الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

فيما يسجل تراخيًا تاما في الالتزام بالوقاية: حركيّة ضعيفة في أول ليلتين من رفع الحجر الجزئي بقسنطينة

تحرّرت قسنطينة من تدابير حظر التّجوّل الليلي بعد عام من فرض الحجر الجزئي عليها في إطار مواجهة جائحة كورونا، حيث عاد تنقل المواطنين بكثافة ضعيفة عبر شوارع المدينة بعد الساعة العاشرة منذ الفاتح من شهر أفريل الجاري، في مقابل تخلٍّ تام عن إجراءات التباعد والوقاية من انتقال الفيروس التّاجي في المساحات العمومية والفضاءات التجارية.
روبورتاج:    سامي حبّاطي
وتجولنا ليلة أول أمس الجمعة في وسط مدينة قسنطينة بداية من الساعة الثامنة ليلا، حيث لاحظنا حركية معتبرة للمتجولين بالمحاور الرئيسية، على غرار شارع باب الوادي، لتستوقفنا بالقرب من مسرح محمد الطاهر فرقاني، أين كان مواطنون يهمون بالمغادرة على إثر انتهاء عرض مسرحي، مجموعة أشخاص متحلقين حول كلبين تشاجرا وكان بعضهم يحاولون فكهما. وقد لاحظنا انتشارا كبيرا للراجلين المتجولين بالكلاب الشرسة في الساعات الليلية، حتى أن بعضهم لا يكلفون أنفسهم عناء وضع طوق على أعناقها وتقييدها لحماية المواطنين الآخرين من التعرض لهجماتها.
وأخذت الحركة تتناقص في وسط المدينة مع اقتراب الساعة العاشرة، رغم أن سيارات الأجرة ظلت متوفرة، حيث كانت محلات بيع الأطعمة والسلع المتعددة تغلق أبوابها تباعا، في حين لم تفتح محلات بيع الألبسة وغيرها من المتاجر أبدا خلال يوم الجمعة، كما أكد لنا بعض من تحدثنا إليهم أن قسنطينة من المدن التي تنام باكرا، سواء قبل فرض حظر التجول أو خلاله أو بعده. وأوضح أحد التجار الذين تحدثنا إليهم أنه لا يعتزم فتح محله بعد العاشرة ليلا، حتى بعد رفع الحجر خلال هذه الأيام بسبب عدم وجود أعداد كبيرة من المواطنين، فضلا عن نقص الحركية، لكنه أكد أنه سيمدد ساعات نشاطاته في الفترة المسائية من شهر رمضان المقبل.
عودة جلسات السّمر بالقرب من البنايات
وتميز وسط المدينة بعد الساعة العاشرة بعودة «جلسات السمر» من الشباب القاطنين في عدة أنهج، بعد أن اختفت لمدة سنة، خصوصا في المحاور الرئيسية، حيث لاحظنا تجمعا لحوالي عشرة شبان من قاطني شارع بلوزداد وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث بصوت مرتفع، غير بعيد عن محلٍّ لبيع الشاي؛ واصل صاحِبُه النشاط إلى حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، بينما كانت حركة المارة تقتصر على بعض الشبان والمراهقين في مجموعات تظهر بصورة متقطعة.
وقد واصلنا جولتنا إلى غاية جزء من المدينة القديمة، أين وجدنا بعض الشبان الذين يتحركون أو يجلسون في بعض أركان شارع ديدوش مراد وبداية شارع 19 جوان، لكن في غياب تام للعائلات، باستثناء سيد وزوجته مع طفلهما صادفناهم خلال مرورنا بالمكان، وبدا أنهم متجهون إلى مسكنهم. في المقابل، كانت حركية المركبات كثيفة نسبية بعد الساعة العاشرة، حيث لاحظنا العديد من السيارات ما بين وسط المدينة والجهة الشرقية من المدينة، في حين تدفقت العديد من المركبات من الولايات المجاورة نحو بعض المراكز التجارية الكبيرة في المقاطعة الإدارية علي منجلي من أجل قضاء الساعات المسائية بقسنطينة، بعد أن رفع عائق الحجر الجزئي وضيق الوقت الذي يسمح لهم بالعودة إلى مدنهم.
وذكر لنا مواطنون من المقاطعة الإدارية علي منجلي أن الحركية الليلية في مختلف الأحياء قد استمرت إلى ساعات متأخرة منذ رفع الحجر الليلي، خصوصا في المحاور الكبرى، فضلا عن المطاعم الموجودة في منطقة النشاطات بالوحدة الجوارية الخامسة، أين استمرت الحركية ليلة أمس إلى غاية منتصف الليل، في حين نبّه قاطنو تجمعات أخرى مثل الخروب أن الحركية ضعيفة مقارنة بما كانت عليه سابقا منذ رفع الحجر، معتبرين أن المواطنين قد تعودوا على العودة إلى منازلهم باكرا بعد سنة من حظر التجول الليلي.
أما بحي سيدي مبروك السفلي، فقد لاحظنا غيابا تاما للحركية ومحلات مغلقة في كل مكان، باستثناء عدد قليل جدا من الشباب الذين يتجمعون أسفل العمارات أو بالقرب من مساكنهم، حيث أوضحوا لنا أن رفع الحجر الجزئي لا يعني لهم الكثير، لأنهم معتادون على السهر بعد الساعة العاشرة بالقرب من مساكنهم، خصوصا أنّ الشّقق التي يقيمون بها ضيقة ولا يمكن لكثير منهم السهر فيها.
تخلي تام عن إجراءات الوقاية في وسائل النقل والمحلات
من جهة أخرى، يُرافق رفع الحجر الجزئي عن ولاية قسنطينة تراخٍ تام من طرف المواطنين في الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس، على رأسها احترام مسافةِ التباعد الاجتماعي ووضع الأقنعة الواقية، كما أن هذا «التّهاون» مسجل منذ فترة مع تراجع حصيلة الإصابات اليومية بالفيروس، حيث لاحظنا صباح أمس خلال جولة في المدينة أن العديد من سائقي الأجرة أصبحوا لا يجدون ضرورة إلزام الركاب بوضع الأقنعة الواقية، فضلا عن ملاحظتنا لحافلة مزدحمة بالركاب، لكن لا أحد منهم تقريبا يضع الكمامة. ويلجأ بعض السائقين إلى وضع الكمامة عند المرور بالقرب من السدود الأمنية أو عند ملاحظة شرطي مرور فقط.
وتسجل نفس الوضعية في المقاهي والمتاجر المختلفة، حيث دخلنا مقهى بوسط المدينة ولم يكن أحد يضع القناع الواقي؛ حتى العمال وصاحب المقهى، في حين كان زبون واحد يضع كمامة. أما على مستوى المساحات العامة، فيُسجّل تقلصا محسوسا لمسافة التباعد في الطابور الطويل على الموزع الآلي للنقود الخاص بالقبّاضة الرئيسية للبريد، غير بعيد عن تجمع عشوائي لبائعين متنقلين، في سوق رحبة الجمال وعند مدخله؛ لا تحترم فيه الإجراءات أيضا.
وذكر لنا بعض المواطنين أنهم «صاروا يستثقلون وضع الكمامة»، مؤكدين أن جلب اللقاح ضد الفيروس وانخفاض عدد الإصابات قد خفّف من مخاوفهم، كما ما زال آخرون يرفضون وجود كورونا ويعتبرون أن الأمر يتعلق بمرض آخر، مثلما قالوا، في حين تحدثنا إلى بعضٍ ممّن ما زالوا محافظين على الإجراءات الوقائية؛ وأبدوا تخوفات من الإصابة بالفيروس الأصلي، أو السّلالة المتحوّرة، خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة، رغم أن الأرقام الرسمية لا تشير إلى عدد كبير من الذين أصيبوا بالسّلالة المتحوّرة من فيروس كوفيد-19 إلى اليوم.
ويُذكر أن الحجر الجزئي قد فُرض عبر ولاية قسنطينة منذ تاريخ 28 مارس من عام 2020 إلى غاية نهاية مارس الجاري وتغيرت ساعاته عدة مرات بحسب درجة خطورة الوضعية الوبائية، حيث ضبطت مديرية الأمن الوطني لولاية قسنطينة في تسعة أشهر منه، مثلما تؤكده حصيلتها للعام الماضي، أكثر من 15 ألف مخالف من الراجلين وأكثر من 4 آلاف مركبة مخالفة و172 دراجة نارية، فيما يقارب عدد من طبقت عليهم مخالفة عدم وضع القناع الواقي 22 ألفا في نفس الفترة.
س.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com