تراكمت أطنان من النفايات عبر مختلف أحياء مدينة قسنطينة، بسبب تواصل إضراب عمال مؤسسة النظافة والتطهير لبلدية قسنطينة «بروبكو»، فيما أكد المدير أن الموظفين سيستأنفون نشاطهم اليوم، بعد أن تلقوا تطمينات بعدم وجود أي نية لحل المؤسسة وتسريح العمال، فيما ذكر مدير الإدارة المحلية في دورة المجلس الشعبي الولائي، أن دعم الدولة سيتواصل لفائدة المؤسسات العمومية الولائية والبلدية مع تخصيص أزيد من 31 مليار سنتيم في مشروع الميزانية الأولية.
وتكدست كميات كبيرة من النفايات المنزلية، عبر مختلف أحياء المدينة لاسيما باب القنطرة والنجمة وفضيلة سعدان، وغيرها من المواقع في مشاهد قدمت صورة سلبية عن المدينة، فيما وقفنا على رمي عشوائي بسبب تشبع أماكن الرمي والحاويات مع انبعاث لروائح كريهة.
وأوضح سكان من الأحياء التي زرناها، أن مختلف الشوارع تعرف في الأساس نقصا في النظافة زاد حدة خلال هذا الأسبوع، محذرين من حدوث أخطار بيئية وصحية تهدد التلاميذ والأطفال، مطالبين الوالي بالتدخل وإنهاء الاختلالات المسجلة.
ويتواصل إضراب عمال مؤسسة “بروبكو» لليوم الثامن على التوالي، وذلك بسبب تخوفات من التسريح بانتهاء مدة انتدابهم في الفاتح من نوفمبر المقبل، فيما أكد مدير المؤسسة نبيل بوصبع في اتصال بنا، أن كل ما أشيع عن حل المؤسسة والتخلي عن العمال غير صحيح.
وأوضح المتحدث، أن فئة من العمال ستظل في المؤسسة، في حين أن آخرين سيلتحقون بحظيرة البلدية، مشيرا إلى عقد اجتماع اليوم مع مدير الإدارة المحلية والذي أكد لممثلي العمال أنه لا يحق لأي كان أن يحل المؤسسة، فيما ذكر مدير “بروبكو» أن وضعيتها تعرف تحسنا تدريجيا.
وبخصوص العجز المالي الذي تعرفه المؤسسة، أوضح المتحدث أن الأمر يتعلق بديون خارجية، مشيرا إلى أن غالبية المؤسسات تعاني من هذا الوضع، كما تجدر الإشارة إلى أن «بروبكو» تتكفل برفع النفايات من 30 قطاعا ببلدية قسنطينة.
وتقدر الميزانية السنوية للنظافة ببلدية قسنطينة، خلال السنوات الأخيرة بـقرابة 180 مليار سنتيم، لكن العجز المالي الذي تعاني منه البلدية اضطرها إلى تخفيض الميزانية المخصصة للنظافة من خلال اقتطاع ما يقارب 90 مليار سنتيم من الغلاف المالي الموجه لها، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على وضعية المدينة إذ سرعان ما ظهرت تداعيات هذا الأمر على مختلف الأحياء، في حين تم فسخ الصفقات المبرمة مع مؤسسات النظافة المصغرة والتي قدر عددها بـ 39 شركة، كما احتج الموظفون في الكثير من المناسبات بسبب مشكلة الأجور.
وإثر هذا الوضع عرفت مؤسسة «بروبكو» البلدية، اختلالات مالية وصعوبات إدارية كثيرة، حيث أصبحت تعتمد على إمكانياتها الذاتية لتنظيف الأحياء بعد أن كانت تعتمد على شركات المناولة.
وأكد مدير الإدارة المحلية، خلال دورة المجلس الشعبي الولائي الأخيرة، أن دعم الولاية للمؤسسات العمومية البلدية والولائية، ما يزال على حاله حيث خصص ما يزيد عن 30 مليار سنتيم، كما ذكر أن الدولة تعمل على استقرارها والحفاظ على مناصب الشغل بها.
وجدد منتخبو المجلس، مطالبتهم بضرورة تخفيف أعباء هذه المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي والصناعي، حيث أن مسؤوليها مطالبون بالاستثمار وتنويع المداخيل بدل الاعتماد على دعم الدولة السنوي من ميزانية الولاية. لقمان/ق