طالب أمس، مواطنون من قرية عين زبيرة في بلدية عين سمارة بقسنطينة بالاستفادة من البناء الريفي، في حين أكد «المير» أن البلدية حددت قطعة أرضية من أجل إنجاز تحصيص جماعي و حولت الملف إلى مديرية السكن في انتظار الموافقة عليه.
وقام سكان عين زبيرة بغلق الطريق الرابط بين عين سمارة والمقاطعة الإدارية علي منجلي، و تزامن ذلك مع غلق عمال مؤسسة تصنيع عتاد الحمولة والتكديس «جرمان» للطريق الوطني رقم 5، ما تسبب في خنق حركة المرور خلال الفترة الصباحية عند مداخل عين سمارة.
وأعاق الاحتجاج مجموعة كبيرة من شاحنات رفع القمامة المتجهة نحو المفرغة قدوما من علي منجلي، و وجدناها مركونة في صف طويل في انتظار عودة الحركة إلى طبيعتها، أما أصحاب الحافلات فقد عملوا على نقل الركاب من عين سمارة إلى غاية النقطة المقطوعة من الطريق، لينزلوا عندها ويتنقلون مشيا إلى الجهة الأخرى، في انتظار الحافلات القادمة من علي منجلي، لنقلهم عبر النصف الثاني من المسافة، في حين ركن العشرات من المواطنين سياراتهم في انتظار حل المشكلة.
وقد تزامن وصولنا إلى موقع الاحتجاج مع تواجد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي ورئيس البلدية، رفقة مسؤولين آخرين، حيث استمع الاثنان إلى المحتجين الذين شددوا على مطلبهم الوحيد بالحصول على البناءات الريفية فوق القطع الأرضية التي يشغلونها في الوقت الحالي.
وذكر لنا بعض السكان أن عدد العائلات المعنية يقدر بأربعة وعشرين في قرية عين زبيرة، موضحين أن آباءهم قدموا إلى القرية منذ حوالي خمسين سنة وعاشوا فيها، لكنهم لا يحوزون على القطع الأرضية التي يقيمون عليها، بينما ذكر لنا أحد المواطنين أن العدد الإجمالي لسكان القرية لا يتجاوز الخمسين عائلة وسبق لحوالي 25 منها الاستفادة من البناءات الريفية لأنهم يملكون أراضيهم، على عكس الآخرين.
و قد سعى الوالي المنتدب و رئيس البلدية إلى إقناع المحتجين بإعادة فتح الطريق، لكن أغلب المحتجين رفضوا الأمر، كما رفضوا التنقل إلى مقر الولاية المنتدبة من أجل طرح انشغالهم، بينما وافق آخرون على التوجه إلى مكتب الوالي المنتدب. و أوضح الوالي المنتدب، احسن خالدي، في حديثه إلى المحتجين، أن الأشخاص الذين يحوزون قطعا أرضية يمكنهم الاستفادة من البناء الريفي عن طريق إيداع ملفاتهم على مستوى البلدية، في حين ذكر رئيس البلدية، حسين عزيزي، في تصريح لنا، أن مصالحه كلفت مكتب دراسات وتم تحديد قطعة أرضية في عين زبيرة من أجل تخصيصها للبناء الريفي في إطار تحصيص جماعي خاص بقرية عين زبيرة و وادي سجار بالنسبة للعائلات التي لا تملك أراض، مشيرا إلى أن البلدية أعدت الملف و حولته إلى مديرية الس
كن و للمصالح الولائية المختصة في انتظار الموافقة عليه، في حين يمكن للأشخاص الذين يحوزون الأراضي الاستفادة من البناء الريفي باتباع الإجراءات القانونية المعمول بها، كما نبّه «المير» أن بلدية عين سمارة تحصي 700 ملف بناء ريفي في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، فتح عمال مؤسسة تصنيع عتاد الحمولة والتكديس الطريق الوطني رقم 5، بعد حوالي منتصف النهار، حيث ذكر لنا مصدر نقابي من المؤسسة أن أجورهم لم تصب منذ 5 أشهر، مضيفا أن وزير الصناعة قد استقبل ممثلين عن العمال و طرحوا عليه انشغالاتهم، كما زارت لجنة تحقيق من الوزارة المؤسسة واطلعت على وضعيتها قبل أكثر من شهر، دون أن تتحقق مطالب العمال.
سامي.ح