ارتفعت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء بشكل كبير عشية المولد النبوي الشريف بأسواق قسنطينة، حيث أوعزت فيدرالية تجار الجملة الأمر إلى جشع الوسطاء والمضاربين الذين فرضوا زيادات وصلت إلى 100 بالمئة في بعض المواد واسعة الاستهلاك، في حين سجل عدم احترام للتسعيرة القانونية لمادة السميد.
ووقفت النصر في جولة استطلاعية، عبر مختلف أسواق مدينتي قسنطينة وعلي منجلي على ارتفاع رهيب في مختلف أنواع الخضر والفواكه، في ظاهرة أصبحت تتكرر في كل موسم في حين كانت المساحات التجارية تعج بالمواطنين الذين بدوا مندهشين من الأسعار، التي قفزت إلى مستويات قياسية في ظرف 24 ساعة، في حين كان غالبيتهم يسأل عن السعر ويغادر متذمرا ومسرعا.
وتراوح سعر البطاطا من النوعية الجيدة بين 55 و 65 دينارا عبر مختلف الأسواق في حين أن ثمنها كان لا يتجاوز 50 دينارا قبل يومين فقط، كما قفزت أسعار الطماطم إلى أزيد من 100 دينار في غالبية النقاط علما أن سعرها لم يكن يتجاوز 70 دينارا كما وصل سعر الفلفل بنوعيه إلى 150 دينارا، علما أن ثمنه لم يكن ليتجاوز 120 دينارا.
و وصلت أسعار الفاصولياء الخضراء “الزاليقو” إلى 150 دينارا فيما لامس سعر الجزر سقف 100 دينار وبلغ الخس 160 دينارا وتراوحت القرعة “الجريوات” بين 150 و 160 دينارا، علما أن سعرها قبل يوم فقط كان لا يتجاوز 100 دينار في أسواق التجزئة أما في الجملة فقد بلغ 80 دينارا.
أما أسعار اللحوم البيضاء، فقد واصلت ارتفاعها رغم تأكيد وزارة الفلاحة قبل أسبوع بإدخال كميات معتبرة من هذه المادة إلى الأسواق لكسر الأسعار المرتفعة منذ قرابة 15 يوما، حيث وصل ثمن الكيلوغرام إلى 340 دينارا وسط عزوف من المواطنين عن اقتنائها، فيما أوعز أحد المربين الغلاء المسجل إلى قلة العرض وتضاعف الطلب في الفترة الأخيرة، ناهيك عن توقف العديد من الناشطين في المجال عن العمل، بسبب الخسائر التي تعرضوا لها في فصل الصيف المنصرم.
أسعار الفواكه وعلى قلتها، سجلت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا فقد وصل سعر الرمان إلى 240 دينارا في حين أن ثمنه كان لا يتجاوز 180 دينارا، أما التفاح المحلي فقد وصل سعر النوعية المتوسطة منه إلى 350 دينارا أما الجيدة فقد تجاوز ثمنها 500 دينار، فيما عرف سعر الموز تراجعا إذ تراوح بين 160 و 190 دينارا، علما أن المواطنين طالما علقوا على أسباب انخفاض أسعار هذه المادة المستوردة مقارنة بالمنتوج المحلي.
واستغل تجار التهافت الكبير على اقتناء السميد، بعد انتشار إشاعات حول وجود ندرة في هذه المادة، حيث عمدوا إلى رفع الأسعار لاسيما العلامات ذات النوعية الجيدة، إذ وقفنا على وجود زيادات في ثمن الأكياس ذات وزن 10 كيلوغرامات إذ بلغ سعره في إحدى العلامات 650 دينارا علما أن الثمن المقنن لا يتجاوز 410 دنانير، فيما نفدت كميات معتبرة من المحلات خلال اليومين الماضيين قبل أن تتزود كل المحلات و تؤكد مديرية التجارة عدم وجود أي ندرة.
وأوضح رئيس فيدرالية تجار الجملة، بوحلايس عمار، أن كل المنتجات متوفرة بشكل كبير في أسواق الجملة، إذ كانت الأسعار مستقرة قبل يوم فقط قبل أن ترتفع صبيحة أمس سواء لدى الفلاح أو لدى بعض «أشباه» تجار الجملة، لكنه ذكر أن الأسعار المتداولة بأسواق التجزئة مبالغ فيها جدا إذ لا يعقل أن تصل نسبة الزيادة في بعض المواد إلى 100 بالمئة.
وبلغة الأرقام، أوضح المتحدث، أن سعر البطاطا الممتازة في الجملة يتراوح بين 33 و 40 دينارا، أما الخس فلم يكن يتجاوز أمس الأول في الجملة سقف 35 دينارا قبل أن يصل صبيحة أمس إلى 80 دينارا في حين أن “الجريوات” تراوح ثمنها بين 50 إلى 60 دينارا، كما أن الطماطم مثلما أكد قد وصل سعرها لدى الوسطاء إلى 70 دينارا في الجملة علما أنه أقل لدى التجار، مشيرا إلى أن التسوق الموسمي يساعد المضاربين على فرض منطقهم بالسوق، داعيا المواطنين إلى مقاطعة السلع لتفويت الفرصة على من وصفهم بالانتهازيين.
لقمان/ق