تم مؤخرا فتح مفترق الطرق الأربعة بعلي منجلي بقسنطينة، التابع لمشروع توسعة الترامواي، بعد سنوات من التأخر إثر تسجيل اختلالات تقنية في الأنبوب الأيمن، في حين يشتكي تجار على طول خط المشروع من تعرضهم لخسائر فادحة بسبب غلق المنافذ وتأخر عملية الإنجاز.
ولاحظت النصر، في الفترة الأخيرة، أن القائمين على مشروع إنجاز النفق قد فتحوا الأنبوب الأيمن، بعد أزيد من سنتين من التأخر في الإنجاز حيث كان من المفترض أن يسلم شهر جويلية من العام الماضي، لكن تم تسجيل اختلالات تقنية كثيرة أدت إلى تدعميه مجددا بالخرسانة، في حين عرفت عملية التهيئة الداخلية تعثرا كبيرا ما أجل عملية فتحه في أكثر من مناسبة.
وأضفت عملية فتح الأنبوب الأيمن، مرونة على السير لكن ليس بالمستوى المطلوب، حيث أن عدم استكمال أشغال تهيئة المقطع الممتد من حي كوسيدار باتجاه مفترق الطرق الأربعة تسبب في عرقلة حركة السير، و زاد الأمر حدة تأخر إنجاز الممر العلوي على مستوى حي الاستقلال الذي لم تتجاوز نسبة الأشغال به سقف 40 بالمئة، بحسب ما أكدته أرقام رسمية.
ويعرف مشروع الترامواي تأخرا كبيرا، حيث ما تزال الأشغال تسير ببطء على مستوى العديد من المقاطع وفق ما لاحظته النصر، إذ ما تزال عملية تحويل الشبكات جارية على مستوى مفترق الطرق كوسيدار والأمر نفسه بالنسبة لتهيئة الأنفاق، كما ينتظر أن يتم غلق محور الدوران الكائن على مستوى جامعة عبد الحميد مهري لاستكمال أشغال السكة.
ورغم أن الجهات القائمة على المشروع، قد أكدت أن التسليم سيكون قبل نهاية العام الجاري، إلا أن مسؤولين بالورشة استبعدوا الوفاء بهذه الآجال، حيث ذكروا للنصر، أنه لابد من استكمال إنجاز الممر العلوي فضلا عن أشغال الكهرباء و وضع الخرسانة والسكة بالعديد من النقاط، مؤكدين أنه تم تدعيم نقطة حي الاستقلال بعدد كاف من العامل يعملون على مدار 15 ساعة يوميا.
وأكد مسؤول بالورشة للنصر، أنه بالموازاة مع عملية الإنجاز شُرع في أشغال تهيئة الطرقات والأرصفة بالعديد من النقاط على غرار ما تم إنجازه بحي كوسيدار ونقطة دوران «الفيرمة» فضلا عن نقطة التقاطع الكائنة بمحاذاة عمارات «عدل» بالوحدة الجوارية 9، حيث أكد أنه سيتم إنجازها بمعايير ذات بعد جمالي كما من شأنها أن تغير صورة الأحياء التي تمر من خلالها هذه الوسيلة العصرية.
وفي نفس السياق، أكد تجار وأصحاب شركات خدمات، في مختلف المجالات أنهم تعرضوا لخسائر مادية فادحة، حيث أفاد صيدلي على مستوى حي «جيكو» أنه تم إغلاق الطريق على مستوى الحي منذ أزيد من عام و نصف، إذ تم إخبارهم في تلك الفترة أن العملية لن تستغرق وقتا طويلا لكن ذلك لم يتم، ليتكبد بعدها خسائر معتبرة كان آخرها انتهاء صلاحية أدوية تقدر قيمتها المالية بـ 150 مليون سنتيم قبل أن يتوجه إلى العدالة ويقدم شكوى بعد معاينة محضر قضائي لمحله.
ولفت المتحدث، أنه ومنذ غلق الطريق تراجعت الحركية بشكل كبير جدا، في حين لجأ أصحاب محلات «فاست فود» إلى غلق متاجرهم، وهو حال العديد من الأطباء بالعمارات الموجودة بالحي، في حين اشتكى تجار ملابس ومطاعم بحيي «كوسيدار» و»الفيرمة»، من تراجع كبير في مردوديتهم إذ لا توجد أماكن للركن، كما تسببت الأتربة في عزوف الزبائن عن الجلوس بالمقاهي والتجول بالمساحات التجارية، مطالبين بتسريع وتيرة الإنجاز وإنقاذهم من شبح الإفلاس.
لقمان/ق
