خلقت احتجاجات طالبي السكن الاجتماعي بقسنطينة، بحي 20 أوت 55 بعوينة الفول، وكذا "لاسيتي"، و التي استمرت إلى غاية البارحة، أزمة نقل حادّة وزحاما مروريا عطَّل المواطنين عن مشاغلهم والالتحاق في الأوقات النظامية بمقاعد الدراسة والعمل، فيما غصّت بعض المعابر الجانبية بسيارات الأجرة والحافلات.
وأغلق المحتجون الطريق المتفرع عن الوطني رقم 27، نحو وسط المدينة، مرورا بشارع قيطوني عبدالمالك، "رود بيانفي" كما يعرف محليّا، وهو ما زاد الضعط على الطريق العام الرئيسي، والفرعي المار بين أزقة حي بوذراع صالح العلوي، ونظرا لوجود زحام مروري يومي بهذا المنحدر، فقد زاد غلق الطريق الأمر سوءا، وصار لزاما الالتفاف عبر حي 5 جويلية ومرورا بجامعة الأمير عبد القادر، والسيلوك لبلوغ قلب المدينة، بمشقة، وهو أمرٌ أجهد العمال والمتمدرسين، على حدّ سواء..
أما بعوينة الفول، فقد استغلَّ بعض الناقلين غير النظاميين "الفرود"، هذا المشكل، وجعلوا منه طريقة للكسب السريع والمضاعف، من خلال نقل المواطنين نحو ضواحي بلدية حامة بوزيان بـ 100 دج للفرد الواحد، متحججين بالالتفاف، أيضا، عبر شارع قيطوني عبد المالك، بدل سلك الطريق اليومي عبر نهج 20 أوت 55 ونهج قايدي عبد الله، علما وأنَّ التسعيرة المتعارف عليها هي 70 دج.
وقرّر عدد من الناقلين، سواء النظاميين أو "الفرود"، الهروب من نقل المسافرين من الجهة التي تعرف ضغطا جرّاء احتجاجات السكن، وغلق طريقي حي بوذراع صالح وعوينة الفول، وهو ما خلق أزمة موازية، يدفع ثمنها المواطن القسنطيني البسيط، يوميّا، حيث يضطر إلى اكتراء سيارة لوحده بمبلغ لا يقل عن 250 دج. ف/ خ