وصلت تكلفة إنتاج المتر المربع من المياه بمدينة قسنطينة إلى 54 دينارا في حين أن ثمنه المقنن لا يتجاوز 6 دنانير، حيث عزت مؤسسة سياكو الأمر إلى الاهتراء الكبير للشبكات التي أضحت غير قادرة على تحمل الضغط، كما سجلت تبذيرا كبيرا للمياه وصل إلى حد تغلب المياه النظيفة على الملوثة على مستوى محطة التطهير، فيما وجه الوالي تعليمات بضرورة التكفل بالبلديات الخمس، التي تعاني من مشكلة التزود بالماء في غضون العام الجاري.
وذكر مدير شركة المياه و التطهير بقسنطينة بيبي ميلود، أن تكلفة إنتاج الماء بمدينة قسنطينة قد وصلت إلى 54 دينارا للمتر المربع في حين أن ثمنه المقنن في الفواتير لا يتجاوز 6.80 دنانير، حيث أكد أن هذه التكلفة تعد من بين التكاليف الأكثر ارتفاعا على المستوى الوطني، موعزا الأمر إلى اهتراء الشبكات وما ينجم عنه من تسربات يومية، أضف إليها ،مثلما أوضح، مختلف المصاريف، قبل أن يؤكد أنها أضحت غير قادرة على تحمل الضغط، إذ يسجل في كل مرة انفجار في قناة ما، وهو سبب عمليات الحفر المسجلة من حين إلى آخر.
وتابع المتحدث، خلال الندوة الصحفية التي نظمتها المؤسسة أمس الأول، أن سياكو، تتحمل على عاتقها هذا الفارق المالي الكبير بين السعر المقنن والتكلفة الحقيقية، وهو ما يكلفها خسائر مادية كبيرة لاسيما في ظل توقف دعم الدولة لفارق السعر خلافا للسنوات الماضية، مشيرا إلى أن المؤسسة أضحت غير قادرة على تحمل الوضع أكثر إذ لابد من تجديد القنوات في أقرب الآجال، كما أشار إلى أن الوزارة قد قدمت التزمات بإيجاد حلول للمشكلة في قانون المالية التكميلي.
و بخصوص مشكلة الكلس والترسبات على مستوى قنوات المياه ببلدية حامة بوزيان، أوضح أن الوضع في تدهور مستمر ،ووجب مثلما قال، اتخاذ إجراءات مستعجلة، حيث عرضت المؤسسة صورا للقنوات التي بدت في وضعية كارثية ، علما أن الوزير السابق قد وجه في زيارته إلى الولاية تعليمات إلى المدير العام للمؤسسة الوطنية لتسيير المياه بتزويد الشركة بقنوات جديدة لتجديد المناطق المتضررة بشكل استعجالي، كما قدم التزاما بتسجيل مشروع لإنجاز محطة لنزع الكلس في قانون المالية التكميلي .
وتسجل ولاية قسنطينة، أكبر نسبة لتبذير المياه، حيث قال مدير سياكو إن المؤسسة وقفت على سلوكات غير مقبولة من طرف مواطنين، مؤكدا أن أكبر دليل على حدة المشكلة في قسنطينة هو تغلب المياه النظيفة على المياه المستعملة على مستوى محطة التطهير، إذ أن المياه تصل إليها نظيفة ولونها عادي في الوقت الذي كان يجب فيه أن تكون ملوثة لإعادة تصفيتها على مستوى المحطة، وهو ما يعد بحسبه من «الغرائب التي نادرا ما تحدث».
وأشرف أمس الوالي، أحمد ساسي عبد الحفيظ على مستوى مقر الولاية بحي الدقسي، على اجتماع مجلس الولاية، حيث تم فيه مناقشة قطاع الموارد المائية سواء في ما تعلق بمختلف البرامج المسجلة أو تلك التي هي قيد الإنجاز و التي تخص تحسين التزويد بالمياه الصالحة للشرب.
ووجه الوالي، وفق ما أوردته خلية الاتصال عبر منصتها الرسمية على فيسبوك، عدة ملاحظات من أجل الدفع بهذه المشاريع، كما أسدى تعليمات لمديرة القطاع من أجل التكفل بالمشاكل المطروحة على مستوى بلديات الولاية، مؤكدا على ضرورة معالجة نقص التزود بالمياه الصالحة للشرب في البلديات الخمس، التي تعاني من المشكلة خلال العام الجاري .
و كلف المسؤول مدير شركة سياكو ، بتحضير قائمة عن الشبكات التي تحتاج تدخلا للتكفل بها على مستوى مختلف بلديات الولاية، كما تم التطرق إلى وضعية استهلاك قروض الدفع للبرنامج القطاعي غير الممركز لسنة 2020، علما أن الاجتماع حضره الأمين العام للولاية والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي، فضلا عن رؤساء الدوائر والبلديات والمدراء التنفيذيين.
لقمان/ق
