عرفت مختلف المكاتب البريدية بولاية قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين على استخراج البطاقة الذهبية، ما تسبب في حدوث تزاحم و فوضى، لتبقى مظاهر عدم احترام البروتوكول الصحي متواصلة منذ تفشي فيروس كورونا.
وتنقلت النصر خلال الأيام الماضية إلى مختلف المكاتب البريدية، و وقفت على الإقبال الكبير من المواطنين على استخراج البطاقات الذهبية، والفوضى التي عمت جل المراكز التي زرناها، حيث لم يحترم المواطنون مسافة الأمان فيما كان جلهم لا يضعون كمامات واقية.
ففي المكتب البريدي الواقع بحي «الاستقلال» بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، تكررت المظاهر ذاتها أمام المداخل منذ تفشي كوفيد 19، من خلال تشكل طابور طويل من المواطنين، فيما لجأ آخرون للجلوس على الأرض إلى غاية وصول دورهم، وقال البعض منهم إنهم ينتظرون منذ ساعات من أجل استخراج مبلغ مالي.
أما بالمكتب الواقع في وسط مدينة علي منجلي، فقد كان عدد كبير من المواطنين يقفون مباشرة أمام باب المرفق، لنجد عون أمن يقوم بتوزيع قصاصات ورقية على الزبائن، فيما كان المكتب شبه خالي في الداخل، حيث لم يزد عدد المتواجدين به عن 3 أشخاص فيما تزاحم العشرات خارجه.
واستفسرنا بعض الموظفين عن سبب الإقبال الكبير للمواطنين على مكاتب البريد رغم أن الفترة لا تخص استخراج المعاشات، فردوا بأن تلك الجموع تنقلت للحصول على البطاقة الذهبية، وهو ما جعل الضغط يزيد على العمال الذين وجدوا صعوبة بالغة في تسيير العدد الهائل من المواطنين.
و في مكتب حي دقسي عبد السلام و الذي يعد أحد مراكز البريد الرئيسية بمدينة قسنطينة، وجدنا طابورا طويلا من المواطنين، حيث سألنا عن سبب التزاحم، فأجاب جميع من تحدثنا إليهم بأنهم يرغبون في استخراج البطاقة الذهبية.
سرنا لعشرات الأمتار نحو المكتب البريدي بحي سيدي مبروك السفلي، ولاحظنا مواطنين يفترشون الأرض وآخرين يجلون على الرصيف، في انتظار وصول دورهم، وقد أخبرنا أحدهم أنه جاء ليستخرج البطاقة الذهبية أيضا، ولكنه يقف في الطابور لمدة تجاوزت الساعتين، موضحا أنه يفضل تكبد عناء التزاحم ليوم واحد على أن ينتظر كل شهر من أجل استخراج أجرته، خاصة وأن هذه البطاقة تتيح له فرصة سحب أمواله من الموزع الآلي.
كما قالت سيدة تقف في ذات الطابور، إن موظفين بالمكاتب البريدية يستغرقون وقتا طويلا يقارب 45 دقيقة، من أجل منح البطاقة لمواطن واحد، مضيفة أنه بهذه الوتيرة لن يتم تسليم أكثر من 8 بطاقات يوميا.
و بينما كنا بصدد المغادرة سمعنا أصوات تتعالى داخل المكتب البريدي، انتظرنا لبرهة، لنكتشف أن شيخا دخل في ملاسنات مع أحد الموظفين، بسبب منحه المعاش بأوراق نقدية من فئة 500 دج وكلها متلفة حسبه، بينما اشتكى مواطنون من نوعية الأوراق النقدية من هذه الفئة و قالوا إن لونها يميل للسواد كما أنها ممزقة.
وحاولنا معرفة الإحصائيات المتعلقة بسحب البطاقة الذهبية، من طرف مدير البريد بقسنطينة، لكن علمنا منه أنه يتواجد في
عطلة. حاتم/ب