أضحى مستشفى الدكتور حفيظ بوجمعة المعروف بقسنطينة باسم مستشفى «البير» ينافس المستشفى الجامعي ابن باديس في الخدمات التي يقدمها للمواطن من خلال طاقمه البشري أو الإمكانات والتجهيزات الطبية التي يتوفر عليها، بل و أصبح العنوان الأول للمرضى خاصة في مجال الجراحة العامة والولادة، رغم عدم وجود معيار للمقارنة بين المؤسستين.
واستطاع المستشفى كسر الصورة النمطية لدى المواطنين عن المؤسسات الاستشفائية العمومية، تمكن من خلالها منافسة المصحات الخاصة، وجعلت منه مقصدا لمئات المواطنين من أغلب بلديات الولاية، وذلك بسبب السمعة الجيدة التي يتمتع بها.
وتمكن، مستشفى حفيظ بوجمعة، حسب ما أكده مديره «نذير طايق» خلال الزيارة التي قامت بها «النصر»، من تخطي الصورة السلبية التي ارتسمت على المؤسسات الصحية بالجزائر في الفترة الأخيرة، ليكتسب سمعة وشهرة كبيرة بولاية قسنطينة التي لا يزال قطاع الصحة بها يعاني كثيرا، خصوصا وأنه قبلة لعدد كبير من الولايات بالجهة الشرقية والجنوبية للبلاد.
وفي ظل السمعة الطيبة التي أضحى مستشفى «البير» يتمتع بها لدى المرضى، أضحى المقصد الأول للكثيرين، ليتفوق على المستشفيات الكبرى على غرار المستشفى الجامعي ابن باديس، رغم أن هذا الأخير يحتوي على عدد كبير وهام من الأطباء المختصين وذوي الخبرة الطويلة.
واستنادا للأرقام التي أعلن عنها الطبيب المنسق بمستشفى البير الدكتور محمد ياسين أمين خوجة، فإن مصلحة الاستعجالات وحدها تستقبل يوميا بين 250 إلى 300 مريض، وهو ما يعد حسبه رقم كبير مقارنة مع باقي المؤسسات الاستشفائية الأخرى، موضحا أن الرقم في زيادة كل سنة بحوالي 10 في المائة، ليضيف أن المصلحة في سنة 2013 استقبلت حوالي 69 ألف مريض، لتقفز سنة 2014 إلى حوالي 78 ألف مريض.
واستنادا لذات المتحدث، فإنه وبالرغم من أن المؤسسة محاطة بعدد كبير من العيادات المتعددة الخدمات، والمستشفيات العمومية والخاصة، إلى جانب عمليات الترحيل الكبيرة التي مكنت من خفض عدد السكان بإقليم اختصاص، إلا أن عدد المرضى في تزايد مستمر، وذلك لما أصبح المستشفى يتوفر عليه من إمكانات مادية وبشرية.
ويتوفر المستشفى الذي يحتوي على 120 سرير، على طاقم طبي مكون من 35 طبيبا عاما، 63 طبيبا مختصا، إضافة إلى 200 شبه طبي موزعين على عدد من المصالح، هي مصلحة الأمراض المعدية، الأمراض الداخلية، الأطفال، الجراحة العامة، التوليد، الاستعجالات الطبية، زيادة على مخبر ومصلحة الفحص بالأشعة.
تعتبر مصلحة الجراحة العامة من أهم المصالح بمستشفى البير، حيث يظهر ذلك في الإمكانات الموفرة، إضافة إلى التقنيات المستخدمة، والتي لا تتوفر إلا في المستشفيات الخاصة، كنظام تنبيه و استدعاء الممرض، حيث بإمكان أي مريض ماكث بالمصلحة أن يستدعي الممرض من أي مكان يكون فيه حتى في الحمام.
ويخضع النظام حسب مدير مستشفى «البير» للمراقبة، وذلك للتعرف على مدى تجاوب الممرض لنداء المريض والسرعة في الوصول إليه، كون الممرض لن يتمكن من توقيف النداء إلا عند الوصول إلى المريض.
كما تخضع مصلحة الجراحة العامة إلى نظام تعقيم دقيق جدا حسب ما أكده لنا الطبيب المنسق، والذي أوضح أن هذه المصلحة تجري يوميا ما معدله بين 6 إلى 8 عمليات جراحية دون احتساب العمليات الجراحية المستعجلة.
إدارة مستشفى «البير» وبالتشاور مع الأطباء وبإشراف طبيبة مختصة في النظافة الاستشفائية، ألغت عبر كافة المصالح الطبية العمل بالأغطية والأفرشة العادية، والتي كانت تحول إلى المغسلة قبل استخدامها مرة أخرى من قبل مرضى آخرين، حيث يتم استخدام أغطية وأفرشة تستخدم مرة واحدة فقط، وهو نفس الأمر بالنسبة للأواني التي تقدم بها الأطعمة للمرضى.
كما يولي المستشفى اهتماما غير عادي بالنظافة، وذلك تحت إشراف طبيبة مختصة، حيث لا يخيل للزائر أنه داخل مستشفى عمومي، بل وأن المصالح تتفوق على عدد كبير من المستشفيات الخاصة في هذه النقطة.
زيادة على هذا فإن غرف المرضى مزودة بكل ما يحتاجه المريض، إضافة إلى تلفاز موصول بعدد من الفضائيات، إلى جانب ثلاجة ومبرد.
وضعت إدارة مستشفى حفيظ بوجمعة 16 كاميرا رقمية من أجل إخضاع المبنى للمراقبة الدقيقة والشاملة، إلى جانب عدد هام من أعوان الأمن، حيث يخضع المستشفى لمراقبة صارمة وذلك تفاديا لوقوع أية حوادث يمكن أن تمس بالمرضى وكل من يتواجد داخل المستشفى. كما تم إنشاء موقع الكتروني وبريد الكتروني مخصص للمرضى والمواطنين من أجل تقديم شكاويهم، ومختلف الانشغالات، وهي الخطوة التي تفتقر لها أغلبية المؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة.
و لم تغفل الإدارة أيضا تعميم نظام الإعلام الآلي على كافة المصالح، حيث تتوفر كل مصلحة على برنامج خاص بها، على غرار تسيير المخزن ومصلحة الأرشيف التي تمكنت من الاستغناء على أطنان من الأوراق من خلال تخزين المعلومات على النظام.
زيادة على هذا، فإن الإدارة بصدد وضع ميكانيزمات جديدة للتواصل، من خلال تخصيص صناديق شفافة تستقبل فيها شكاوى المواطنين والمرضى والعمال.
أكد مدير مستشفى «البير»، أن العمل الذي انطلق في تقديمه منذ فترة حوالي سنة ونصف، مكن المستشفى من الوصول إلى تحقيق كافة الشروط والمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أنه يسعى إلى جانب الطاقمين الإداري والطبي إلى مواصلة المشوار.
وأضاف المسؤول، نشكو من بعض النقائص مثل نقص الأمن خاصة في الفترة الليلية، إلى جانب نقص في أطباء الإنعاش، إذ لا يتوفر المرفق إلا على طبيب واحد فقط، إضافة إلى انعدام مساحة أخرى تمكن من تنفيذ مشاريع توسعة بالمستشفى الذي يفتقر لعدد من الاختصاصات. كما أن ندرة مقاولات بناء مختصة في المؤسسات الاستشفائية يصعب من إتمام بعض المشاريع مثل مشروع توسعة مصلحة الاستعجالات الطبية.
روبورتاج/ عبد الله بودبابة