنهم مع الوالي.
وتواجد العشرات من المواطنين أمام مقر البلدية في حدود الساعة الثامنة و النصف صباحا، وقاموا بغلق الأبواب، مطالبين برحيل رئيس البلدية، وبعد مرور دقائق فقط، تواجدت بعض الجهات المساندة لـ «المير» ما تسبب في حدوث مشادات عنيفة كادت أن تخرج الأمور عن نطاقها السلمي، ما جعل قوات الأمن تتدخل.
وتحدث بعض المحتجين للنصر التي تواجدت في عين المكان، أن المطلب الأساسي والأول بالنسبة لهم هو تفعيل المادة رقم 43 من قانون البلدية، والتي تنص على أن الولاة مطالبون بتوقيف كل منتخب متابع قضائيا في إطار جنحة أو جناية، وهو ما ينطبق على «المير» المتابع في عدد من القضايا، التي عرفت آخرها إصدار حكم من الغرفة الجزائية بمجلس قضاء قسنطينة بحبسه لمدة 18 شهرا.
وأضاف أحد الحاضرين، أن السكان يعانون من عديد النقائص و أهمها الطرق المهترئة على غرار الرابط بين بني حميدان ومنطقة المارّة، و الذي أصبح حسبهم، غير صالح تماما لسير السيارات، رغم أن تاريخ تهيئته ليس ببعيد، كما توجد مسالك لم تهيأ منذ 10 سنوات، متحدثين أيضا عن نقص في النقل المدرسي وانعدام الإنارة العمومية والغاز الطبيعي، فيما يطالب البعض منهم بالبناء الريفي.
المحتجون قالوا أيضا إن سكان المارة والحمري والصرى يعانون العطش، رغم أن هذه المناطق معروفة بتوفرها على منبع، والغريب حسب أحدهم، هو أن مستثمرا يقوم حاليا بأشغال لبناء مصنع للمياه المعدنية في نفس المنطقة، وفي حالة تواصل الأمور على حالها، فإن السكان لن يجدوا مصدرا للتموين بهذه المادة.
وأضاف المتحدث أن بعض سكان بني حميدان يعيشون ظروفا قاسية ولهم العديد من المطالب، ولكنهم عجزوا عن إيصالها إلى رئيس البلدية لأنه يتواجد طيلة النهار خارج مقر البلدية حسبهم، ويطالبهم بالقدوم ليلا، مؤكدا أن المواطنين لم يجدوا حلا إلا تنظيم وقفة احتجاجية من أجل الاستجابة لانشغالاتهم من طرف السلطات الولائية.
وأكد أحد المنتخبين الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية، أنه و زملاءه راسلوا كل الجهات المعنية بخصوص «التجاوزات» التي يقول إن «المير» ارتكبها، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار من السلطات الولائية، ما جعل الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ، مضيفا أنه كعضو في المجلس الشعبي البلدي، لا يلتقي برئيس البلدية إلا عند الجلسات والاجتماعات، لأنه لا يتواجد في مكتبه إلا في الليل، ما يجعل من عملية الاتصال من أجل خدمة المواطن صعبة ومعقدة، كما تحدث عن المشادات التي حدثت بين المحتجين والمساندين لـ «المير»، وقال إن تدخل المنتخبين جنّب وقوع الكارثة.
وفتحت البلدية أبوابها في فترة ما بعد الظهر بشكل عادي، عقب غلقها لمدة تجاوزت 3 ساعات صباحا، و ذلك بعد أن التقى المحتجون برئيس دائرة حامة بوزيان الذي وعدهم، مثلما أكدوه لنا، ببرمجة موعد مع والي قسنطينة يحضره ممثلون عن السكان من أجل نقل مطالبهم وانشغالاتهم قصد حلها في أقرب وقت ممكن، وقد وافق المحتجون على فتح الأبواب على أن يتم تجسيد التعهدات، حسبهم ، في غضون 48 ساعة. وقد حاولت النصر الاتصال برئيس البلدية لكنه لم يكن متواجدا بمكتبه . حاتم/ب