انتهت الأشغال الكبرى لعملية إعادة الاعتبار لفندق سيرتا بوسط مدينة قسنطينة، حيث يرتقب استلامه في أجل قريب، فيما ينتظر وصول تجهيزات المطابخ من أجل تركيبها، بعد أن أنهت المؤسسة المشرفة على الأشغال إنجاز طريق بمحيط المرفق يوم أمس.
وزرنا ورشة الأشغال المفتوحة منذ سنوات بوسط مدينة قسنطينة، حيث تصادف وجودنا مع انتهاء عملية تعبيد الطريق المؤدي عبر ساحة «كركري» ولاحظنا أحد العمال يقوم بإحكام إغلاق غطاء إسمنتي لبالوعة في وسط الطريق باستخدام الخرسانة، في حين أوضح لنا بعض من التقينا بهم بالورشة أن الطريق صارت جاهزة لمرور المركبات عليها ويبقى صدور القرار بفتحها، في وقت كان فيه عمال البلدية يقومون بتهيئة ضفتي الطريق عند المدخل قدوما من شارع زعبان، حيث وجدنا عمالا يقومون بصفّ حجارة لإنجاز ممر لعبور الراجلين على جهة من الساحة، بينما خضع جزء آخر من الأرضية للتهيئة باستخدام الخرسانة، فضلا عن إنجاز جدار دعم عند المحور الدائري مع شارع زعبان. ولم تُتمّ مصالح البلدية هدمَ سلالم دائرية معدة للجلوس وأنجزت على شاكلة المسارح الرومانية، حيث تبدو عليها بعض من آثار الآليات التي استخدمت من قبل لدكّ أجزاء منها في إطار السعي إلى إزالتها.
ولاحظنا بالمكان عمالا صينيين تابعين لمشروع ترميم سيرتا يقومون بإزالة أعمدة سقالة من محيط أقواس إسمنتية بُنيَتْ كمداخل لطريق ساحة «كركري»’, بحيث تتوافق مع تصميم الفندق رغم أنها لم تُدهن بعد، حيث سبق لوالي قسنطينة الحالي أن صرح أن المؤسسة العمومية لتسيير الفنادق أخذت إعادة بناء هذا الجزء على عاتقها، بعد أن هدمت المداخل القديمة التي شيدتها البلدية قبل عديد السنوات في إطار عملية إعادة اعتبار «شاملة» لساحة «كركري» كلفت أكثر من 14 مليار سنتيم وسلمت الساحة في 2010، كما صرح الوالي الحالي أن جزءا من الساحة المذكورة سيحول إلى حظيرة للسيارات، ليخصص الجزء الآخر منها كفضاء للراحة، فيما ستعود المحلات الموجودة في المداخل الجديدة إلى أصحابها عند الانتهاء من العملية.
طريق كركري صار جاهزا
وذكر مدير السياحة لولاية قسنطينة، نور الدين بونافع، في اتصال بالنصر، أن الأشغال الكبرى على مستوى الفندق قد اكتملت، في حين يرتقب خروج التجهيزات الخاصة بالمطابخ من الميناء من أجل نقلها إلى قسنطينة وتركيبها بالفندق، الذي وضعت فيه العديد من التجهيزات الأخرى بحسب ما أكده محدثنا، فيما لم يحدد المدير موعدا للتسليم واكتفى بالتصريح أن التسليم سيكون قريبا. وصرح نفس المصدر أن الطريق الجديد الذي سيفتح سيكون مفتوحا للذهاب والإياب أمام المركبات المتوجهة نحو شارع رحماني عاشور من شارع زعبان أو العكس.
ورصدنا خلال تجولنا بمحيط ورشة الفندق أن زجاج النوافذ قد ركب، كما انتهت عملية الطلاء الخارجية، في حين نصبت مجموعة من الكاميرات، بالإضافة إلى مصابيح للإنارة على البوابة الرئيسية للفندق المواجهة لمحطة سيارات الأجرة التي ينقل أصحابها إلى الخروب وماسينيسا، حيث يُرتقب إغلاق هذا الجزء الخاص بالمدخل من طريق المركبات بعد فتح طريق “كركري”، بحسب ما أكده مدير السياحة في اتصالنا به.
وأكد لنا مصدر من الورشة أن عملية إعادة الاعتبار واجهت بعض العراقيل ما جعلها تستغرق مدة أكبر مما كان مبرمجا، حيث ضرب لنا المثال بمحلات بائعي الصوف التي تم هدمها لبناء جزء مهم من الفندق، لكن إزالتها استغرقت حوالي عامين بسبب رفض التجار مغادرة المكان.
ونبه المدير في حديثه إلينا أنه لا يمكنه تقديم رقم عن القيمة المالية التي كلفتها عملية إعادة الاعتبار، بسبب تخصيص مبالغ إضافية خلال أشغال ترميم الفندق الذي مُنح تسييره لشركة “ماريوت”، فيما نقلت وكالة الأنباء العام الماضي عن مسؤول بشركة الاستثمار الفندقي أن تكلفة عملية إعادة الاعتبار وصلت إلى 460 مليار سنتيم.
ويُذكر أن عملية إعادة الاعتبار لفندق سيرتا برمجت بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمةً للثقافة العربية، حيث انطلقت الأشغال على مستواه في سنة 2014، لكنها ما تزال مستمرة إلى غاية اليوم بعد خمس سنوات مسجلة تأخرا بثلاث سنوات ونصف بعد أن كان يفترض أن تستغرق الأشغال 18 شهرا، حيث واجهت الورشة مخاطر انزلاق استدعت العمل بوتيرة بطيئة خوفا من التأثير على الأساسات القديمة للفندق الذي يعود للعهد الاستعماري، بحسب ما أكده والي قسنطينة في سنة 2017 التي توقفت خلالها الأشغال لعدة أشهر أيضا، كما أنه سبق لبلدية قسنطينة قبل سنوات وأن عرقلت إنجاز محول كهربائي من طرف الشركة المشرفة على الترميم واتهمتها بالبناء دون رخصة وتهديم سلالم من ساحة “كركري”، قبل أن تُسجّل معارضة لغلق محور شارع رحماني عاشور العام الماضي.
سامي.ح