أرجعت مؤسسة «سياكو” بقسنطينة، التذبذب الحاصل في توزيع المياه بعدد من مناطق الولاية، إلى اعتداء فلاحين على الشبكة وكذلك التوسعات العمرانية الجديدة التي تتطلب التموين بكميات كبيرة، إلى جانب تسجيل صعوبات تقنية أخرى تزامنت مع زيادة معدلات استهلاك المياه صيفا.
وقال المكلف بالاتصال في شركة المياه والتطهير بقسنطينة «سياكو”، مقراني أسامة، في لقاء بالنصر، إن جزءا من مشكلة التذبذب في التوزيع بالولاية، سببه الاعتداءات على الشبكة من طرف فلاحين يسرقون المياه الموجهة للزبائن من أجل سقي أراضيهم، وهي ظاهرة ذكر محدثنا أنها مسجلة في مناطق جنوب الولاية من منطقة قطار العيش إلى غاية الحدود مع أم البواقي وجزء من الحدود مع ولاية قالمة، وذلك على تراب بلديتي الخروب وأولاد رحمون.
وتابع المتحدث بأن نسبة امتلاء سد بني هارون لا علاقة لها بالتذبذب الحاصل، إذ أنه يزود 65 بالمئة من سكان الولاية، ويتم ذلك عبر وحدة معالجة المياه بسيدي خليفة والتي توجه 80 بالمئة من مياهها لقسنطينة، و 20 بالمئة منها لولاية ميلة، وهي كميات قال مقراني إنها كانت تكفي قسنطينة، لكنها لم تعد كذلك في ظل ارتفاع الطلب والتوسع العمراني خاصة على مستوى التوسعة الغربية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وكذلك في منطقة الرتبة ببلدية ديدوش مراد.
وبخصوص الرتبة، قال محدثنا إنها توسعت عمرانيا وصارت تضم 6 آلاف مسكن يحتاج قاطنوها للمياه، لكن الخزان المخصص للمنطقة والذي تصل طاقة استيعابه لـ 5 آلاف متر مكعب، لم يُربط بعد بسد بني هارون من طرف شركة أخرى، لذلك تقرر وبالتنسيق مع مديرية الموارد المائية، تموين الرتبة من خزان يزود بلديتي ديدوش مراد و زيغود يوسف، وهو ما يفسر حدوث تذبذب على مستوى هذه الأخيرة.
ويوضح المتحدث أن التوسعات العمرانية تعد كذلك من أسباب التسربات المائية، إذ تُحدِث خللا في توازن الشبكة، كما قد تنجم التسربات عن تضرر القنوات بسبب الأشغال التي تقوم بها شركات عمومية وخاصة، إضافة إلى تسجيل مشكلة أخرى تتعلق بتشكل ماد كربونات الكالسيوم بسبب اختلاط المياه الجوفية الساخنة التي تتزود بها مناطق بقسنطينة، بمادة الكلور المستعملة في المعالجة، وهو أمر يحدث على وجه الخصوص بمنطقة حامة بوزيان، ما استدعى القيام بعملية إعادة تأهيل كبرى للشبكة بين سنتي 2010 و2014، حيث تم مدّ قنوات جديدة، ومع ذلك ما تزال هذه المشكلة مسجلة بعدد من النقاط، حيث تسبب انسدادات ينجم عن انفجار القنوات وبالتالي تسرب المياه، يشرح السيد يعقوبي.
وأضاف المكلف بالإعلام، أن زيادة معدلات استهلاك المياه صيفا، من الأسباب الرئيسية للتذبذب، حيث تضطر مؤسسة «سياكو” إلى قطع التوزيع على فترات من أجل “ضمان توزيع عادل للمياه”، إذ وعلى سبيل المثال، يؤدي الاستهلاك الكبير للمياه لدى قاطني المناطق السفلية، إلى عدم وصولها بالشكل الكافي إلى الجهات العلوية، ما يستلزم اللجوء أحيانا إلى قطع التموين مؤقتا عن المناطق السفلية، حتى تصل المادة إلى السكان الآخرين.
وذكّر المتحدث بأن “سياكو” تبقى شركة مسيرة وليست منجِزة، لكنها تقدم التوصيات والخبرة وتعدّ حتى الدراسات كما ترافق الأشغال بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية، بحيث بدأت حملة ركزت فيها على النقاط السوداء، على غرار ما تم بحيي سوريكو وساقية سيدي يوسف بمدينة قسنطينة، ما ساعد على تحسين عملية التوزيع بالمنطقة، مشيرا إلى وجود مشكلة أخرى تتعلق بالتوصيلات العشوائية التي يقوم بها قاطنو سكنات فوضوية، على غرار ما هو مسجل بحي الجذور الذي يشكو زبائن «سياكو» على مستواه من هذا الأمر، يوضح المكلف بالإعلام. ياسمين.ب