ما زالت التّهيئة الخارجيّة الجارية بوتيرة بطيئة تؤخر استلام مشروع 4 آلاف سكن عمومي إيجاري في عين عبيد بقسنطينة، حيث انتهت أشغال بناء العمارات منذ حوالي سنتين، ويفترض أن تستقبل 20 ألف نسمة كخطوة أولى نحو خلق قطب عمراني جديد سيوسع مستقبلا، بينما أبدى الوالي أمس انزعاجه من عدم دعم الورشة بالعتاد لدفع العملية وربط الموقع بالشبكات وإنشاء خزانين للمياه واستحداث نظام لحماية الموقع من الفيضانات، حتى يتسنى للسلطات المحلية تسليمه قبل نهاية السداسي الأول من العام المقبل.
وتشير البطاقة التقنية الخاصة بديوان الترقية والتسيير العقاري إلى أن عملية بناء السكنات قد انتهت بصورة تامة، بعد أن كلفت أكثر من 1055 مليار سنتيم خلال فترة ستة وعشرين شهرا من الأشغال منذ انطلاقها شهر جويلية من عام 2014، في حين مازالت أشغال الشبكات المختلفة مستمرة منذ شهر مارس من عام 2017 دون أن تتجاوز نسبة الخمسين بالمئة مستهلكة حوالي 58 مليار سنتيم من أصل ما يقارب 140 مليار سنتيم رصدت للعملية. ويعود تعثر الأشغال إلى تأخّر في تمويل المشروع، فضلا عن المدة التي استغرقتها الإجراءات الإدارية الخاصة بالصفقة، مثلما ذكره الوالي، قبل أن يبدي انزعاجه من عرض مكتب الدراسات، مشددا على ضرورة أن يقدم معطيات دقيقة حول سير الورشة بوضع مخطّط مفصّل.
ونبه المسؤول في تصريحه للصحافة أنه طلب من مكتب الدراسات تقديم المشروع بجميع جزئياته حتى يصبح من الممكن الاطلاع على الصعوبات والعوائق المسجلة ميدانيا من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة. و وجهت الولاية طلبا للسلطات المركزية من أجل تسجيل مشروع لإنجاز محطة جديدة لتصفية مياه الصرف الصحي لتدعم المحطة الموجودة في عين عبيد، بعد ترحيل السكان إلى موقع 4 آلاف سكن، في حين أشار الوالي في رده على سؤال النصر حول الأمر أن القيمة المالية للمشروع لم تحدد بعد، مؤكدا أن الطلب في طور الدراسة على مستوى الجهات المركزية الوصية، كما أوضح لنا أنه من الضروري إنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة الخاصة بالمشروع الذي يعتبر في بدايته وموجها للتوسعة مستقبلا.
ويمثل التزويد بالمياه واحدا من أهم النقاط التي شملها النقاش حول المشروع، حيث يوجد خزانان يسع الواحد منهما ألف متر مكعب في الوقت الحالي، في حين شدد المسؤول الأول على ضرورة إنجاز خزان ثان، لتؤكد مديرة الموارد المائية للولاية على أنه سيتم إنجاز خزانين، تم التكفل بهما من الجانب المالي، فيما تبلغ سعة كل واحد خمسة آلاف متر مكعب من أجل دعم القطب الجديد، قبل أن يأمر الوالي بإنشاء نظام لحماية الموقع من الفيضانات المترتبة عن مياه الأمطار بعدما سجلت حوادث مماثلة في أحياء سكنية أخرى، كما أشار إلى مجاورةَ السكنات لجبل مازلة «ما يستوجب وضع حلول استباقية» لمنع تشكل سيول المياه المنحدرة من الجبل، مثلما قال. وأضاف الوالي أن المشروع سيطرح على السلطات المركزية من أجل التمويل، بينما قال في تصريحه للصحافة أن مشاكل الفيضانات قد تترتب أيضا عن ذوبان الثلوج.
جلب الكهرباء على مسافة 25 كيلومترا من عين نحاس
أما بخصوص الربط بشبكات الطاقة، فتعتزم مؤسسة «سونلغاز» جلب مصدر كهرباء على مسافة 25 كيلومترا من محول عين نحاس، حيث أوضح ممثل المؤسسة أن «كهريف» هي من ستتكفل بالعملية، كما أن «سونلغاز» جاهزة للتكفل بالجانب المالي للمشروع، لكن الوالي اعتبر أن في الأمر تأخرا، ليؤكد ممثلّ المؤسسة أن «كهريف» لم تنه دراسة الربط بالطاقة بعد. وذكر ممثل «سونلغاز» أن جلب مصدر الكهرباء سيستغرق 5 أشهر على الأقل، فيما شدد الوالي على ضرورة تقديم التقديرات المالية في غضون أسبوع.
وأمر الوالي المكلفين بالتهيئة الخارجية بدراسة فتح منفذ ثان نحو التجمع السكني، حيث لا يوجد في الوقت الحالي إلا منفذ واحد، في حين تشير البطاقات التقنية أن طول شبكة قنوات التطهير يمتد على أكثر من 11 كيلومترا وأكثر من تسعة كيلومترات ونصف لشبكات المياه الصالحة للشرب ولم تنجز أي منها، فضلا عن أكثر من عشرة كيلومترات من الطرقات. وقد بلغت نسبة تقدم أشغال بناء مقر للأمن الحضري تسعين بالمئة في المشروع السكني، فيما لم يشرع في عملية إنجاز شبكة الغاز.
وأفاد الوالي في رده على سؤال صحفي حول زيادة الحصة الخاصة بسكان عين عبيد من المشروع السكني، بالقول أنها محددة ومعروفة من طرف السلطات، حيث سيتم الانطلاق في وضع قوائم المستفيدين من الحصة الموجهة للبلدية خلال الأسابيع القادمة. من جهة أخرى، دشن الوالي متوسطة جديدة في حي المريج حملت اسم محفوظ غربي، حيث تستوعب 500 تلميذ و مئتين بنظام النّصف داخلي، وانطلقت الدراسة فيها بثلاثمئة وسبعين تلميذا، فيما أكد المسؤول أن المطعم الخاص بها سيدخل حيز الخدمة بداية من الأحد القادم. وشدّد على دخول قاعة الإعلام الآلي في المؤسسة الخدمة في غضون أسبوع.
سامي.ح