أكد خبير الغابات، عيسى فيلالي، عن محافظة الغابات بولاية قسنطينة، أنَّ عائدات ثمار الصنوبر الثمري تقارب 2 مليار سنتيم، في العام، بما يمثل محصول غابة واحدة، لكنَّه مستغل بطريقة غير نظاميّة، بالموازاة مع تهافت التونسيين على المنتوج الجزائري، لجودته، وشرائه بمبالغ ضئيلة ليباع للإيطاليين والأتراك بحولي 12000 دج للكيلوغرام الواحد.
وأشار خبير محافظة الغابات، في لقاء نظم أمس الأول، إلى أنَّ مجموعات تستغلُّ هذه الثروة الغابيّة بطريقة «العصابات» وتستنزفها، رغم حمايتها قانونا، وتواجدها تحت إدارة وتسيير المحافظة، وهو ما دفع إلى تنظيم لقاء للحديث مع المتعاملين في قطاع استغلال المنتوجات المماثلة، غير الخشبية، على غرار الحلزون والفطريات والطرائد، ودفعهم لخلق مؤسسات مصغرة، واستغلال هذه الثروة الغابية، تحت وصاية الدولة، نظرا لأنَّ الولاية تتربع على مساحة هامّة من الغابات، قدرها 25 ألف هكتار، من الغابات والأحراش والأدغال، وتعتبر نموذجية في المساحة التي تضمُّ خصوصا مجموعات حراجية لصنف الصنوبر الثمري، بحوالي 1087 هكتارا.
وأضاف عيسى فيلالي أنَّ الهدف وراء الملتقى، أيضا، هو إحصاء عدد المتعاملين في مجال جمع ثمار الصنوبر، «الزقوقو»، كما يعرف لدى العامّة، بحضور الشركاء الآخرين على غرار مديرية المصالح الفلاحية، ومصالح الأمن، ومختصي التغذية، وحتى ممثلي البلديات المعنية بالثروة الغابية، وإيجاد مخارج قانونية لكيفية استغلال الثروة المذكورة، دون الإخلال بالقانون والطبيعة.
كما طرح المشاركون في اللقاء، عديد المشاكل التي تعترض استثماراتهم في مجال الثروة الغابية غير الخشبية، والشجارات المتكرّرة مع ناهبي الصنوبر، الذي ينتج دخلا بالعملة الصعبة لا يمكن تصوره، مقابل تهافت التونسيين على شرائه بـ 1000 دج، للكيس الكبير، في السوق السوداء، وإعادة بيعه للأجانب من إيطاليا وتركيا، لاستعماله في الطبخ وصناعة الحلويات، حيث أن سعره مرتفع في السوق العالمية، إذ يباع الكيلوغرام الواحد بعد تحضيره بـ 12000 دج.
من جهة أخرى، طرح بعض المستثمرين في مجال تربية الحلزون والنحل، واستصلاح الأراضي المجاورة للجبال، مشكلة الدعم، وهو ما ردَّ عليه ممثل محافظة الغابات لولاية قسنطينة، وممثلي المصالح الفلاحية بضرورة الاجتهاد، والبحث عن مصادر أخرى للتمويل، للوصول إلى النتائج المرجوة، بعدما قدَّمت الدولة مساحات بين 10 و15 هكتارا، في إطار أراضي الامتياز، لكنَّها بقيت غير مستصلحة ولا مستغلّة.
و قال ممثل «أونساج» إنَّ الوكالة تفتح أبوابها للراغبين في إنشاء مؤسسات في القطاع، ومرافقتهم، وتكوينهم، ومنحهم القروض المالية اللازمة لمساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني.
إن اللقاء الذي نظم في محافظة أمس الأول الخميس، جاء من أجل الحديث عن تثمين المنتوجات الغابية غير الخشبية، على غرار الثمار والغلال والحلزون والطيور، وغيرها، وتقديم إحصاءات دقيقة للجهات المختصّة، ومن ثمَّ التحول إلى إنشاء مشاريع نظامية للقرويين القاطنين بالقرب من الغابات، لاستغلالها، خصوصا الجامعيين.
فاتح/ خ