انطلقت مؤسسة «كوسيدار» في استكمال الأشغال بالمقطع الرابط بين الجسر العملاق والطريق السيار شرق غرب بقسنطينة، بعد أزيد من 5 سنوات من التعثر، لكن التسربات المائية ما زالت تسجل بالمكان بسبب قدم الخزانات، فيما ذكر مصدر مسؤول بمديرية الأشغال العمومية أن المشروع سيسلم في آجال لن تتعدى العام.
ومنحت مؤخرا، وزارة الأشغال العمومية بعد فسخ الصفقة مع شركة «أندراد غيتيريز” البرازيلية، تسخيرة لمؤسسة كوسيدار الوطنية، من أجل مباشرة الأشغال بالمقطع الرابط بين الجسر العملاق والطريق السيار شرق غرب، حيث بدأت الآليات الضخمة التابعة للمؤسسة في الحفر وتسوية الطريق مع تقوية حائط الدعم بأعمدة تثبيت.
وأكد مهندسون بالمشروع، أن “كوسيدار” استعانت بكفاءات فضلا عن عتاد متطور لم يتم استخدامه من قبل سواء من طرف الشركة البرازيلية أو الصينية التي عملت بالموقع لفترة قصيرة، في حين لاحظنا أن الأشغال تجري بوتيرة جيدة من طرف الفرع الجيوتقني للمؤسسة، كما سيتم إجراء دراسة عن وضعية النفق من طرف فرع المنشآت الفنية، للتأكد من سلامته.
وتعمل كوسيدار على تقوية حائط الدعم الرئيسي، الذي يحمي خزانات المياه التي تمون الجهة الشمالية للمدينة والأرضية المحيطة بها، من الانزلاقات، حيث أن المساحة المحيطة بالجدار تبدو هشة بسبب تفريغ كميات ضخمة من المياه خلال عمليات إصلاح الخزانات، في حين ستكون المرحلة الثانية إزالة الأتربة والردوم المتراكمة على ارتفاع يتراوح بين 5 إلى 20 مترا إلى غاية الوصول إلى الجسم الصلب من الأرضية، ومن ثم وضع أعمدة الدعم لتثبيت المنشأة، مع إنجاز نظام لتصريف المياه قبل أن تتم في المرحلة الأخيرة تسوية الطريق وتهيئتها.
وأبرز مصدر مسؤول بمديرية الأشغال العمومية، أن المديرية تراهن على تسليم المقطع مطلع العام المقبل، حيث ذكر أن التعاقد بالتراضي البسيط مع مؤسسة “كوسيدار”، مع توفير كل ظروف العمل سواء المادية أو البشرية من طرف الوزارة الوصية، سيمكنان من فتحه شهر جانفي أو فيفري من عام 2022 كأقصى تقدير.
وبخصوص الانزلاقات المسجلة على مستوى الجسر العملاق، فقد ذكر محدثنا أن الدراسة جارية لتقييم الوضع وتحديد ما يجب إنجازه، مؤكدا أن الغلاف المالي متوفر إذ سيتم فور انتهاء الدراسة التكفل بتلك النقطة، كما لفت إلى تعيين مكتب دراسات وطني بدل الأجنبي على مستوى المقطع الرابط بالطريق السيار.
و وفق ما أكده لنا عاملون بالورشة، فإنه ما زالت تسجل تسربات مائية من حين إلى آخر بالموقع مشيرين إلى أن التقارير السابقة للشركة البرازيلية تشير إلى وجود المياه بالعديد من النقاط، كما ذكروا لنا أن العمر الافتراضي للخزانات قد انتهى عمليا باعتبار أنها قديمة جدا وهي الفرضية التي يرجحونها لتفسير وجود مياه بموقع المشروع، لكنهم أشاروا إلى أن لكل مشكلة حلول تقنية إذ أن كوسيدار قادرة على رفع التحدي كون هذا المشروع، بحسبهم، لا يمثل شيئا مقارنة بالمنشآت الفنية والمشاريع التي أنجزها عمال ومهندسو المؤسسة الوطنية.
وتم امتصاص المياه التي كانت راكدة لأشهر على مستوى النفق، حيث تبين بأنها مياه أمطار ولا علاقة لها بالتسربات المائية مثلما كان يشاع من قبل، فيما لاحظنا وجود ازدحام كبير على مستوى محور دوران الزيادية إذ تسبب تأخر المشروع في اختناق مروري مزمن على مدار اليوم.
جدير بالذكر، أنه قد تم تخصيص غلاف مالي ضخم قبل أزيد من 3 سنوات لتسوية مشكلة التسربات بشكل نهائي بعد إصلاح بعض الخزانات، التي تصل طاقة استيعاب كل منها إلى 2500 متر مكعب، كما تم بناء حائط دعم من الخرسانة ودعمه بمادة مضادة، فضلا عن وضع كتامة وإنجاز نظام لتصريف المياه. لقمان/ق
