أنشأت جمعية «سيرتا» لمربي الأرانب لولاية قسنطينة أول مذبح للأرانب بالشرق، حيث دخل حيز النشاط، كما يعكف المربون على استكمال الإجراءات الإدارية من أجل تأسيس تعاونية لتنظيم شعبتهم، في حين تقوّض مشكلة غلاء الأعلاف من قدرتهم على تطوير النشاط.
وقال رئيس جمعية «سيرتا» لمربي الأرانب والأمين العام للجمعية الوطنية للجيل الجديد لمربي الأرانب، خالد بركات، في تصريح للنصر، إن المذبح أنشئ بالتنسيق مع غرفة الفلاحة لولاية قسنطينة، مشيرا إلى أن الجمعية انطلقت في العمل مع الإدارة منذ مشاركتها في معرض على مستوى قصر الثقافة محمد العيد الخليفة، مؤكدا أن أولى ثمرات عملها الحصول على الاعتماد لإنشاء مذبح، الذي تكفل به أحد الأعضاء.
ويقع المذبح حاليا في المنطقة الصناعية في بكيرة ببلدية حامة بوزيان، حيث أوضح نفس المصدر أن الإنتاج الصادر عنه يباع في أسواق قسنطينة منذ دخوله حيز الخدمة منذ شهرين، مضيفا أن الأرانب صارت تعرض بالبطاقة التعريفية وموضبة بطريقة منظمة وقابلة للتتبع.
وأكد محدثنا أن نشاط تربية الأرانب غير منظم في أغلب الأحيان في الوقت الحالي، فضلا عن أن عملية الذبح تجري بطريقة غير مراقبة خارج المذابح، لكنه اعتبر أن الجمعية وضعت أولى الخطوات لنقله من طابعه التقليدي إلى المستوى الاقتصادي، حيث يوجد 5 مستثمرين قانونيين منخرطين في الجمعية، بالإضافة إلى عدد أكبر من المربين النشطين خارج الإطار المنظم.
وقدّر محدثنا قيمة الاستثمار الواحد في تربية الأرانب بما بين 100 إلى 400 مليون سنتيم، في حين أوضح أن عدد الرؤوس يقاس بعدد الأمهات، التي تحصي الولاية منها 600 أم منتجة مسجلة ومراقبة، فيما تصل الكمية المنتجة شهريا من اللحوم إلى حوالي ألف رأس.
وتستهدف الجمعية من خلال نشاطها الحفاظ على السلالة المحلية للأرانب، حيث أوضح أنها طُورت في المعهد التقني لتربية الحيوانات ببابا علي بالشراكة مع معهد فرنسي في عام 2006، وتطلق عليها تسمية «إيتليف 2006»، وتعرف بين المربين باسم «السانتيتيك»، موضحا أنها أثبتت فعاليتها في سرعة النمو والإنتاجية والحجم، كما أشار إلى أن المربين المنتمين للجمعية يعتمدون على التلقيح الاصطناعي بعد أن استفادوا من التكوين في هذا المجال، مؤكدا أن جلهم قادرون على إنتاج كمية معتبرة من لحوم الأرانب.
وقال نفس المصدر، وهو مدير تعاونية مربي الأرانب الجاري تأسيسها، إن إجراءاتها تأخرت قليلا بسبب انتظار صدور قانون التعاونيات الفلاحية الجديد، لكنه اعتبر أن الأمور تسير في نحو جيد.
وعلى غرار مربي الحيوانات الأخرى، يواجه مربو الأرانب مشكلة أسعار الأعلاف، حيث تتغذى الأرانب على الأغذية المفتتة المُشكّلة من الصوجا والشعير والنخالة والفصة؛ وأوضح رئيس الجمعية أنها ارتفعت كثيرا في الآونة الأخيرة، في حين طالب باسم المربين بالاعتماد على البدائل المحلية في علف الأرانب من أجل خفض التكلفة، كما ذكر نفس المصدر أن الإقبال على لحوم الأرانب ما زال ضعيفا بسبب تراجع ثقافة استهلاكه بين أفراد المجتمع، رغم أنه بديل أحسن للحوم الدجاج لأن المربي لا يُعتمد على الأدوية المكثفة في تربيته، كما لا تحتوي الأعلاف المقدمة له على العناصر الكيميائية، فضلا عن عدم تقديم المضادات الحيوية له بصورة مكثفة خلال مرحلة التربية.
ونبه محدثنا أن الجمعية تسعى إلى الترويج لاستهلاك لحوم الأرانب من خلال المعارض وبرامج الطبخ والبرامج الإذاعية التي تشارك فيها. أما بخصوص الأسعار، فأوضح محدثنا أن أغلب المربين يركزون نشاطهم على بيع الأرانب الموجهة لإنتاج اللحم، بينما تعتمد قلة منهم على أرانب الزينة التي يتراوح سعر بعض السلالات منها ما بين 3 إلى 5 ملايين سنتيم، وتصل أخرى إلى 10 ملايين سنتيم للزوج الواحد، على غرار سلالة «عملاق الفلاندرز» البلجيكية.
وقد شارك رئيس الجمعية في اللقاء المنظم مع والي قسنطينة أول أمس، حول آليات تفعيل الديمقراطية التشاركية بين المجتمع المدني والسلطات المحلية، وطرح على الوالي مطلب توفير مقر للتعاونية الجاري تأسيسها.
سامي.ح:
