نظمت، نهار أمس، محافظة الغابات لولاية قسنطينة بالتنسيق مع جامعة صالح بوبنيدر، برنامجا احتفاليا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر على مستوى معهد تسيير التقنيات الحضرية، شمل إقامة معرض و محاضرات شارك
في إثرائها مختصون من عدة قطاعات.
و صبت تدخلات المشاركين على ضرورة تجسيد برامج فعلية على أرض الواقع لمكافحة ظاهرة التصحر التي بلغت نسب متقدمة بالجزائر ، و أضحت تشكل خطرا حقيقيا على الحياة البيئية و حتى الوسط الحضري الذي بدأت علامات التصحر تظهر عليه ، خاصة مع تفاقم مشكل الاحتباس الحراري و ارتفاع مستويات تساقط الأمطار في فترات غير منظمة من السنة ، ما جعل الجزائر من المناطق المهددة بالفيضانات الفجائية.
و في هذا الإطار أكدت الدكتورة نصيرة بن حسين و هي مهندسة معمارية مهتمة بالبيئة ، على ضرورة اتباع مبدأ الطبيعة في تشييد المباني و السكنات ، من أجل حماية الإنسان من ظاهرة الاحتباس الحراري و التصحر اللذين كانا نتيجة حتمية للعنف الذي مارسه الإنسان في حق الأرض و الطبيعة لقرون طويلة.
كما ألحت المختصة على ضرورة خلق علاقة صداقة بين البشر و الأرض، التي بدأت بصب جام غضبها على الإنسانية من خلال الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، الفيضانات، الزلازل و مختلف الكوارث الطبيعية التي تحولت إلى خطر حقيقي يهدد الإنسانية، فيما دعا الأستاذ بوزكري عبد الحفيظ من جامعة قسنطينة 3، المتخصص في خطر التصحر و استعمال التقنيات الحديثة ، إلى ضرورة استعمال التصوير الفضائي عن طريق “الساتل” من أجل التتبع الحقيقي لظاهرة التصحر التي بلغت ذروتها، و تحديدا بالمناطق السهبية و السهول، حيث تعمل هذه الصور الفضائية على تحديد تنامي الظاهرة من جهة و التوثيق لها من جهة أخرى ، كما هو معمول به في كبرى دول العالم التي قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال. و ضم المعرض المقام ببهو معهد تسيير التقنيات الحضرية ، عديد الأجنحة لأزيد من عشرة ناشطين في مجال البيئة على غرار مشتلات تربية النباتات ، أجنحة خاصة بمحافظة الغابات ، الحماية المدنية ، الكشافة الإسلامية ، و بعض المنتجين الذين يعتمدون على الطبيعة في صناعة مختلف المستحضرات سواء الطبية، التجميلية، العلاجية و غيرها.
هيبة عزيون