عاد خلال الأشهر القليلة الماضية، 20 بالمئة من السكان الذين كانوا قد غادروا بلدية بني حميدان بقسنطينة قبل سنوات، إلى منطقتهم، وذلك بعد جملة المشاريع التي حسنت الأوضاع في مختلف المشاتي والقرى، واستثمر العائدون في القطاع الفلاحي، ما جعل البلدية تقترب من تحقيق الصدارة محليا في إنتاج اللحوم البيضاء بعد أن تفوقت أيضا في شعبتي الحبوب والحليب.
وكشف رئيس بلدية بني حميدان، محسن الطاهر، أن المشاتي والقرى الواقعة في الجهة الشمالية للبلدية، عرفت عودة أبنائها النازحين قبل سنوات باتجاه المدينة، وذلك بنسبة 20 بالمئة، وأرجع ذلك إلى برامج مناطق الظل والتي حسنت كثيرا من وضعية القرى.
وأكد المتحدث لمستشار رئيس الجمهورية مراد إبراهيم، لدى زيارته المنطقة، أن عودة أبناء القرى للمناطق التي كبروا وترعرعوا بها، كانت بغرض إقامة استثمارات، خاصة وأن فترة النزوح العكسي كانت خلال الأشهر القليلة الماضية، وتزامنت مع دخول عشرات المشاريع حيز الخدمة، ما سهل من مهمتهم في الاستثمار خاصة في القطاع الزراعي، حيث يشتغلون حاليا في تربية الدجاج والمواشي والأبقار واستصلاح الأرضي.
وأوضح رئيس البلدية، أن بني حميدان تقترب لأن تحقق الصدارة على المستوى الولاية من حيث إنتاج اللحوم البيضاء بعد عودة المستثمرين إلى مشاتيهم، مضيفا أن برنامج رئيس الجمهورية أتى بثماره، خاصة وأنه أخرج عدة مناطق من عزلتها، على غرار سيدي إدريس التي تبعد بأكثر من 20 كيلومترا عن مقر البلدية، إلا أن سكناها يتنقلون ذهابا وإيابا على طريق معبد.
وقال "مير” بني حميدان، إن ما استفادت منه البلدية خلال آخر سنتين يعادل ما أنجز خلال 10 سنوات خلت، مؤكدا أن بلديته كانت محظوظة بحصولها على عدة مشاريع، خاصة وأن تضاريسها صعبة لتباعد المشاتي في ما بينها، ما يصعب من عمليات ربطها.
وأكد المتحدث خلال تقديمه لعرض عن وضعية مناطق الظل بالبلدية، أن مصالحه أحصت 26 منطقة ظل تقطنها 8873 نسمة، وسجل بها 66 عملية بمبلغ 49 مليار سنتيم، وبلغ عدد العمليات الممولة 33 بمبلغ يفوق 25 مليارا و800 مليون سنتيم، انتهت منها 14 بينما لا تزال الأشغال جارية بسبع و قيد الإجراءات الإدارية في 12 عملية.
و وزعت العمليات على عدة قطاعات وتخص 6 منها التزود بالمياه الصالحة للشرب، و5 خاصة بشبكة الصرف الصحي، و واحدة بالتزود بالكهرباء واثنتين بالغاز، إضافة إلى 12 عملية تعبيد وإنجاز طرقات و7 للإنارة العمومية.
واستغل سكان بمشتة ذراع بني وقاد، حضور مستشار رئيس الجمهورية، للمطالبة بالطرقات والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، ليؤكد الأمين العام لولاية قسنطينة، أن التزود بالمياه سيكون في غضون أيام، بعد وصول تجهيز المضختين بحمام السخون بحامة بوزيان إلى المرحلة الأخيرة، كما أكد “المير” أن منطقة ذراع بني وقاد استفادت من 6 عمليات منها اثنتان منتهيتان وتتمثلان في مدّ شبكة الصرف الصحي وإيصال الغاز و4 عمليات ما زالت متواصلة لوضع الإنارة العمومية وشبكة المياه الصالحة للشرب و كذلك تهيئة طريق بلدي وإيصال الكهرباء.
وقال مستشار رئيس الجمهورية، إن الهدف من برمجة المشاريع في مناطق الظل هو توفير كل سبل الراحة والظروف المواتية لتفادي النزوح إلى المدينة، معربا عن سعادته بعودة أبناء الريف إلى المناطق التي كبروا بها من أجل ممارسة مهنهم بأراضيهم بكل أريحية، كما استحسن جملة المشاريع المبرمجة في بني حميدان من توفير المياه والطرقات وهو ما لم يكن موجودا قبل سنوات.
وذكر مرّاد أن برمجة المشاريع لا يمنع وجود نقائص أكد أنها محصاة كعمليات لا بد من أن يشرع في تجسيدها كلما توفر المصدر المالي، كما دعا رئيس البلدية للتواصل مع جمعيات الأحياء، ليكون السكان على علم بالمشاريع التي هي في طور الإنجاز أو المسجلة، فيما أوضح رئيس البلدية، أنه في إطار تطبيق البرنامج ومنذ البداية، نظم اجتماعات مع رؤساء جمعيات الأحياء التي طرحت أولويات الانشغالات، وبناء عليها قام باختيار المشاريع الأكثر أهمية بالنسبة للمواطنين وعرضها على والي قسنطينة.
حاتم/ب