استهدفت عمليّات سرقة متكرّرة خلال الفترة الأخيرة، سيّارات الأطبّاء المقيمين التّابعين للمستشفى الجامعيّ ابن باديس بقسنطينة، كما سُجّلت محاولة لتحطيم باب إحدى الوحدات بإقامتهم القريبة من حي محمد لوصيف.
ويعيش الأطبّاء في خوفٍ يوميّ من وقوع السّرقات، حيث تنقّلنا إلى الإقامة القريبة من المستشفى الجامعي أعلى حيّ محمد لوصيف، المعروف سابقا باسم “غايار”، حيث تتشكّل من ثلاث عمارات يسكنها حوالي خمسمئة طبيبٍ مقيمٍ تابعين لمستشفى ابن باديس وموزّعين على وحداتٍ صغيرة.
والتقينا بمجموعة من المقيمين في الحي المحاذي للمقبرة اليهوديّة، حيث أخبرونا أنّ خمس سرقات قد سُجّلت في الشّهرين الأخيرين، واستهدفت جميعُها سيّارات الأطبّاء المركونة في الحيّ، من بينها مركبةٌ تعرّضت لسرقة العجلات، في حين أُفْرِغَت إطارات مركبةٍ أخرى من الهواء.
وأضاف محدّثونا أنّ سيّارة أخرى قد تعرّضت لسرقة عجلةٍ، بينما خُرّب الزّجاج الخلفيّ لمركبة أخرى، ولمّا فشل اللّصوص في الاستيلاء عليها أو أيّ شيء منها، قاموا بتخريب بعض أجزائها، في حين كُسِر الزّجاجُ الجانبيّ لمركبة أخرى.
و وصف محدّثونا عمليّات السّرقة المسجّلة في الإقامة بأنّها تتّبع منهجيّة واضحة في استهداف الأطبّاء المُقيمين، معبّرين عن تخوّفهم من انتقال الفاعلين، الذين يجهلونهم، إلى استهداف الوحدات السكنيّة، خصوصا بعد تسجيل محاولة كسر قفل أحد الأبواب.
وذكر لنا الأطبّاء المُقيمون أنّ الوضعية المذكورة دفعت بالكثيرين منهم إلى تفضيل خيار ركن سيّاراتهم بالحظيرة التّابعة للمستشفى الجامعي والعودة إلى سكناتهم مشيا على الأقدام، رغم أنّ ذلك لا يخلو من خطورة التّعرّض لاعتداءات من طرف منحرفين في الطّريق، بسبب انعدام الإنارة العموميّة في جزء معتبر من المسلك وفي محيط العمارات ونقص الحركة البشريّة في الحيّ، الذي لا يتوفّر على أيّة محلات أو أيّ نشاط خدماتيّ آخر، فضلا عن أنّه يقع على طرف المدينة. ونبّهت نفس المصادر إلى مشكلة انعدام الإنارة داخل سلالم العمارات، بالإضافة إلى نقص النّظافة.
وأخبرنا المقيمون أنّ إدارة المستشفى الجامعي كانت توظّف من قبل حارسين، يعمل أحدهما في الفترة النّهاريّة بينما يستخلفه زميلٌ له خلال المساء، لكنّ الحارس المسائيّ غادر منذ عامين لأسباب قالوا أنّهم يجهلونها، في حين أكّدوا لنا أنّهم طرحوا القضيّة على المدير العام للمستشفى فأخبرهم أنّ الإقامة تابعةٌ لديوان التّرقية والتّسيير العقاريّ، و”هو من ينبغي أن يتكفّل بالأمر”، لكنّهم أكّدوا أن الحارس النّهاري ما زال يعمل، فضلا عن أنّ إدارة المستشفى هي من تمنح الوحدات السّكنيّة للمقيمين، الذين يدفعون لها مبلغ كراء شهريّ مقابل الاستغلال، ولا يمكنهم الحصول على الشّهادة عند نهاية تكوينهم دون تقديم تبرئة تؤكّد أنّهم دفعوا هذه المستحقّات.
ولجأ الأطبّاء المقيمون منذ مدّة إلى الاشتراك وتعيين حارس ليليّ للحي، لكنّه غادر بعد فترة من العمل، في حين أكّدوا لنا أنّه من المُحتمل أن يُعيّنوا حارسًا جديدا اليوم الأحد، موضّحين أنّه من المُفترض أن يُبنى مدخلٌ وحائطُ سياجٍ حول الإقامة. وقد حاولنا الحصول على توضيح من المدير العام للمستشفى الجامعي يوم أمس لكنّ تعذّر الاتّصال حال دون ذلك.
سامي.ح