ما زالت الوضعية الوبائية بقسنطينة «مقلقة» رغم تسجيل انخفاض طفيف في عدد الحالات الوافدة للمستشفيات منذ الأسبوع الفارط، حيث تسجل مصالح كوفيد ضغطا على الأسرة فضلا عن استهلاك الأوكسجين، لكن مدراء المؤسسات الاستشفائية يؤكدون وفرة هذه المادة وعدم تسجيل أي انقطاع في التموين خلافا للأسابيع السابقة، فيما تبرز أرقام اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء أن الولاية تحتل المراتب الثلاث الأولى في عدد الإصابات منذ أزيد من 10 أيام، كما سجلت مديرية الصحة تطعيم 4228 شخصا في اليوم الأول من الأسبوع الوطني للتلقيح.
وأفاد المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، عزيز كعبوش، أن الضغط ما يزال مسجلا على مختلف المصالح، التي حولت لاستقبال مرضى كوفيد، حيث أن الأرقام اليومية المسجلة تعكس الوضع الوبائي الذي يبقى بحسب الطواقم الطبية مقلقا وغير مستقر رغم التراجع الطفيف في عدد الحالات الوافدة مقارنة بأيام الذروة.
وبلغة الأرقام أبرز محدثنا، أن عدد المرضى الماكثين بالمستشفى والذي يخضعون للمتابعة الطبية قد وصل إلى 150 مريضا، حيث قال إنه سجل تراجعا طفيفا في الأسبوع الفارط قبل أن يرتفع عددهم خلال الفترة الأخيرة، لكن ليس بنفس المستوى في الأسابيع الماضية، مشيرا إلى وجود 14 مريضا بمصلحة الإنعاش فضلا عن 17 بالمعاينات الطبية و 26 بالأمراض المعدية و 40 بالطب الداخلي، وما تبقى من المرضى، مثلما صرح، فهو يعالج بمصلحة الأمراض الصدرية، مشيرا إلى إدخال 7 مرضى في صبيحة أمس.
وتابع المكلف بالإعلام، أن كل المرضى الماكثين من مختلف الفئات العمرية يستهلكون الأوكسجين وهو ما يعكس الضغط الكبير على هذه المادة، لكنه أكد أن المستشفى يتحصل على الكميات المطلوبة بشكل دوري ومنتظم خلافا لما كان عليه الأمر في السابق أين سجلت بعض الاختلالات في التوزيع، مؤكدا أن الأطباء ينصحون بضرورة التوجه نحو التلقيح كون غالبية الحالات المعقدة، لم تتلق اللقاح الذي يعد الحل الوحيد المتوفر عبر كل دول العالم.
وذكر مدير مستشفى ديدوش مراد، عبد الكريم بن مهيدي، أن منحى الإصابات عاد إلى الارتفاع مجددا بعد أن سُجل انخفاض طفيف في الأسبوع الفارط، حيث أن كل الأسرة المتوفرة وعددها 40 سريرا مشغولة، كما أن جميع الحالات المرضية تستهلك مادة الأوكسجين لكنه أكد أن التزود يتم بشكل عادي وقبل المواعيد المحددة، مضيفا أن الأشغال جارية لتركيب مولد الأوكسجين على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية.
وتابع المسؤول، أنه وخلال عطلة نهاية الأسبوع تم تشخيص 59 حالة على مستوى مصلحة كوفيد وهو مؤشر مرتفع مقارنة بالفترة الفارطة، كما أكد أن غالبية المصابين من الفئة التي لم تتلق اللقاح كما أنهم من مختلف الأعمار وبلديات الولاية، داعيا إلى ضرورة التلقيح لتفادي أي تعقيدات صحية في قادم الأيام.
أما بمستشفى محمد بوضياف بالخروب، فقد أكد مدير المؤسسة نذير طايق، تسجيل انخفاض طفيف في عدد حالات الفحص، لكنه أبرز أن الضغط ما يزال مسجلا على مصلحة كوفيد، حيث أن عدد المرضى الذين يخضعون للمتابعة الطبية يتراوح خلال هذا الأسبوع ما بين 52 إلى 45 مريضا من أصل 60 سريرا مخصصة للمصابين بكورونا.
وتابع المتحدث، أنه يتم فحص من 15 إلى 20 مريضا يوميا، كما سجل تراجع في الضغط على مادة الأوكسجين، لكن نسبة الاستهلاك تبقى مرتفعة بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتطلب علاجهم الاستعانة بهذه المادة الحيوية، مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل على إقناع المواطنين بأهمية التلقيح ضد الوباء، كما نظمت 3 عمليات تلقيح على مستوى مسجدين بمدينة قسنطينة فضلا عن بلدية الخروب، كما سيتم برمجة خرجات أخرى في هذه الفترة.
من جهته ذكر المكلف بالإعلام بمديرية الصحة، عيدون أمير، أن العدد الإجمالي للمصابين منذ بداية الوباء والذين شخصت حالاتهم باستعمال تقنية «بي سي أر» إلى غاية أمس الأول، قد وصل إلى 9481 حالة في حين سجل استشفاء 8482 شخصا، كما أن عدد الحالات المتكفل بها والمشتبه بإصابتها قد وصل إلى 15161 أما عدد الوفيات فقد وصل إلى 665 حالة.
وتبرز الأرقام التي تعرضها اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء، احتلال ولاية قسنطينة للمراتب الثلاث الأولى وطنيا في عدد المصابين خلال 10 أيام الأخيرة، فقد حلت في حصيلة أمس الأول، ثانية بعد وهران بـ 48 إصابة مشخصة بتقنية البوليمزار المتسلسل وقبلها المرتبة الأولى بـ 68 إصابة، في الوقت الذي تعرف فيه العديد من الولايات الكبرى تراجعا في عدد الإصابات.
وتسجل التجمعات العمرانية الكبرى على غرار قسنطينة وعلي منجلي، تراخيا كبيرا في الإجراءات الوقائية سواء في الفضاءات التجارية أو عبر وسائل النقل، حيث يجد أعوان الترامواي صعوبة في إلزام المواطنين بارتداء الكمامات إذ يمتنع الكثيرون عن احترام التعليمات كما تخلى عنها المواطنون والسائقون تماما في حافلات النقل الحضري.
وتراهن مديرية الصحة على تلقيح ما يزيد عن 60 بالمئة من الفئة المستهدفة، والتي يصل عددها إلى 800 ألف شخص خلال الفترة المقبلة، علما أن نسبة الملقحين من هذه الفئة لم تتجاوز 20 بالمئة بعدد إجمالي يتجاوز 157 ألف شخص، كما ذكر المكلف بالإعلام أنه تم تطعيم 4228 مواطنا خلال اليوم الأول من الأسبوع الوطني للتلقيح، مشيرا إلى أن عدد الراغبين في أخذ اللقاح سيسجل ارتفاعا في هذه الأيام مقارنة باليوم الأول الذي صادف فترة العطلة الأسبوعية، كما أكد أن حملات التحسيس والتلقيح المكثفة ستسمر طيلة الأيام المقبلة. لقمان/ق