استقبلت مصالح مستشفى المنصورة بولاية قسنطينة في الأيام الأخيرة عشرات الحالات لأطفال ظهرت عليهم أعراض حمى شديدة و إسهال و تقيؤ، وسط مخاوف أولياء من احتمال إصابة أبنائهم بكورونا ، فيما طمأنت مديرية الصحة بأن الأمر يتعلق بحمى موسمية وأمراض أخرى أعراضها شبيهة بتلك التي يسببها الفيروس التاجي.
و توافد عشرات الأولياء على مستشفى طب الأطفال بالمنصورة لفحص أبنائهم المصابين بأعراض متشابهة منها الحمى الشديدة ، أين تم صبيحة أمس فحص أزيد من 50 مريضا في ظرف ساعات، كما عرفت العيادة متعددة الخدمات بن قادري في المقاطعة الإدارية علي منجلي توافدا قياسيا، و فاق عدد الأطفال المصابين بالحمى الذين حُولوا إليها مساء أول أمس 100 حالة، حسبما علمنا من مصادر بالعيادة.
وكانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا عندما وصلنا إلى مستشفى المنصورة، أين وجدنا ما يفوق 20 طفلا كانوا في قاعة الانتظار مع أوليائهم، وعلامات الوهن بادية عليهم، مع سعال جاف لدى البعض منهم.
وخلال تواجدنا بقاعة الانتظار على أننا أحد أولياء الأطفال، لاحظنا أن معدل عمر المرضى يتراوح بين 6 أشهر إلى 8 سنوات، وقال آباء وأمهات إن الأعراض التي ظهرت على أبنائهم تتمثل في الحرارة الشديدة والإسهال والتقيؤ وصعوبة في التنفس، فيما كان أحدهم يكرر في كل مرة أنها شبيهة بأعراض فيروس كورونا، وبأن الأمر يتعلق بإحدى السلالات الجديدة التي تصيب الصغار أيضا.
وحسب بعض الأولياء الذين بدت عليهم علامات القلق، بعد علمهم بأن العديد من الحالات الوافدة متشابهة، فقد أصيب أبناؤهم بحمى شديدة لأكثر من 5 أيام مصحوبة بسعال جاف وآلام على مستوى البطن و الحنجرة و الأذنين، كما قال بعضهم إن العدوى انتقلت من أطفال أقارب إلى أبنائهم، الذين عانوا من نفس الأعراض ما زاد من شكوكهم حول احتمال ظهور أنفلونزا تنتشر بسرعة حسبهم مع تخوفات من كورونا.
و علمنا من أولياء توافدوا ليلة الأحد للمستشفى، أنهم وجدوا عددا كبيرا من الأطفال المرضى ينتظرون دورهم لتلقي الفحوصات، مؤكدين أن غالبيتهم عانوا من نفس الأعراض.
ولم يطمئن الأولياء على حالة أبنائهم إلا بعد مقابلتهم للأطباء بالمستشفى، حيث أكدوا لهم أن الأمر لا يتعلق بفيروس كورونا، وإنما هي أنفلونزا عادية تنتقل بين الأطفال، وبأعراض مشابهة لما يظهر على المصابين بكوفيد 19 ، مطمئنين أن احتمال كورونا يبقى مستبعدا طالما لا يوجد فرد من العائلة أصيب بها.
وقد وصف الأطباء للمصابين أدوية عادية تساعد على تخفيف الحرارة والحد من الإسهال لكونه أخطر الأعراض، ، إضافة إلى أخرى خاصة بالحلق والحنجرة وسوائل تمنع انسداد الأنف وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبة في التنفس، ومن المفارقات التي لاحظناها بمستشفى المنصورة أن من عبروا عن تخوفهم من كورونا لم يكونوا ملتزمين بأدنى شروط الوقاية، إذ لم يضعوا كمامات ولم يحترموا التباعد الجسدي داخل قاعة ضيقة ومغلقة في غياب سوائل معقمة.
و أكد مدير الصحة بولاية قسنطينة، عبد الحميد بوشلوش، في اتصال بالنصر أول أمس، أن الحالات المسجلة غير متعلقة بفيروس كورونا، وبأن الأعراض التي تصيب مرضى كورونا والمصابين بالتسمم الغذائي أو الزكام تتشابه، مشيرا بأن الحرارة والإسهال والآلام على مستوى البطن والرأس لا تعني أن صاحبها مريض بكوفيد 19.
كما أضاف المتحدث، أن الأمر يتعلق بمجرد حالات عادية وبأن الأطفال أصيبوا بأعراض متشابهة في نفس الفترة، وليس بنفس المرض، مطمئنا بأن مصالحه مستعدة لأي طارئ خاصة وأنها شددت على الأطباء بضرورة إبلاغ المديرية بأي حالات مرض جماعية، وذلك من أجل التدخل السريع والقيام بالإجراءات اللازمة. حاتم/ب