يطالب مدراء المدارس الابتدائية ببلدية الخروب، بصرف ميزانية التسيير الخاصة بسنة 2020، بعد أن عانوا من نقص فادح في وسائل التدريس، كما تحدثوا عن تقصير في تطبيق البرتوكول الصحي بالمؤسسات، إضافة إلى انعدام الوسائل البيداغوجية ونقص فادح في العمال.
ونظم صبيحة أول أمس، عشرات المدراء احتجاجا أمام مقر بلدية الخروب، رافعين لافتات بها جملة من المطالب، أهمها، صرف ميزانية التسيير الخاصة بسنة 2020، قبل أيام من حلول العام الجديد والذي تخصص له في العادة ميزانية أخرى.
وأكد مدراء للنصر، أنهم قرروا الاحتجاج أمام مقر بلدية الخروب، بعد أن قاموا بنفس الأمر في الموسم الدراسي الفارط، كلّل حينها باجتماع ضم رئيس بلدية الخروب ورئيس الدائرة ومدير التربية، وتم حينها الخروج بمحضر رسمي موقع من المسؤولين الثلاثة ينظم الدخول المدرسي الجديد بهدف تفادي حدوث نفس المشاكل.
وأضاف المعنيون، أنهم فوجئوا بأن ذلك المحضر ظل مجرد حبر على ورق، ما جعل الأمور تعود لنقطة الصفر حسبهم، كونهم يصادفون حاليا نفس المشاكل، مشيرين أن ميزانية التسيير للعام الذي يشارف على الانقضاء لم تصرف لحد الآن.
كما قال من تحدثوا إلينا إنهم وجدوا صعوبة كبيرة في بداية الدخول المدرسي الجديد، في توفير الوسائل اللازمة بمفردهم ودون أي مساعدة من طرف البلدية، خاصة وأنهم يقتنون الوسائل المستعملة إما من جيوبهم الخاصة أو يلجؤون لاقتراضها، على غرار الأقلام التي تستعمل للكتابة على الصبورات، إضافة لوسائل أخرى.
وأوضح المحتجون، أن ميزانية التسيير عبارة عن مبلغ مالي يخصص لاقتناء مختلف الأدوات المستعملة في التدريس، وتصرف سنويا بعد مناقصة على مستوى البلدية، يتم على إثرها اختيار مكتبة معينة، من أجل الاقتناء منها مختلف الأدوات طيلة السنة، وهو ما لم يحدث هذا العام حسبهم، وبحلول سنة 2021 ستخصص ميزانية أخرى منفصلة عن الأولى.
كما اشتكى المدراء، من إشكال وصفوه "بالقديم الجدد" وهو انعدام العمال في جل الابتدائيات، حيث أكد أحدهم، أنه يسيّر مدرسة محمد وجاني في المقاطعة الإدارية علي منجلي، والتي تضم 13 أستاذا دون توفر أي حارس أمن أو عامل، رغم وقوعها حسبه في مكان معزول، مضيفا أنه يصادف مشكلة في فتح الأبواب لأنه لا يوجد من يتكفل بذلك، مضيفا أن جل الابتدائيات الأخرى تعاني من نفس الإشكال.
وقال مدير آخر، إنه صادف توفر بعض القطاعات الأخرى على عدد معتبر من حراس الأمن على غرار قاعات الرياضة والتي تتوفر على أكثر من 4 حراس كما هو الحال مع خزانات المياه.
واشتكى محتجون، من عدم مشاركة البلدية في البرتوكول الصحي داخل المدارس، بسبب الكميات القليلة جدا حسبهم من مواد التعقيم والتي تبقى غير كافية تماما لتسيير السنة الدراسية، وأضافوا أنهم يعانون أيضا من نقص في الوسائل البيداغوجية على غرار الطاولات التي لا تكفي لاستيعاب كل التلاميذ، كما تتواجد في حالة كارثية وغير صالحة للاستعمال.
كما تحدث آخرون، عن مشكلة الإطعام والتي انطلقت في كل المؤسسات على مستوى الوطن يوم 20 أكتوبر باستثناء الابتدائيات التابعة لبلدية الخروب حسبهم، موضحين أن بعض المؤسسات انطلق بها الإطعام قبل أسبوع فيما لم ينطلق بعد في مؤسسات أخرى.
وعن الوجبات الساخنة، أضاف المتحدثون أنها توقفت منذ شهر مارس الفارط بسبب العطلة الاستثنائية، كما لم يتم توفيرها شهري أكتوبر ونوفمبر وعليه، كان يمكن استغلال تلك الأموال التي تلك كانت تنفق في التزود بها في أمور أخرى تعود بالفائدة على الابتدائيات على غرار توفير الوسائل والأدوات البيداغوجية.
وهدد المديرون بمقاطعة الأعمال الإدارية، معربين عن حسرتهم من طريقة تعامل بلدية الخروب معهم.
ورد رئيس بلدية الخروب على موضوع النقص في عدد العمال بالابتدائيات، بعد أول احتجاج قام به المدراء في شهر فيفري من السنة الجارية، بالتصريح للنصر حينها، أن مصالحه غير قادرة على مسايرة التطور السكاني الحاصل في علي منجلي، بعد ارتفاع عدد الابتدائيات التي تسيّرها من 35 إلى 107 في ظرف قياسي وفي وقت لم تتدعم البلدية بعمال جدد منذ 15 سنة، وهو ما يجعلها لا تتوفر على عدد كبير من العمال، وقد حاولنا أمس الأول الاتصال به لكن تعذر علينا ذلك.
من جهة أخرى ترأس منذ يومين والي قسنطينة، اجتماعا بالحي الإداري للولاية لتدارس وضعية المدارس الابتدائية بحضور عدة إدارات وهيئات. ووجه ساسي أحمد عبد الحفيظ، تعليمات بالإسراع في تدارك النقائص المسجلة فيما يخص الإطعام المدرسي وتجهيز المطاعم في أقرب الآجال، وأمر بالتنسيق بين مديرية النقل ورؤساء الدوائر المعنية والمؤسسة ومفتشي الإدارة لضمان تموين المطاعم بصفة منتظمة، إضافة إلى اقتناء حافلات جديدة للنقل المدرسي ضمن ميزانية الولاية الجديدة، والإسراع في إطلاق أشغال ربط المدارس المعنية بالتدفئة، حيث تم تسجيل عمليات لفائدة جل المدارس التي تعاني من نقص أو انعدام التدفئة. حاتم/ب