يحذّر القائمون على شؤون مسجد حسن باي بوسط مدينة قسنطينة، من خطر يقولون بأنه يهدد هذا المعلم التراثي
و زائريه على حد سواء، و ذلك بسبب السيول التي تجتاحه كلما تساقطت الأمطار، حيث تتسرب إلى داخل محول كهربائي يقع بمحاذاة المبنى، ما يؤدي لحدوث شرارات قد تنجم عنها «كارثة».
و حسب ما أوضحه مكتب سبل الخيرات بذات المسجد، الواقع بين شارع 19 جوان «شارع فرنسا» و ساحة الرائد سي الحواس، فإنه و منذ ترميم الجامع قبل أكثر من سنتين و فتحه من جديد أمام المصلين، بات يتعرض لخطر السيول التي تحدث كلما تساقطت الأمطار، و ذلك ليس لعيب في الترميم على حد ما أكده محدثونا، و إنما بسبب انسداد البالوعات الواقعة على مستوى ساحة الرائد سي الحواس، أعلى المسجد، حيث تتسرب المياه المتجمعة إلى داخل حجرة تضم محولا كهربائيا، ثم تتحول إلى داخل المائضة و منها إلى قاعة الصلاة، و تكون في الغالب محملة بالأتربة و الأوساخ.
و قد تكرر هذا الأمر في العديد من المرات، و كان آخرها خلال السيول التي اجتاحت قسنطينة قبل أيام قليلة، يضيف المتحدثون، الذين أكدوا أنه و بالإضافة إلى خطر الفيضانات التي تجتاح المسجد، فإن الضرر الأكبر يأتي من المحول الكهربائي الذي قد يحدث انفجار بسببه، و يؤدي إلى كارثة حقيقية.
و قد تحدثنا إلى صاحب المؤسسة التي قامت بالترميم، حيث أوضح بأنه طالب خلال الأشغال بتغيير مكان المحول الكهربائي، غير أن الجهات المعنية لم تستجب لهذا الطلب على حد تأكيده. من جهة أخرى أكد مكتب سبل الخيرات بذات المسجد، بأنه قام بمراسلة بلدية قسنطينة في العديد من المناسبات، من أجل تنظيف البالوعات بساحة الرائد سي الحواس، و ذلك بشكل دوري، قصد تجنب تشكل السيول في كل مرة.
المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية توزيع الكهرباء و الغاز، أوضحت أنه تم تلقي طلب من مديرية الشؤون الدينية لتغيير مكان المحول الذي يعود إنجازه إلى ما قبل الحقبة الاستعمارية، و هو اقتراح أكدت أن مصالح سونلغاز وافقت عليه، لكنها طلبت أن تُخصص قبل ذلك أرضية يوضع فيها المحول، غير أنه لم يتم توفيرها بعد. و ذكرت المكلفة بالإعلام أن أبواب مصالح سونلغاز تبقى دائما مفتوحة من أجل إيجاد الحلول للزبائن.
و للإشارة فإن مسجد حسن باي، يعد من أقدم المساجد بقسنطينة، حيث بني خلال فترة الحكم العثماني، كما أنه يقع بمحاذاة قصر أحمد باي الذي يعتبر من المعالم الأثرية الشهيرة بالمدينة، و كان الجامع قد خضع للترميم في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، و أغلق لحوالي 3 سنوات لهذا الغرض، قبل أن يعاد فتحه في شهر ماي 2017.
عبد الرزاق.م