ارتفعت أسعار لقاح الأنفلونزا لدى الصيدليات بقسنطينة ، حيث وصلت إلى حدود 1400 دينار وسط تسجيل ندرة حادة سواء لدى الخواص أو المستشفيات العمومية، التي عرفت إقبالا من طرف المواطنين لاسيما كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
و وقفت النصر، أمس، عبر العديد من الصيدليات بمدينتي قسنطينة وعلي منجلي على ندرة كبيرة في لقاح الأنفلونزا خلافا للسنوات الفارطة أين كانت تعرض كميات كبيرة دون أن يتم اقتناؤها كلها، في حين وجدنا صيدليتين فقط بعلي منجلي قد علقتا إعلانا عن توفرها لكن ما إن و لجناهما حتى وجدنا أن الكميات نفدت بسرعة كبيرة، بحسب ما أكده لنا البائعون.
و أوضح لنا صيادلة، أن الإقبال على شراء اللقاح قد ارتفع بشكل رهيب خلال العام الجاري بسبب الجائحة، حيث أبدى الكثير من المواطنين تخوفات من إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية و تشخيص حالتهم على أنها «كورونا»، كما ذكر لنا صيدلي، أنه لمس خوفا لدى فئة الكبار في السن المصابين بأمراض مزمنة، لكنه طمأنهم، كما قال، بأنه سيتم توفير كميات إضافية.
و ارتفعت أسعار اللقاح المضاد للانفلونزا الموسمية إلى الضعف بحسب ما أكد لنا صيادلة، حيث كان ثمنه في العام الماضي لا يتجاوز 560 دينارا في حين أنه وصل إلى حدود 1400 دينار، و برر صيدلي الأمر بارتفاع سعر اللقاح في السوق كما تحفظ عن ذكر مصدر شرائه، مشيرا إلى أن الصيادلة لا يتحملون أسباب هذه المشكلة التي تعد من صميم اختصاص المؤسسات الاستشفائية العمومية.
و أوضح عضو بعمادة الصيادلة بقسنطينة، أن الجزائر اقتنت كمية أولى من اللقاح ضد الانفلونزا الموسمية تقدر بـ 1.2 مليون جرعة على أن تليها عمليات أخرى في أقرب الآجال، و لفت المتحدث، إلى أن الطلب على كل المنتجات الصيدلانية عبر مختلف دول العالم يعرف ضغطا رهيبا كما أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة لتلبية مختلف احتياجات الجزائر، حيث قامت في العام الجاري باقتناء لقاح أنفلونزا ضد 4 فيروسات خلافا للعام الماضي الذي تم فيه اقتناء لقاح مضاد لثلاث سلالات فقط، و هو ما يبرر ارتفاع سعره لدى الصيدليات، مشيرا إلى أن الكميات المتوفرة ستفي بالغرض.
و أكد جل مدراء المؤسسات الاستشفائية الذين تحدثت إليهم النصر، بأن المستشفيات لم تزود بالكميات المطلوبة، حيث ذكر مدير مستشفى ديدوش مراد أنه تحصل على 60 لقاحا فقط و هو عدد لا يكفي حتى أطباء و موظفي المصحة، مؤكدا أن الأولوية في التلقيح تعود إلى عمال القطاع الذي يقاومون فيروس كورونا منذ 8 أشهر.
و ذكر محدثونا، أن المواطنين و منذ منتصف أكتوبر يقصدون يوميا مصالح الوقاية بالمستشفيات للحصول على اللقاح، مؤكدين أن الأولوية ستمنح لفئتي الكبار في السن و المصابين بأمراض مزمنة، فيما ذكروا أنهم تلقوا تطمينات من مديرية الصحة من أجل تزويدهم بكميات إضافية، مشيرين إلى أنهم لم يشرعوا في التلقيح إلى الآن بسبب عدم قدرتهم على تحديد الأولويات.
وتحصلت مديرية الصحة بقسنطينة، على حصة أولى بخمسة آلاف و ستمئة جرعة من لقاح الأنفلونزا الموسمية من أصل حصة إجمالية استفادت منها الولاية تقدر بـ 34 ألف جرعة، في حين نبه أطباء في مداخلاتهم خلال لقاء الوالي مع مسؤولين بقطاع الصحة نهاية الأسبوع الماضي، إلى ضرورة عدم الخلط بين أعراض الزكام و فيروس كورونا في التعامل مع الحالات المشتبهة. لقمان/ق