تعرف مصلحة كوفيد بمستشفى البير في قسنطينة، تراجعا محسوسا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، حيث سجل شغور ما يزيد عن 40 بالمئة من الأسرة المخصصة لهذا الغرض، في حين ستعمل الإدارة على إنجاز دراسة تقنية ومالية لوضع «سكانير» بعد أن أبدت نقابة شبه الطبيين و جمعيات خيرية رغبتها في تزويد المؤسسة بهذا الجهاز.
وأفاد مدير المؤسسة الاستشفائية البير بن داود رفيق في اتصال بالنصر، أن المستشفى استقبل منذ بداية الجائحة، ما يقارب ألف حالة مشتبه في إصابتها، حيث تم تشخيص أزيد من 600 حالة إيجابية منها من استشفيت نهائيا داخل مختلف مصالح المؤسسة، في حين تم التكفل بالعديد من المرضى لفترة زمنية ثم وجهوا للحجر المنزلي كما استفاد جزء من الفحص ومنحت لهم وصفات طبية من أجل العلاج في المنزل.
ولفت المتحدث، إلى وجود ارتفاع كبير في منحى الإصابات خلال الفترة الممتدة ما بين شهر جوان والأسبوع الأخير الذي سبق عيد الأضحى، حيث كانت مصلحة كوفيد تستقبل ما يقارب 180 حالة يوميا، 20 بالمئة منها يتم قبولها للاستشفاء الداخلي، في حين لجأت إدارة المؤسسة إلى رفع طاقة الاستيعاب لتصل إلى 90 بالمئة من عدد الأسرة وتم الحفاظ على عدد قليل منها لفائدة قسم أمراض الأطفال وكذا العمليات الجراحية، كما أكد أن المرضى كانوا ينتظرون لمدة تزيد عن 3 أيام من أجل حجز سرير للعلاج الداخلي.
وتابع بن داود، أن عدد الوفيات ارتفع أيضا في تلك الفترة إذ كانت تسجل تقريبا 3 وفيات يوميا في الشهر الماضي، قبل أن يتغير الوضع نحو الأحسن خلال الأسابيع الأخيرة، حيث عرف منحى الإصابات تنازلا ملحوظا إذ لا يتجاوز عدد المرضى الذي يقصدون المصلحة 50 شخصا في أسوء الأحوال في حين سجل شغور 40 بالمئة من الأسرة.
وأكد المتحدث، أنه يتم إدخال ما بين 8 و 5 حالات يوميا إلى المصالح والبقية توجه إلى الاستشفاء المنزلي، لكنه ذكر أن غالبية الحالات التي تتلقى العلاج تتنفس بواسطة أجهزة الأوكسجين خلافا لما كان عليه الأمر في بداية الوباء، كما أكد وجود انخفاض في عدد الوفيات وارتفاع في حالات الشفاء.
وبالنسبة للطواقم الطبية ومستخدمي المؤسسة، فقد ذكر المدير أنه سجل إصابة أزيد من 40 موظفا بمختلف المصالح الطبية أو الإدارية وذلك بسبب الضغط الكبير، الذي عرفته المؤسسة خلال الأشهر الأخيرة، إذ كانت تستقبل قرابة 50 بالمئة من الحالات المشتبه في إصابتها عبر تراب الولاية لاسيما وأن كل من يقصد المستشفى، مثلما قال، كانت لديه أعراض أو تحاليل وفحوصات تثبت تعرضه للإصابة بالفيروس.
وأوضح المدير، أن المستشفى قد عرف نقصا في الألبسة الوقائية في ذروة الإصابات، بعد أن سجلت وفرة في 3 أشهر الأولى للوباء، حيث كان المستخدمون يستفيدون من 90 بدلة يوميا قبل أن يسجل تذبذب وتضطر الإدارة إلى الاقتصاد في استخدامها بسبب تسجيل ندرة سواء لدى الصيدلية المركزية أو لدى الخواص، لكنه أكد أن الوضع يتحسن يوما بعد يوم.
وبخصوص نسبة استهلاك الأوكسجين فقد سجل تراجع خلال الفترة الأخيرة، إذ يتم ملء الخزان مرة كل 5 أيام خلافا للسابق أين يتم ملؤه مرة واحدة في 48 ساعة، وأعلن بن داود عن الشروع في إنجاز خبرة لتوسعة مصادر الأوكسجين بكل أقسام المؤسسة، كما أشار إلى استعانته بالعبوات وذلك لتعويض النقص بالمصالح التي تفتقد إلى شبكات الأوكسجين، لاسيما وأن 90 بالمئة من المرضى لا يمكنهم التنفس إلا بواسطته.
وأعلنت نقابة شبه الطبيين «ساب” عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، عن سعيها رفقة محسنين من أجل اقتناء جهاز سكانير لمؤسسة البير، حيث ذكر المدير أنه على علم بالأمر لاسيما وأن جمعيات خيرية قد تحدثت عن رغبتها في توفيره للمستشفى، مشيرا إلى أن الإدارة شرعت في إنجاز دراسة مالية، و تم تكليف أطباء متخصصين في العلاج بالأشعة بإعداد دراسة تقنية، موضحا أن الإجراء يتطلب تدقيقا وتخطيطا لاسيما للمرحلة التي تلي عملية تركيب الجهاز وما يتبعها من تكاليف صيانة وتسيير. لقمان/ق